الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

وزيرة التضامن فى جولة بمحافظة قنا: الدولة بكل مؤسساتها تعمل على تحقيق نهضة تنموية مستدامة فى ريف مصر

أجرت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى صباح أمس زيارة لمحافظة قنا استهلتها بلقاء اللواء أشرف الداودى محافظ قنا بالقاعة الزجاجية للمحافظة، ثم قامت بتكريم خمسة أطفال من أبناء مصر من دور الرعاية لحصولهم على مراكز متقدمة فى مسابقة الذكاء الاصطناعي» الروبوت» مما أدى إلى تصعيدهم للمشاركة فى مسابقة دولية تقام فى الأول من مارس المقبل.



وعقب ذلك شهد محافظ قنا ووزيرة التضامن الاجتماعى ورئيس مجلس إدارة المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية إعلان نتائج بحث تحت عنوان «جرائم الثأر فى صعيد مصر.. آليات التدخل وسبل المواجهة»، وذلك بحضور الدكتورة هالة رمضان مدير المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، والدكتور أحمد عكاوى رئيس جامعة جنوب الوادي، وأعضاء مجلسى النواب والشيوخ عن المحافظة، ولفيف من ممثلى الجهات الوطنية المعنية بالقضية. 

 

وهدف البحث إلى دراسة قضية الثأر فى صعيد مصر من مختلف الجوانب القانونية، والاجتماعية، والنفسية، والاقتصادية، والإعلامية، حيث تم إجراء الدراسة على ثلاث فئات؛ الأولى ممثلة للجمهور العام بمحافظات «المنيا، سوهاج، أسيوط، وقنا»، والفئة الثانية ممثلة فى أطراف النزاعات الثأرية، أما الفئة الثالثة فهى ممثلة عن الجهات الوطنية ولجان المصالحات.

وأكدت وزيرة التضامن الاجتماعى أن الثأر يعد نوعًا من الانتقام الذى تنظمه أعراف محلية ترتبط ببنى اجتماعية قبلية أو قرابية، وتهدف الأسر الثأرية منه إلى رد اعتبار القبيلة أو العائلة أو المجموعة العشائرية، وكأن الثأر يرد لها كرامتها ويحافظ على صورتها الذهنية لدى كافة المواطنين، وبالتالى يترك آثارًا سلبية مثل الفزع وانعدام الأمن المجتمعى بين الناس، بل يمكن أن يقطع صلتهم بالحياة العامة والنظام المدنى الذى يحكمه القانون.

وأضافت أن المتتبع للتاريخ القانونى يشهد أن الأصل فى نشأة المجتمعات الحديثة يقوم على فلسفة رئيسية وهى أن الدولة تنوب عن الأفراد فى تنفيذ العقاب على كل من تسول له نفسه الإخلال بقواعد القانون والنظام والآداب العامة فى المجتمع، وإرساء ما يعرف بمبدأ «سيادة القانون» وسيادة الدولة على كافة المواطنين، والتخلى عن صور العقاب الفردى التى تقوم على العادات والتقاليد والنزاعات الشخصية لأصحابها.

وأفادت القباج أن نظام «الثأر» يعد من أسوأ المعتقدات والتقاليد التى ترفع من نسب جرائم القتل فى صعيد مصر، وهى معتقدات بالية وسلبية تأصلت منذ زمن قديم، وظلت تنتقل من جيل إلى جيل حتى أصبح الأخذ بالثأر من أقوى التقاليد سلطانًا، ويحظى بالتقديس من الأسر الثأرية دون حاجة للمناقشة أو إخضاعه للمنطق رغم كل مساوئه أو آثاره السلبية. 

ومن الجدير ذكره أن هذه المعتقدات ترسخت عند بعض الأسر حتى أصبح من الأيسر عليهم ارتكاب الجريمة التى يجرمها المشرع احترامًا للتقاليد التى تقضى بارتكابها.

