الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مستويات القراءة

مستويات القراءة

هذا المقال ليس أكاديميًا فلن أقوم بالحديث عن مستويات القراءة من تلك الوجهة والتى تشمل عددًا من المستويات منها الحرفى والتنظيمى والاستنتاجى والنقدى والإبداعى، بس سأتحدث عن ثلاثة مستويات للقراءة مر بعضنا بها جميعًا أو توقف عند مستوى دون الآخر، فلنأخذ مثلًا «قراءة الروايات» والتى يبدأ مستواها الأول عند متابعة الشخوص والأحداث فقط، أما المستوى الثانى فينتقل إلى الاستمتاع بالتراكيب اللغوية والوصف للأماكن وسمات الشخصيات، ثم ننتقل إلى المستوى الثالث والذى يبحث عن القيمة والهدف والغرض من الرواية وهل هى رواية مباشرة أم يستخدم فيها الرمز للإشارة إلى أمر آخر وهذا المستوى فى الغالب يبدأ القارئ فى الإحساس به بعد أن ينتقل من المستوى الأول إلى الثانى بوقت كبير يعتمد على مدى إدراكه للحياة بما تحمله من أحداث وتناقضات ونوازع للنفس البشرية.



هذه المستويات الثلاثة هى ما تجعلنا نعيد قراءة الرواية أكثر من مرة على فترات متباعدة ربما تصل إلى سنوات وهى ما تجعلنا نصرح بأننا وفى كل مرة نعيد فيها القراءة أن شيئًا جديدًا أو زاوية جديدة قد ظهرت وأن الحكمة والهدف من الرواية لم يكن الأحداث المباشرة وحسب بل إن الأمر أكبر من هذا وأبعد من هذا كثيرًا.

أمر مشابه يحدث أحيانًا عند مشاهدة الأفلام السينمائية، حيث نبدأ بالأحداث ثم ربما ننتقل إلى الأمور المرئية والمسموعة كالديكور والملابس والماكياج والموسيقى التصويرية وإلى الهدف والغرض فى النهاية أيضًا وهو ما نلاحظه أحيانًا عند إعادة مشاهدة الفيلم مرة أخرى كما قد نلاحظه عند مشاهدة الفيلم فى المنزل ونقارن بين مدى الفهم والاستمتاع مقارنة بأول مرة شاهدناه فيها فى قاعات العرض.

والحقيقة أن وجود أكثر من مستوى للتلقى تعتمد على مدى وعى وثقافة وخبر المتلقى فهو من يرى العمل بصورة جديدة وبعين جديدة ومن منظور جديد وبالطبع هذا يكون متحققًا فى الأعمال ذات العمق وليس الأعمال السطحية التى تنتهى عند المستوى الأول لأن أصحابها قد توقفوا عند هذا المستوى بالفعل.