الإثنين 4 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الرئيس يشهد الاحتفال بالذكرى الـ(72) لعيد الشرطة

شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس، فى الاحتفال بالذكرى الـ(72) لعيد الشرطة، والذى يوافق 25 يناير من كل عام؛ وذلك بمجمع المؤتمرات بأكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة.



وخلال الاحتفال ألقى الرئيس كلمة قال فيها:» يسعدنى أن أتقدم لكم بخالص التحية والاحترام، واسمحوا لى فى البداية، أن أطلب منكم الوقوف دقيقة حدادا على أرواح شهداء مصر وشهداء فلسطين»، مضيفًا:» نحتفل بالذكرى الثانية والسبعين لعيد الشرطة، ذلك اليوم الجليل الذى وقف فيه أبطال من الشرطة المصرية الباسلة ليدافعوا عن كرامة وعزة بلادهم فى الإسماعيلية عام 1952، ويقدموا حياتهم ثمنًا غاليًا  من أجل كبرياء مصر الوطنى إدراكًا منهم أن حماية أمن البلاد والمواطنين؛ غاية عليا  لا تسمو فوقها غاية».

وأشار الرئيس، إلى ان ما قدمه هؤلاء الأبطال لبلادهم فى ذلك اليوم منذ 72 عاما تحول لطاقة تحد تسرى فى قلب هذا الوطن،  لتعيد إليه شبابه  وتقربه من يوم استقلاله، وكما كانت تضحيات أبناء الشرطة فى الإسماعيلية محركًا لدوافع الكرامة الوطنية فإن تضحيات الشهداء  من رجال القوات المسلحة والشرطة ومن جميع أبناء الشعب المصرى فى مواجهة الإرهاب خلال الأعوام الأخيرة، تأخذ مكانها المستحق على حائط شرف الوطن وبطولاته، فهى تضحيات نقدرها ونجلها ونتحمل جميعا مسئولية كبرى، بأن نقابل كرم الشهداء بكرم وتضحياتهم بتضحية وأن نحقق حلمهم بمصر عزيزة وكريمة  إلى واقع وحقيقة  لأبنائنا وأحفادنا  جيلا بعد جيل.

وتابع:»ذكرى اليوم، تأتى فى وقت محورى تواجه فيه منطقتنا تحديات غير مسبوقة وتواجه مصر فيه واقعًا إقليميًا خطيرا، يتشابك مع ظروف دولية لم يشهدها العالم منذ عقود طويلة، مستطردًا:» قد كان موقفنا فى التطورات الأخيرة، التى شهدتها المنطقة فى قطاع غزة واضحا منذ البداية، وقائمًا على شعور عميق بالمسئولية التاريخية والإنسانية لمصر، فى الوقوف دائما بجانب أشقائها من الشعب الفلسطينى وهو دور ستواصل مصر القيام به بنبل وشرف وتجرد حتى ينال الشعب الفلسطينى حقوقه المشروعة».

وقال الرئيس:» إن تعقيد الظروف الدولية والإقليمية فرض علينا فى مصر تحديات اقتصادية كبيرة لم نكن لنصمد أمامها، إلا بما حققته إرادة شعب مصر العظيم التى شيدت خلال السنوات القليلة الماضية أساسا متينا  يعيننا «بإذن الله» على عبور التحديات الراهنة»، مضيفًا:» دعونى أقول لكم بكل الصدق: «إن الله قد أراد لهذا الجيل فى مصر أن يحمل البلد على كتفيه  وأن يعبر به جبالا من الصعاب والمخاطر، وإننى أثق أن هذه المهمة المقدسة  التى تقع مسئوليتها علينا جميعا ستبقى شرفا يذكره التاريخ  لكل من تحمل فى سبيل هذا الوطن  وانتصر له، وأثق أن مصرستبقى «بإذن الله» قوية  بصمود وتضحيات أبنائها، وسباقهم الزمن لتحقيق أحلامهم وإيمانهم بحقهم وحق بلادهم، فى مستقبل أفضل تتحقق فيه المكانة  التى تستحقها الأمة المصرية بين الأمم.