وأشارت القباج إلى أن الثأر يأتى على قمة الأعراف الاجتماعية ويؤثر على الأمن الأسرى والمجتمعي، إذ أنه يتخذ من الفقر والجهل أرضًا خصبة للاستمرار والبقاء، ترعاه البيئة المنغلقة على ذاتها، فحاز رضا من يؤمن به، واعتبروه مكونًا من مكونات الكرامة، ودافعًا من دوافع البقاء، وقد رسخ من هذا ارتفاع نسبة الأمية وسيطرة الأعراف التى تخالف الطبيعة البشرية، كما هيأت الطبيعة الجبلية والزراعية فى صعيد مصر المناخ أمام الجناة ليواصلوا تواجدهم ويمارسون نشاطهم، ولكن مع اهتمام السلطة المركزية بالتنمية والتقدم فى كافة قطاعات الجمهورية يبقى الأمل موجودًا فى اقتلاع تلك الأعراف والتقاليد.

وأكدت القباج أن الدولة المصرية بكافة مؤسساتها تعمل فى الآونة الأخيرة على تحقيق نهضة تنموية مستدامة فى كل ربوع الجمهورية، ويحتل صعيد مصر اهتمامًا خاصًا من خطط التنمية؛ نظرًا لما يمثله ذلك فى القضاء على كافة مشكلات الوعى التى عانى منها الصعيد فى فترات سابقة، خاصة فى مجالات المرافق والتعليم والصحة والبنية التحتية والمشروعات الاقتصادية، وتبتغى الدولة المصرية من تلك النهضة التنموية أيضًا تغيير بعض الثقافات والعادات والتقاليد التى تقف حائلًا أمام سبل التنمية وأبرزها عادة الأخذ بالثأر، والتى تؤثر تأثيرًا مباشرًا على رأس المال البشرى الذى يعد اللبنة الأولى لأى نهضة تنموية.

مجمع خدمات الأسرة والطفولة

وعقب ذلك توجهت وزيرة التضامن الاجتماعى ومحافظ قنا إلى مدينة قنا الجديدة، حيث افتتحا مجمع خدمات الأسرة والطفولة، والذى يضم مكتب استشارات أسرية، ونادى مسنين، ونادى طفل، بالإضافة إلى مكتبة طفل، فضلا عن مطعم ودار مغتربات بمدخل وسلم منفصل.

ويقدم المجمع خدماته لمختلف أفراد الأسرة ولفئات عمرية متنوعة بدءًا من سن الطفولة المبكرة فى الحضانات، بالإضافة إلى فئة الشباب من خلال برنامج «مودة» وإعداد المقبلين على الزواج والاستشارات الأسرية،  والمغتربات الوافدات من مناطق ومحافظات متنوعة، فضلا عن المترددين على أنشطة المجمع المتعددة من أهالى وسكان المنطقة.

حملات «بالوعى مصر بتتغير للأفضل»

ثم قامت وزيرة التضامن الاجتماعى ومحافظ قنا بإطلاق قافلة وزارة التضامن الاجتماعى «بالوعى مصر بتتغير للأفضل» فى قرى ومراكز محافظة قنا، حيث تشتمل مراكز « قنا وقوص ونجع حمادي»، وذلك بالتعاون مع وزارة الصحة وبنك ناصر الاجتماعى وعدد من الجمعيات الأهلية والشركاء من المحليات بهدف إيصال الخدمات للمناطق الأولى بالرعاية. 

وتضمنت القافلة عدداً من الخدمات والأنشطة التنموية والاجتماعية، حيث قام فريق برنامج الدعم النقدى المشروط «تكافل وكرامة» باستقبال المواطنين وتلقى الشكاوى الخاصة بالبرنامج وتوفير خدمات الفحص والاستعلام الفورى عن التظلمات عبر قواعد البيانات المميكنة القائمة مع الفريق وتوجيه المواطنين للإجراءات المطلوبة والتدخل الفورى فى عدد من الحالات لمساعدتها، كذلك الإجابة عن التساؤلات بشأن معايير الاستفادة والشروط الواجب توافرها والالتزام بالمشروطية التعليمية والصحية، كما قام برنامج « لا أمية مع تكافل» بعقد امتحانات لمحو الأمية بالتعاون مع الهيئة العامة لتعليم الكبار، وكذلك استقبال طلبات المواطنين الراغبين فى محو الأمية. 

