الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

500 ألف فدان تستهدفها الدولة لزراعة «الذهب الأبيض»

تستعد الدولة لزراعة القطن وتستهدف الحكومة زراعة ما بين 350 ألف فدان إلى 500 ألف فدان لتلبية احتياجات السوق المحلية من الأقطان وتحقيق فائض يسمح بالتصير وبالتزامن مع زراعة الاقطان طويلة التيلة بدأت الحكومة اختبار زراعة الأقطان قصيرة التيلة بشرق العوينات فى محاولة لسد فجوة استرادية من هذه الأقطان لتلبية احتياجية المصانع المحلية.



قال «الدكتور أشرف كمال» أستاذ الاقتصاد الزراعى بمركز البحوث الزراعية إن الرئيس السيسى قد عمل على دفع محصول القطن ليستعيد مكانة السابقة التى كان يتبعها الاقتصاد المصرى بشكل كبير، وذلك من خلال عدة محاور اولهما تطوير منظومة زراعة القطن ذاته ثم بعد ذلك تطوير المحالج وكذلك تطوير صناعة الغزل والنسيج بالكامل وتصوير صناعة الملابس الجاهزة والصباغه والتجهيز، لأن القطن يعتبر منظومة متكاملة الابعاد ويتسم بأنه محصول مكثف للعماله سواء فى مرحلة الزراعة أو فى مراحل التجهيز للغزل والنسيج فيما بعد ذلك، وبالتالى فهو يعمل على امتصاص جزء كبير من العمالة، ويعمل على الحد من مشكلة البطالة بشكل كبير.

وأضاف أن الدولة المصرية تستعد من خلال وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى لموسم زراعة القطن هذا العام بشكل كبير من خلال عمليات إعداد الأرض للزراعة وقيام محطات الخدمة الأهلية المنتشرة فى المحافظات بمعاونة المزارعين فى تجهيز الأرض للزراعة، كما أن الدولة تقوم الآن من خلال القانون الذى صدر بحصر تداول اقطان الاكثار فقط على وزارة الزراعة واستصلاح الاراضى بعد أن كانت هناك فوضى فى ذلك المجال، وبالتالى اقتصر الموضوع على وزراة الزراعة واستصلاح الاراضى فقط لضمان عدم خلط الاصناف ولضمان نقاوة الأصناف مع اتباع خريطة صنفية صارمة تتم فى كل محافظة طبقا لتلائم الأصناف مع الظروف المناخية وظروف التربة فى كل محافظة.

 وأكد أن الدولة تعمل على توفير المقررات السمادية لمحصول القطن وبأهمية نحو التوجه لزراعة الأقطان طويلة وفائقة الطول التى تشتهر بها مصر بمحافظات الدلتا على نطاق واسع والعمل على زراعة الأصناف القصيرة والمتوسطة بمحافظات الصعيد، وفى مناطق الوادى الجديد وشرق العوينات.

وأضاف «اشرف كمال» أن تمت تجربة الاصناف القصيرة فى شرق العوينات وهى منطقة واعدة تتسم بأنها منطقة بكر خالية من الأمراض سواء الأمراض الفيروسية أو الفطرية أو الحشرية، وبالتالى تعتبر منطقة معزوله نسبيا ويمكن أن ينجح فيها القطن بشكل كبير لتحقيق حاجة المغازل التى تعتمد على الاقطان القصيرة والمتوسطة اكثر من الاقطان الطويلة التى يتم استعمالها للغزول والملابس الفاخرة أو فى حالة التصدير كما تعمل الدولة على زيادة الصادرات من القطن فى نفس الوقت مع زيادة الصادرات من الملابس الجاهزة.

وأكد أنه تم افتتاح محلج الفيوم وهو محلج تم تحديثة بشكل كبير وجار تحديث مصانع الغزل والنسيج فى اطار خطة للشركة القابضة للغزل والنسيج فى المحلة الكبرى وكفر الدوار.