وفى ختام كلمته قال السيسي:» وإذ أجدد التهنئة الخالصة لهيئة الشرطة فى يوم عيدها، وأشيد بدورها البطولى فى حماية المواطنين، والحفاظ على أمنهم أؤكد أن الدولة بكل طاقاتها وإمكاناتها تعمل على تحقيق الأمن بمفهومه الشامل، فإن كل مشروع قومى ضخم يبذل فيه شباب مصر جهدهم، ويسيل فيه عرقهم هو أمن لمصر من الحاجة والفقر، وكل استصلاح لأراضى مصر الصحراوية، وتحويلها لجنات خضراء، تطرح خيرا ونماء  هو تأمين لشعب مصر، من مخاطر المستقبل، وكل مستشفى يبنى، ومدرسة وجامعة تقام، ومصنع وطريق يشيد هو حماية وأمن للمواطنين، بتوفير الحياة الكريمة لهم ولأبنائهم، إن هذا هو دورنا وتلك هى مسئوليتنا نرجو الله «عز وجل» أن يوفقنا جميعا للوفاء بها لما فيه صالح هذا الوطن الأمين  وشعبه الكريم».

وفى كلمة ارتجالية، قال الرئيس، إنه يدرك حجم المعاناة والضغوط الاقتصادية فى مصر، مشيرًا إلى أن استقرار الدول والحفاظ على أمنها ومستقبلها لا تتحمله القيادة أو الحكومة فقط وإنما يتحمله كل أفراد الشعب، مشيرًا إلى أن كل الشعب المصرى مسئول عن أمن البلاد ومستقبلها واستقرارها وتقدمها.

وأضاف:»مُقدر حجم المعاناة والضغوط الاقتصادية الموجودة فى مصر، ومُقدر أكثر صلابة المصريين وهذا ليس كلامًا معنويًا، وأنا على علم بأن الحياة صعبة والظروف صعبة والأسعار غالية»، متابعًا:» أقول هذا الكلام فى وقت صعب للغاية، فالعالم فى وضع صعب ومضطرب، علاوة على الأوضاع التى تحدث فى قطاع غزة»، لافتًا إلى المشاهد القاسية فى قطاع غزة، على خلفية استشهاد 25 ألفًا من المدنيين أغلبهم من النساء والأطفال، ونحو 60 ألف مصاب وتدمير كامل لقطاع غزة.

ونوه الرئيس بأن مصر تواجه ظروفا على حدودها الغربية والشرقية والجنوبية، قائلًا: «يجب أن نعلم أن تلك الأمور لا تمر بدون أى تأثير علينا أو على اقتصادنا، فكل حدث له تداعياته».

وأضاف: «الفيلم المعروض عن أحداث 25 يناير 2011، تناول الصعوبات التى واجهتها الدولة أثناء الأحداث الصعبة التى مرت وعملية اقتحام السجون، ولا يجب أن تنسوا أن من ضمن الأشياء التى حدثت محاولة إثارة الرأى العام على الدولة، أو بشكل مبسط لمن يسمعنى الآن أن تكون هناك مواجهة (نحن وأنتم)، ليكون الشعب فى مكان والحكومة فى مكان آخر، أو الشعب فى صف ووزارة الداخلية فى صف ثانٍ».

وأشار إلى أن إثارة الرأى العام كان هدفها القيام بدور سلبى يحفز ويدفع ويسيء للأجهزة والدولة حتى يقوم الرأى العام بما قام به فى عام 2011، مشيرًا إلى أن ما حدث للشرطة ليس فقط عملية اقتحام السجون وهروب السجناء، ولكننا قضينا أكثر من 3 سنوات نرمم العلاقة بين الشعب والدولة ووزارة الداخلية، وهذا لم يكن أمرًا سهلًا ولكنه احتاج برامج ودعمًا وصبرًا.

ووجه الرئيس رسالة المصريين: «من الضرورى أن يكون الشعب المصرى دائمًا صفًا واحدًا وكتلة واحدة.. أى تحديات أو صعوبات تمر بنا يجب أن نكون معًا، حيث يمكن أن تحدث مشكلة كبيرة فى بلدنا مثلما رأينا فى 25 يناير، فلا يوجد «نحن وأنتم» ولكن كلنا واحد»، مضيفا:» هل تعلمون معنى أن نخسر أكثر من 450 مليار دولار فى أحداث 2011 و2012 و2013؟».