ومن خلال محور التمكين الاقتصادى استقبلت القافلة المواطنين، حيث تم توعيتهم ببرامج الوزارة والمهن والحرف التى يمكن التأهيل عليها عبر الأسر المنتجة والمشروعات المتناهية الصغر وبرنامج فرصة والتأكيد على قيمة العمل ومواجهة الفقر متعدد الأبعاد وفرص التدريب المتاحة وآليات الحصول على أدوات الإنتاج والقروض، حيث قام بنك ناصر الاجتماعى بالتعريف ببرنامج مستورة وفاتحة خير، وتلقى طلبات الراغبين فى الحصول على مشروعات متناهية الصغر سواء خدمية أو تجارية. 

هذا وقد قامت وزيرة التضامن الاجتماعى بتسليم عدد من المشروعات الإنتاجية والحرفية لعدد من الأهالى بمراكز محافظة قنا، هذا بالإضافة إلى مساعدة الأسر الأولى بالرعاية بتجهيز للعرائس ضمن مبادرات الوزارة للحماية الاجتماعية.

هذا وقامت مديرية الصحة بقنا من خلال القافلة الطبية بتوقيع الكشف على المواطنين فى عدد من التخصصات الطبية من الأطفال والباطنة والرمد والنساء وتوفير وسائل تنظيم الأسرة، إضافة إلى توفير الدواء ومعمل تحاليل متكامل ويتم تقديم الخدمة مجانا بالكامل للمواطنين. 

كما تم نشر التوعية بخدمات التأهيل لذوى الإعاقة بين الحضور من خلال حملة «هنوصلك» لاستخراج بطاقة الخدمات المتكاملة ومساعدة المستفيدين من ذوى الإعاقة، فى خدمات الاستعلام، وتسجيل طلباتهم فى الحصول على أطراف صناعية، وأجهزة تعويضية بالتعاون مع الجمعيات الأهلية لتأهيلهم ودمجهم فى المجتمع، هذا وقد تم تسليم مجموعة من الأجهزة التعويضية للأشخاص ذوى الإعاقة من كراسى متحركة وسماعات للأذن.

كما تفقدت وزيرة التضامن الاجتماعى ومحافظ قنا مقر الإدخال الإلكترونى للاستمارات وإطلاق آليات المتابعة ومراجعة شاشات الرصد وتحليل الطلبات إلكترونياً، وقد قامت الوزيرة بإرسال رسائل للأسر التى تقدمت باستمارات للحملة بالمحافظات السابقة إلا وهى البحيرة والشرقية والفيوم، حيث تشمل الرسالة اسم المستفيدة ورقم استمارتها على النظام وأيضا الخدمات التى تم تحديدها من قبل المستفيدين فى القوافل، وتشمل أيضا اسم الرائدة الاجتماعية بقريتها لمساعدتها فى التواصل مع الوزارة وايضاً رقم الخط الساخن للوزارة 16439 للتواصل المباشر مع الوزارة للمتابعة على موقف الطلبات. 

وضمن فعاليات القافلة نفذ برنامج التربية الإيجابية وبرنامج تنمية الطفولة المبكرة ورش توعوية للأهالى حول دور الحضانات وأهمية إلحاق الأبناء بدور الحضانة، كذلك أهمية المشاركة بين الوالدين فى تربية الأبناء، خاصة لما لهذه المرحلة من أهمية ودور أساسى فى بناء الإنسان وتكوين جوانب شخصيته، كما تم التوعية بخدمات مكاتب الاستشارات الأسرية وبرنامج مودة فى ترسيخ مفاهيم الكيان الأسرى الناجح. 

وعلى هامش القافلة تم إقامة منطقة لتنمية الطفولة المبكرة ودعوة الجمعيات الأهلية المحورية العاملة بمجال تنمية الطفولة وإنشاء حضانات وعرض نماذج للحضانات وطرق وأساليب تنمية مهارات الأطفال وذلك بهدف تأسيس حضانات بالمراكز واستهداف الأسر، ومن خلال جمعية تواصل تم تقديم عرض مسرحى باستخدام الفن كتوعية بأهم القضايا.

