الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
.. وبدأت متاعب جريدة روزاليوسف!

.. وبدأت متاعب جريدة روزاليوسف!

استشاط الأستاذ عباس محمود العقاد غضبًا عندما نشرت «روزاليوسف» فى الصفحة الأولى كلمات قليلة تقول: ابدأ بقراءة الصفحة الثانية. وتصور العقاد أن الجريدة تقصد أن مقال رئيس التحرير «محمود عزمى» أهم من مقاله واتصل غاضبا ثائرا بالسيدة «روزاليوسف».



تقول روزاليوسف: ضغطت على أعصابى باذلة أقصى جهدى لكى أتجنب الانفعال وأثور بدورى ويقع الاصطدام بين ثورتينا ونحن لم نصدر من الجريدة إلا عددا واحدا، ولما انتهى - العقاد - من احتجاجه كان همى أن أؤجل المناقشة فقلت له: إننى لم أقرأ هذه الكلمة.. وسوف أحاسب المسئول حسابا عسيرا!

والعقاد على ما ترى من ضخامته وجهامته وعنف غضبه إنسان طيب القلب ليس هناك أسهل من كسبه وأنه ليكفى أن توافقه على رأيه لكى يهدأ ويسكن ويصبح الموج الهادر بحيرة هادئة.

ووضعت السماعة وقد فقدت الأمل نهائيا فى النوم، إذ أعاد إلىّ هذا الحديث الصاخب على هذا الأمر التافه كل التوتر العصبى الذى عشت عليه منذ الأمس، ومن عادتى أن أشرف قبل خروجى على كل ما يتصل بنظافة البيت وأن أدخل إلى المطبخ لبعض الوقت فلا أترك الطباخ إلا بعد أن أعطيه التعليمات عن كل شيء ومن أصناف الطعام ما أهتم بأن أقوم بطهيه بنفسى!

ولا أذكر أننى تخليت عن هذه العادة قط فى أكثر أيام العمل زحمة واضطرابا، ولا فى ذلك اليوم المشهود عقب حديث العقاد التليفونى! والتقيت العقاد بعد ذلك فى الجريدة ظهرا فشرحت له الأسباب ولكنه لم يقتنع! وكان من عادة العقاد أن يكتب مقاله اليومى فى البيت ويتركه فى الجريدة صباحا ويترك للأستاذ «كامل الشناوى» مهمة مراجعته ثم يعود ليلا ليلقى عليه بنفسه نظرة أخيرة. كذلك كان يهتم بقراءة مقال الدكتور «عزمى» رئيس التحرير - ولو بغير علمه - إذ كان يعتقد أن عزمى غير وفدى وأنه ربما وضع فى مقاله كلمة تسيء إلى الوفد من قريب أو بعيد! وتمضى روزاليوسف قائلة: ومع كل هذه المتاعب فقد كان اليوم الثانى من أيام «روزاليوسف اليومية» يوما جميلا مشرقا بالمرح، فالعمل قد نجح والجريدة قد انتشرت فى السوق كالنار فى الهشيم، تاركة الراحة فى قلوب الأصدقاء والحسرة فى قلوب الأعداء.

وتمضى «روزاليوسف» قائلة: ومع النجاح تأتى المتاعب؛ متاعب المنافسة، فقد كان لصدور «روزاليوسف اليومية» بهذه الصورة القوية هزة عنيفة فى الصحف الأخرى، وانعكس أثر ذلك فى صورة تكذيبات متوالية متلاحقة أخذت الصحف الأخرى - خصوصا الأهرام - تتعقب بها أبناءنا، وساعدها فى ذلك أننا كنا الجريدة الوحيدة تقريبا التى تهاجم الوزارة القائمة - وزارة توفيق نسيم - مما جعل الوزارة تشترك مع الصحف الأخرى فى حملة التكذيبات.

وأذكر أن الدكتور عزمى كتب مقالا عنيفا يعلق به على هذه التكذيبات مهاجما الأهرام.

ويتذكر المحامى يوسف حلمى الذى شارك فى الكتابة بالجريدة كواليس تلك الأيام فيقول: وكان الأستاذ توفيق دياب بك «هو» الفرخة بكشك، للنحاس ومكرم اللذين غضبا غضبا شديدا على هذه الجريدة التى تجرأت أن تصدر لتنافس الجهاد، ولكن ماذا يستطيعان أن يقولا وهى جريدة وفدية مفروض أنها سلاح جديد فى يد الوفد.

وانتظر العقاد أن يتفضل الرئيس الجليل بزيارة الجريدة لتهنئة الرئيس الجليل - النحاس باشا - بعمله الجديد - ولكن الأيام والأسابيع انقضت دون أن يطرق باب الجريدة طارق من رجال الوفد!!

وللذكريات والمتاعب بقية!