وحول التكاليف التى تكبدتها مصر لمواجهة الإرهاب، قال الرئيس إنها تقدر بـ 120 مليار جنيه، ولم تكن موارد الدولة المحدودة تتحمل ذلك، مضيفا أن الدولة لم يكن لها خيار سوى مواجهة الإرهاب وتحمل الكلفة وإلا لساءت الأوضاع وعاشت البلاد حالة من عدم الاستقرار، مشددًا على أن الدولة واجهت الإرهاب بكل أشكاله بتضحيات رجال الشرطة والجيش وفئات أخرى من المجتمع؛ للحفاظ على أمن البلاد واستقرارها وسلامتها.

وأشار إلى أن كل هذه التكاليف أثرت بالتأكيد على الاقتصاد المصري، مضيفًا أن الحوار الوطنى سيستمر، ومناقشة الأوضاع الاقتصادية من خلال الحوار الوطنى ستتم بشكل أعمق وأشمل للعمل على مواجهة التحديات.

وحول آراء بعض الاقتصاديين بضرورة إجراء انكماش كبير فى الاقتصاد ووقف المشروعات الجارى تنفيذها، قال الرئيس إن هذه الرؤى من منظور اقتصادى «جيدة»، مضيفًا: «كلنا فى مركب واحدة وعند إيقاف كل المشروعات التى يعمل بها 6 ملايين مواطن ونقوم بصرف مبلغ يقدر بـ 1000 جنيه لكل عامل فى الشهر بما يعادل تكلفة على الدولة من 5 إلى 6 مليارات فى الشهر بما يقدر بـ60 مليار سنويًا، فى حين أن هذا العامل قادر أن يجمع مبلغًا أكثر من هذا بكثير وقادر أن يعيش فى ظل هذا الغلاء».

وأضاف: «الدنيا غالية بس قادرين نعيش لو نستحمل أكتر هنعيش وهنكبر وهنتجاوز هذه المشكلة، الحكومة طرحت رؤية خلال الأيام الماضية بشأن مشكلة الدولار.. الدولار دائما ما يمثل مشكلة كل كام سنة فى مصر وهذا يرجع لأن الدولة تقدم الخدمات الأساسية للمواطن مقابل الجنيه فى حين أنها تقوم باستيراد هذه الخدمات بالدولار». 

وتابع: «الدولة المصرية تحتاج نحو 3 مليارات دولار لتوفير السلع الأساسية لكل مواطن بشكل شهرى من قمح وذرة وزيت وفول صويا ووقود وكهرباء»، موضحا أن محطات الكهرباء وحدها تحتاج إلى غاز بما يقرب من مليار دولار شهريًا، وتلك الاحتياجات الأساسية للمواطن لا يمكن التقصير فيها وعدم توفيرها.

وأضاف: «أحاول شرح حجم التحدى الذى يعيشه المصريون من قبل عام 2011»، مؤكدًا أنه إذا لم تعمل الدولة المصرية بكل ما فيها على زيادة مواردها من الدولار لتصبح أكثر أو تعادل إنفاقنا من الدولار ستستمر هذه المشكلة.

وحول حديث المواطنين عن ضبط الأسعار فى الأسواق، قال الرئيس: «المواطنون معهم كامل الحق، وأؤكد بنفسى على هذا الأمر للحكومة أيضا»، مطالبا التجار فى الوقت نفسه بأن يكتفوا بالمكسب المناسب قائلا: «لما أكون مواطن بكسب كويس ولدى تجارة بمليارات الجنيهات سواء للقمح أو السكر أو الذرة وغيرها.. فأنا لا أقول له ضحى أو اخسر علشان خاطر مصر ولكن المكسب المناسب كاف».

وشدد السيسى على أن الدول لا تسير بالخواطر ولكن بالسياسات والقوانين والعمل، مؤكدًا أن الأزمة التى تمر بها حاليا لها حلول ولكن تعتمد علينا جميعا. 

وتابع: «كنا نستورد سيارات بـ4.5 مليار دولار فى العام، وهواتف محمولة بقيمة مليارى دولار، ونحن نتحدث فى دولة أصبحت 106 ملايين نسمة ومطلوب أن يتوفر لها كل شيء»، مستطردًا: «أسجل احترامًا كبيرًا للمصريين، وخاصة المواطن البسيط والغلبان فى ظل هذه الظروف الحالية، خلال جولاتى ومقابلة الكثير من المصريين البسطاء يدعون لى قائلين «ربنا يعينك وربنا معانا».

