الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الملك زوسر.. 2630 ق.م. – 2611 ق.م

الملك زوسر.. 2630 ق.م. – 2611 ق.م

يعدّ الملك زوسر من أقوى الملوك الذين حكموا مصر، اتخذ لقب جيسر بمعنى المقدّس، ذكر اسمه فى بردية تورين باللون الأحمر تمييزا له عن باقى ملوك الدولة القديمة، تميز حكمه بالعدل والمساواة والتقدم والازدهار وبناء العديد من الأبنية.. ولد عام 2686 ق.م، وذكر المؤرخ الفرعونى مانيتون أن زوسر حكم لمدة 29 سنة وهو نفسه الفرعون الأول فى الأسرة الثالثة وكانت زوجته تدعى بجتب حور نبتي.



اتخذ زوسر منف عاصمة له, وقام باستخراج النحاس والتركواز من وادى المغارة بسيناء مما أمن له ثروة ضخمة مكنته من القيام بأعمال إنشائية ضخمة وتوجد لوحة منقوشة لزوسر فى هذا الوادى تبينه يضرب أحد الأعداء والتى داوم عليها قدماء المصريين ورسموها لكل ملك على المعابد على مر العصور، ومع أن التاريخ يذكر بعثات مصرية قديمة ونشاطات إلى سيناء من عصر ما قبل الأسرات، إلا أنه يبدو أنه فى عصر الأسرتين الثانية والثالثة أصبحت هناك إدارة خاصة لسيناء فى البلاط الملكى.

بنى زوسر هرم سقارة المدرج، وأشرف على البناء وزيره أمحتب، يتكون الهرم من ست مصاطب غير متساوية وبارتفاع يبلغ 63 مترا ومكسو بحجر جيرى أبيض، أما من الداخل فيتكون من شبكة ممرات ودهاليز، أما غرفة دفن الملك فبنيت من الجرانيت والرخام, وقد عثر فى دهاليز هرمه المدرج على أوان من الأحجار الصلبة من المرمر والجرانيت والديوريت والإردواز وغيرها من أنواع الأحجار الصلبة النادرة ويبلغ عددها أكثر من ثلاثين ألفاً غير أن معظمها وجد مهشماً وقد وجد بين هذه الأوانى أشكال تنم عن منتهى الرقى فى دقة الفن وحسن الذوق والأناقة، وقد وجد على بعضها أسماء الأشخاص الذين أهدوها إلى الملك مكتوبة بالمداد الأسود، كما تم العثور على تمثال يعود للملك زوسر فى إحدى الحجرات الصغيرة المعروفة باسم السرداب، وتتمثل أهمية التمثال بأنّه أحد التماثيل التى ما زالت قائمة منذ الزمن القديم، بحجم طبيعى فى مصر، ويظهر زوسر فى التمثال وهو جالس على كرسى العرش، و مرتدٍ ثوباً فاخراً. 

كان «زوسر» أول حاكم يصدر ما يسمى «بتعديلات دستورية» أو «حِب ست» وهى مجموعة من التعديلات شملت 13 مادة جاءت فى المقام الأول لتحدد صلاحيات الحاكم والتنازل عن بعض هذه الصلاحيات لرئيس البلاط الملكى «رئيس ديوان رئاسة الجمهورية حالياً» وللكاهن الأعظم «رئيس الوزراء الحالى» بالإضافة إلى وضع حد أقصى لفترة الحكم والتى كانت بلا سقف إذ تنتهى بموت الحاكم، وكان هذا السقف ثلاثين عاما ويتم الاحتفال بالملك عند إتمامه هذه المدة.. كان أهم ما عنى به هو حماية البلاد من الغارت الأجنبية، التى كانت تجتاح البلاد من أطرافها، وبخاصة من أهل البدو، ولذلك قسم حدود البلاد إلى مناطق أطلق عليها اسم (أبواب المملكة) وجعل فى كل منها حامية, وقد نصب على كل من هذه حاكم خاص يلقب (مرشد الأرض) «سشم تا» وأقام أيضا سوراً من أسوان إلى الفيلة يبلغ طوله نحو 12 كيلو مترا ليضمن سلامة حدوده الجنوبية كما شيد قلعة أطلق عليها اسم «بطولة البحرين».

يعتبر الملك زوسر هو أول الملوك الفراعنة الذين قاموا بتوحيد جيش المدن المصرية فى ذلك الوقت وتقويته، حيث إنه وجد بعض النقوش التى تشير وجود مكان لإدارة الجيش فترة حكم الملك زوسر، أحد أهم الشخصيات التى عاصرت عهد الفرعون زوسر كان الطبيب المهندس إمحتب.

أستاذ بكلية طب الأزهر