مجمع الصناعات

واختتمت وزيرة التضامن الاجتماعى زيارتها لمحافظة قنا بتفقد مجمع الحرف اليدوية والتراثية بمؤسسة النداء، وهى شريك أساسى مع وزارة التضامن الاجتماعى فى برنامج «فرصة» من أجل إيجاد فرص عمل بصفة خاصة للسيدات فى قرى مصر، واستغلال طاقاتهن للعودة بالفرى لتصبح أكثر انتاجاً ورواجاً. 

وجدير بالذكر أن إيلاء أهمية خاصة للحرفيين وصنايعية مصر يأتى ضمن اهتمام الدولة وتوجيهات القيادة السياسية بتعزيز الوضع الاقتصادى لتلك الفئات، وتقوية سبل حمايتهن اجتماعياً وصحياً، والحفاظ على التراث الحرفى كجزء لا يتجزأ من قوة مصر الناعمة، وتحريك عجلة الإنتاج وتقوية الاقتصاد القروى والمحلي. ويضم المجمع عدداً من الصناعات منها صناعة المنتجات النحاسية، النوال الفرنسي، صناعة الخلي، ومصنع ملابس يدار من خلال 500 سيدة عاملة بهدف تميكنهن اقتصادياً واجتماعياً، بالإَضافة إلى مئات من المستفيدين من سلاسل الإنتاج وهم العاملون فى التعبئة والتخزين والنقل والتسويق، مما يؤدى لاستفادة مئات من الأيدى العاملة وفتح مجالات عمل تساهم فى تحسين الوضع الاقتصادى 

لأسرهم ولمجتمعاتهم.

افتتاح معرض ديارنا بالأقصر

وتوجهت عقب ذلك إلى محافظة الأقصر، حيث افتتحت معرض «ديارنا» للحرف اليدوية والتراثية الذى يقام بساحة سيدى أبو الحجاج بجوار معبد الأقصر، ويستمر حتى 8 فبراير المقبل، حيث يفتح المعرض أبوابه من العاشرة صباحًا إلى العاشرة مساء يوميًا طوال فترة إقامته.

ويقام المعرض على مساحة 1200م، ويقوم العارضون بعرض منتجات متنوعة من السجاد والكليم والاكسسوار والزجاج والخوص والمفروشات والكروشيه والمكرمية والملابس والخزف والاكسسوار المنزلى من الأخشاب والنحاس والفضة والألباستر والمنتجات الحرفية واليدوية والتراثية الخاصة بأصحاب المشروعات من الجمعيات والأسر المنتجة، وغيرها من المنتجات بمشاركة عدد من المحافظات منها محافظات أسوان، وسوهاج، وبنى سويف، والفيوم، وشمال وجنوب سيناء، والقاهرة والإسكندرية.

وأكدت القباج أن إقامة معرض «ديارنا» بمحافظة الأقصر للحرف اليدوية والتراثية يأتى استكمالا لمسيرة دعم الوزارة لتسويق المنتجات اليدوية والحرفية التى تعبر عن التراث المصرى بكافة منتجاته، حيث تحرص على التوسع فى إقامة معرض «ديارنا» بمختلف محافظات الجمهورية، وتوفير منافذ تسويقية متعددة لمنتجات صغار المنتجين.

وأشارت إلى أن الوزارة تحرص كذلك على إقامة المعرض بشكل دورى بالتعاون مع الوزارات المعنية والمحافظين على مستوى الجمهورية لتحسين مستوى حياة الأسر، ولتشجيع صغار المنتجين للتأهيل لسوق العمل والمساعدة فى تسويق المنتجات الصغيرة والحرفية والتراثية.

وأوضحت القباج أن معرض «ديارنا» يحمل عددًا من الرسائل أهمها الترويج للمنتج المصرى ودعم صغار المنتجين، ودمج ذوى الإعاقة فى سوق العمل، ودعوة الشباب على التعرف على تراث بلدنا وتشجيع المنتجات صديقة البيئة والشمول المالى للعاملين بالاقتصاد غير الرسمي.