وأشار «الدكتور ابراهيم درويش« أستاذ المحاصيل ووكيل كلية الزراعة بجامعة المنوفية ان الدوله المصرية كانت تتميز بزراعة الذهب الأبيض وتاريخها معروف والقطن المصرى أيضاً معروف على مستوى العالم بجودة العالية وأنه طويل التيلة، ويصل الى حوالى 35 مللى أو 40 مللى ولكن فى فترة طويلة تم تناقص المساحة بشكل كبير عندما كنا نصل لمساحات تتخطى المليون و500 ألف ووصلنا الى 200 ألف فدان فى فترات أخرى، وكانت بالنسبة لمصر خسارة كبيرة ، لان القطن المصرى هو محصول متعدد المنافع منه قطن يستخدم فى الغزل والنسيج ويتم استخراج بذور القطن، ويتم عصرها لاستخراج الزيوت منها والباقى يستخدم كأعلاف للحيوانات لأنه يعتبر محصول ألياف ومحصول زيت وايضا محصول علف لأنه يغطى نسبة كبيرة من احتياجاتنا للزيوت، وبالتالى كان لم يحدث أزمة زيوت من قبل مثل هذا الوقت لاننا اصبحنا نستورد اكثر من 97% من الزيت وننتج 3% تقريبا وأصبح لدينا مشكلة فى الاعلاف مما يتسبب فى زيادة اسعار الدواجن والبيض واللحوم كل ذلك مرتبط بأسعار العلف, فالقطن محصول اقتصادى من الدرجة الأولى، وبالتالى من المهم أن يحدث دافعة قوية له وزيادة الاهتمام به والتوسع فى زراعته من خلال اطلاق بعض الأصناف الثقيلة ومن خلال استهداف مساحات اكثر حيث وصلنا فى العام الماضى الى 350 الف فدان ونأمل أن نصل الى 500 ألف فدان هذا العام, لان من خلال زيادة المساحات تم زيادة العائد الاقتصادى الذى يعود الى الدوله المصرية. 

أما بالنسبة للقطن قصير التيلة فالاقطان فى العالم هما أربعة أنواع القطن المصرى والقطن الأمريكى وهما افضل نوعيين والقطن الاسيوى والقطن الإفريقى لكن اكثرهم انتشارا هو القطن الأمريكى بمساحات كبيرة حوالى اكثر من 85% والقطن المصرى حوالى 9% فى العالم فالقطن الأمريكى انتاجه كبير ولكن خصائص الجودة اقل من الاقطان المصرية خاصاً فى القطن قصير التيلة فكانت الدولة المصرية حريصة على أنها لم تزرع أقطان أمريكية خوف من الخلط أو التهجين الطبيعى بين الأصناف وبعضها وبالتالى كان يحصل تدهور للصفات التى تميز القطن المصرى.

وأضاف أن مصر حاليا مهتمة بالغزل والنسيج فى المحلى الكبرى وكفر الدوار والعاشر من رمضان ويوجد هناك العديد من مصانع الغزل والنسيج وأصبح هناك ضغط من رجال الصناعة لانهم يستوردون الاقطان قصيرة التيلة من الخارج بالعملة الصعبة ومن هنا جاءت فكرة زراعة القطن قصير التيلة ليتم توفير الاستيراد من الخارج لأن مصر كانت تقوم بزراعة الاقطان طويلة التيلة وتصدرها وتستورد من الخارج الاقطان قصيرة التيلة ف اصبح لدينا حلول مختلفه وهى إما ان يتم تعديل المصانع وتكون مجهزة لغزل الاقطان طويلة التيلة او نستوردها من الخارج وعندما نستوردها من الخارج يصبح سعر المنتج مكلفا على المصريين. 

وأكد أنه فى الفترة الماضية تم بدء زراعة القطن قصير التيلة فى توشكا حوالى 250 فدانا وفى شرق العوينات حوالى 1250 فدانا بعيدة عن الوادى والدلتا ليوجد فرص للعزل المكانى لعدم حدوث خلط , ليوجد فرص لتوفير القطن ونقلل الاستيراد، وبالتالى نقلل العملة الصعبة والدوله تعمل على تحسين الاقطان المصرية وهى طويلة التيلة فى الوادى والدلتا وما حولها بالإضافة الى تبنى زراعة الأقطان القصيرة فى المناطق البعيدة مثل شرق العوينات وتوشكا لنوفر للمصانع والقطاع الخاص الاقطان القصيرة التى كانت تستورد من الخارج توفيرا لهم ولاحتياجاتهم, وهناك حملات قومية بدأت تعمل على القطن لأن بيتم تجهيز الأرض له قبل زراعتة من خلال زرعها برسيم التحريش ليحسن الأرض، وذلك من ضمن الأشياء التى تشجع فيها الدولة المزارعين للقطن أنها بدأت تحدد له سعر ضمان للقطن وهو سعر إرشادى تشجيعا للمزارعين.