متلازمة سلسلة المفاتيح
كم مرة لاحظت أن سلسلة المفاتيح الخاصة بك تحتوى على عدد من المفاتيح التى لم تقم باستخدامها منذ سنوات أو وجود مفتاح أو أكثر لا تعرف الباب أو القفل الذى يفتحه؟
هذا الأمر يحدث ويتكرر معنا كثيرا ومن وقت لآخر يقوم البعض بتهذيب سلسلة المفاتيح من خلال نزع المفاتيح غير المستخدمة والإبقاء فقط على الأساسيات أو يقوم بعمل اكثر من سلسلة مفاتيح تناسب الأغراض المختلفة، فسلسلة المفاتيح وقت الذهاب الى العمل تختلف عن تلك التى تحملها معك فى إجازة، وفى حالة السفر خارج البلاد فانك - نظريا- لن تحتاج إلى أى من تلك السلاسل ولكن ومع ذلك فان البعض يصر على حمل سلسلة المفاتيح معه اثناء السفر.
البعض الآخر يحمل سلسلة ضخمة بها عدد كبير جدا من المفاتيح تقترب من تلك التى يحملها «حرامى الخزن» عندما يكون فى مهمة للسرقة ولا يشعر بأى قلق أو توتر أو عدم ارتياح لحمل كل هذه المفاتيح أينما ذهب بل على العكس نجد البعض يقوم بضم أى مفتاح يجده إلى تلك السلسلة وصولا الى مقتاح علب البلوبيف والسلمون وذلك فى هستيريا غريبة ربما يكون لها انعكاس نفسى بالشعور بالأمان والاستعداد الدائم لفتح اى شيء فى اى وقت.
والحقيقة فإن هذا الأمر لا يكون فى سلسلة المفاتيح فقط بل يتخطاها ليصبح أسلوب حياة، فيقوم بالاحتفاظ بالعلب الفارغة والأكياس البلاستيكية وكعوب تذاكر السينما والمسرح والاتوبيس والمترو والطائرة وغيرها من الكراكيب غير المفيدة على الاطلاق وصولا الى الاحتفاظ بأصدقاء ومعارف لا يأتون بخير أبدا وذلك خوفا من الفقد والإحساس بعدم الأمان وعدم الاستعداد، كما يحتفظ باشتراكه فى العديد من الصفحات على شبكات التواصل الاجتماعى والعديد من المواقع والمنصات الالكترونية والعديد من التطبيقات عديمة الفائدة على هاتفه المحمول وخلافه.
أعتقد أن الأمر يحتاج الى وقفة مع النفس وإلى مراجعة لنتخلص من المفاتيح عديمة الفائدة ومن باقى أنواع الكراكيب وصولا إلى الأشخاص عديمى الفائدة أيضا.