وأضاف: «حديثى يأتى للتأكيد على أن مصر ليست أمانة فى رقبتى أو رقبة الحكومة فقط، ولكن مصر أمانة فى رقبة المصريين كافة الصغير والكبير، وكل شيء يهون إلا بلدنا مصر».

وأردف: «مش هناكل.. لا نحن نأكل ونشرب، المنتجات غالية أو بعضها غير متوفر مفيش مشكلة، ولكن أنا بقول ربنا أعطانا مثالا حيا لناس لا نستطيع إدخال أساسيات الطعام إليهم سواء قمح أو دقيق أو زيت.. حجم الناقلات التى كانت تدخل إلى غزة يوميا تقدر بنحو 600 شاحنة، لكن لم يتم الوصول خلال هذه الأزمة فى أعلى تقدير إلى إدخال أكثر من 220 شاحنة إلا خلال اليومين الماضيين».

وأوضح الرئيس أن حديثه يأتى ردًا على ما تم تداوله بأن مصر هى السبب فى عدم إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، قائلًا: «هروح من ربنا فين لو أنا السبب فى عدم إدخال الطعام إلى غزة».

ووجه الرئيس حديثه للمصريين: «يجب أن تتأكدوا دون أن أصرح أو أن يخرج تصريح من أية جهة مصرية بأن مصر لا تستطيع أن تفعل ذلك».

وأكد أن معبر رفح مفتوح يوميا وعلى مدار 24 ساعة إلا أن الإجراءات التى تتم من الجانب الإسرائيلى -حتى نستطيع إدخال المساعدات دون أن يتعرض لها أحد- هى التى تؤدى لذلك، مشيرًا إلى أن ذلك يعد أحد أشكال الضغط على القطاع وسكانه من أجل موضوع إطلاق سراح الرهائن.

وخلال الاحتفال، تم عرض فيلم تسجيلى عن دور الشرطة على امتداد مراحل النضال الوطنى المصرى وكيف كان أبناء رجال الشرطة دومًا فى طليعة المخلصين تسبق أرواحهم أجسادهم فى كل موجة وطنية تكافح من أجل سيادة الوطن ورفعته، مشيرًا إلى أن الشرطة ظلت جزءًا أصيلًا من هذا الشعب العظيم تقدم فى كل مرحلة ومعركة خاضها عبر التاريخ العديد من البطولات تجسيدًا لحقيقة أن مصر محفوظة بوعد ربها وتضحيات أبنائها وهم لها فداء.

وذكر الفيلم التسجيلي، أن حكايات أبطال الشرطة وحكايات الشعب المصرى منذ 70 عاما وأكثر، مشيرا إلى موقعة الإسماعيلية التى حدثت 25 يناير 1952، والتى دافع فيها رجال الشرطة عن بلدهم بكل قوة وبسالة، لافتًا إلى أن معركة بورسعيد عام 1956 ودور أبطال رجال الشرطة، مؤكدا أن بطولات الشرطة فى حرب بورسعيد كانت ملحمة عظيمة للشجاعة والبطولة والفداء، لافتا إلى دور المرأة المصرية فى هذه المعركة وأعطى أمثلة للفدائيات وبطولاتهن مثل زينب الكفراوى وفتحية الأخرس.

وأوضح أن معركة مصر كلها لم تنته، مصر بخير مادام بها رجال يضحون بأرواحهم، مشيرا إلى دور الرئيس السيسى فى 30 يونيو الذى كان هدفه بلده بمنتهى الشجاعة والإيمان والضمير الوطني، ولم يفكر فى نفسه لحظة، ولكنه فكر كيف يحمى البلد ممن يريد أن يخطفها.. فكلنا فداء لمصر.

وعقب ذلك تم عرض أوبريت غنائى بعنوان «فدا مصر».

كما قدم وزير الداخلية اللواء محمود توفيق هدية تذكارية للرئيس عبدالفتاح السيسي، وذلك خلال الاحتفال بعيد الشرطة الـ72 بمجمع المؤتمرات بأكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة.