الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أنيس منصور يغنى وأم كلثوم تستمع!

أنيس منصور يغنى وأم كلثوم تستمع!

قالت السيدة أم كلثوم رأيها بصراحة فى المطربات وطلبت من أنيس منصور ألا ينشر شيئًا مما قالته لكنه نشر ما قالته بعد حذف أسماء المطربات وفجأة التفتت أم كلثوم إليه وهى تضحك وتهتز بشدة قائلة له: صحيح إنك كنت تريد أن تغنى.. والله غنى يا شيخ غنى والنبى خلينا نضحك شوية!



ويروى أنيس منصور تفاصيل ذلك فى مقاله «لم أستأذنها فى نشر هذا الحديث قائلًا: وأقسمت لأم كلثوم أننى غنيت لها وأقسمت أن  أروى لها كيف حدث ذلك ثم قالت: يا أخى يقولون إنك رجل طيب ولكن الذى أسمعه منك هو منتهى الفُجر!

وأصرت أن أحكى لها كيف سافرت إلى فيينا من عشرين عامًا وهناك سمعت أن مهرجانًا للشباب قد انعقد وذهبت وسألونى قلت: مصرى وطالب مع أننى كنت مدرسًا للفلسفة بكلية الآداب ولكن شكلى فى ذلك الوقت يبدو كذلك!! ودفعونى إلى الميكروفون وسألونى عن الحياة فى مصر وعن حرية الفتاة والأدب والفن.

ثم جاءت اللحظة الرهيبة وأحسست كأننى أحد رجال السيرك وأننى يجب أن أقفز من فوق إلى حوض ماء بارد على ظهر حصان وقيل لى: هل تسمعنا النشيد القومى المصرى؟!

وفى هذه اللحظة نسيت كل شيء، بل أن الناس جميعًا خيول ترفسنى بل إنها رفستنى بالفعل وتساندت على الميكروفون وانفتح فمى يقول: هلت ليالى القمر.. يحلى ما بينا السهر لأم كلثوم.. وقلتها بصوت شديد الحماس أو توهمت ذلك، وأنزلونى ولا أقول إننى نزلت من فوق المنصة، وجلست فى مكان لا أرى فيه أحدًا وإنما كل ما حولى أصوات غامضة، وما أمامى وجوه مبهمة وأنا نفسى لا أعرف هل أنا غير موجود أو كنت موجودًا.

وقالت أم كلثوم: أحب أسمع الآن كيف فضحتنا عند الخواجات.. والله لازم أسمعك!

ووقفت وقلت متحمسًا كأننى أهتف فى مظاهرة: هلت ليالى القمر؟

وضحكت أم كلثوم وهى تقول: ولما أنت خوفت القمر بهذا الشكل طلع القمر؟!

ولما وجدت أم كلثوم مرحة رقيقة قلت لها: غنيت أيضًا وكان ذلك فى اليابان وفى جلسة هادئة ضمت الأمريكى والإيطالى والفرنسى والهندي، وكانوا جميعًا صحفيين وكان الذى دعانا رجل صينى، وغنى كل واحد منهم أغنية ولم تكن الأصوات جميلة وإنما هى أناس يحاولون أن يجعلوها ليلة ممتعة، ومطلوب من كل واحد منا أن يترجم الأغنية لزملائه وتحشرجت الأصوات وتبعتها الضحكات وجاء دورى وقفت وقلت: وإحنا معانا قرد!! طلع فى ليلة برد!!

ولا أظن أننى رأيت أم كلثوم قد ضحكت من كل قلبها كما فعلت فى ذلك اليوم فى حديقة بيتها بالزمالك!

قلت لأم كلثوم: لو قلت لى غنى الآن فماذا تفعلين؟!

قالت: كأنى لم أسمع: قلت: كيف قالت: كأنك لم تقل شيئًا!!

وفى سطور بالغة الدلالة يقول أنيس منصور: إنها قصة نجاح طويل، أو قصة طويلة لنجاح أعلى درجات النجاح الفنى، وقد تفرغت أم كلثوم للغناء لم تعرف غيره ولم تستطع سواه، ولا شغلتها الدنيا عن الإتقان فى الأداء، وعن إعداد نفسها لكل حفلة تواجه فيها الناس كأنها أول مرة، فأعطاها الفن كل شىء وحب الناس!!

والله زمان يا ثومة!!