الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
رائد النهضة الطبية فى العصر الحديث

رائد النهضة الطبية فى العصر الحديث

فى مثل هذا الشهر يناير عام ١٩٤٧ توفى قطب من اقطاب النهضة الطبية فى العصر الحديث هو الأستاذ الدكتور/ على إبراهيم باشا كان من أوائل الجراحين المصريين وأول عميد مصرى لكلية طب قصر العينى كما شغل منصب وزير الصحة فى الفترة من يوم ٢٨ يونيو عام ١٩٤٠ حتى يوم ٣٠ يوليو عام 1941م فى وزارتى حسن صبرى باشا وحسين سرى باشا وبعد ذلك وبمجرد خروجه من الوزارة فى شهر سبتمبر عام ١٩٤١م تولى منصب مدير جامعة فؤاد الأول وهى جامعة القاهرة حاليا كما أنه يعد وعن جدارة رائد النهضة الطبية فى مصر فى العصر الحديث. 



ولد على إبراهيم فى الإسكندرية فى يوم١٠ أكتوبر عام ١٨٨٠م وكان والده إبراهيم عطا فلاحا من إحدى قرى مدينة مطوبس التابعة لمحافظة كفر الشيخ حاليا وأمه هى السيدة مبروكة خفاجى وكانت أيضاً فلاحة من نفس المدينة وكان والده إبراهيم عطا قد ﻃلق والدته ﺑﻌﺪ ﺷﻬﻮﺭ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻓﺮﺣﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻭﺿﻌﺖ اﺑﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ واﺿﻄﺮﺕ ﺗﺤﺖ ﺿﻐﻂ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻷﻥ ﺗﻌﻤﻞ ﻗﺎﺑﻠﺔ أى كانت تساعد النساء عند الولادة لتوفر لابنها ﻓﺮﺻﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ وتلقى على إبراهيم تعليمه الابتدائى فى مدرسة رأس التين الأميرية بمدينة الإسكندرية وحصل على الشهادة الابتدائية عام ١٨٩٢م وكان ترتيبه الأول, ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺍﻷﺏ ﺣﻴﻨﺬﺍﻙ ﺃﻥ يأخذه من أمه وأن ﻳﻀﻤﻪ ﺇﻟﻰ ﺣﻀﺎﻧﺘﻪ فسافرت به ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺣﻴﺚ ﺗﻮﻟﺘﻪ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺳﺮﺓ ﺍﻟﺴﻤﺎﻟﻮﻃﻰ ﺑﺎﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﻓالتحق بالقسم ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻰ بالمدرسة ﺍﻟﺨﺪﻳﻮﻳﺔ ﺑﺪﺭﺏ ﺍﻟﺠﻤﺎﻣﻴﺰ ﻟﻴﺴﺘﻜﻤﻞ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ بها وحصل على شهادة إتمام الدراسة الثانوية وكان ترتيبه الثانى على القطر المصرى.

والتحق على إبراهيم بمدرسة الطب فأصبح طالبا من الإثنى عشر طالبا الذين ضمتهم دفعته, وقد ﺃﻇﻬﺮ ﻋﻠﻰ إﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻧﺒﻮﻏﺎ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻜﺘﻔﻰ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﻓﺄﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻤﺠﻼﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ. 

تتلمذ الدكتور على إبراهيم على يد الدكتور محمد باشا الدرى شيخ الجراحين فى الجيل السابق له كما أخذ الكثير عن الدكتور محمد علوى باشا أول الباحثين فى أمراض العيون المتوطنة وفى السنة النهائية من كلية الطب عين على إبراهيم مساعدا للعالم الإنجليزى الدكتور سيمرس وهو أستاذ الأمراض والميكروبات, وتخرج على إبراهيم حيث كان أول دفعته عام‏ ١٩٠١.

وفى العام التالى عام ١٩٠٢ تشاء الأقدار أن ينتشر وباء غريب فى قرية موشا بالقرب من مدينة أسيوط وحارت مصلحة الصحة فى أمر هذا الوباء ومن ثم انتدبت الدكتور على إبراهيم للبحث عن سببه والذى توصل إلى حقيقة الداء وقرر أن الوباء هو( الكوليرا الأسيوية واستطاع أن يدرك أن مصدر هذا الوباء هو الحجاج الذين حملوا معهم ميكروبه وتمت الاستجابة لمقترحاته فى اتخاذ الاحتياطات اللازمة للسيطرة على المرض قبل انتشارة بصورة وبائية وكان هذا الأمر سببا فى أن ذاع صيتة, ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻄﻮﺓ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻓﻰ ﻣﺴﻴﺮﺗﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺠﺎﺣﻪ ﻓﻰ ﻋﻼﺝ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺣﺴﻴﻦ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﻣﺮﺽ ﻋﻀﺎﻝ ﺃﻟﻢ ﺑﻪ ﻭﻓﺸﻞ ﻓﻰ ﻋﻼﺟﻪ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ﻓﺄﺷﺎﺭ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻭ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺑأن يستشير اﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﻤﺼﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﺬﻯ ﺃﺟﺮﻯ ﻟﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺟﺮﺍﺣﻴﺔ ﻧﺎﺟﺤﺔ ﺃﻧﻌﻢ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻠﻘﺐ ﺟﺮﺍﺡ اﺳﺘﺸﺎﺭﻯ ﺍﻟﺤﻀﺮﺓ ﺍﻟﻌﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻧﻴﺔ ‏‏

ولما قامت الحرب العالمية الأولى عام ١٩١٤م تحول قصر العينى إلى مستشفى حربى ومنح مديره الدكتور كينج إجازة طويلة وتولى على إبراهيم إدارة قصر العينى بكفاءة واقتدار فلما وضعت الحرب أوزارها أنعم عليه بوسام عضوية الإمبراطورية البريطانية مكافأة له على ما أظهر من الهمة والبراعة ولما اندلعت ثورة عام ١٩١٩م بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وبدأت مصر تطالب برفع الحماية البريطانية عنها وجلاء الإنجليز ومنحها استقلالها وكان الأطباء فى البداية بمعزل عنها فسرعان ما جمع على إبراهيم جموع الأطباء فى عيادته الخاصة وحضهم على المشاركة والاستمرار فى الثورة حيث كان قد حصل على رتبة البكوية من الملك فؤاد ملك مصر حينذاك.  

استاذ بكلية طب الأزهر