الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

اللواء أحمد العوضى النائب الأول لرئيس حزب «حماة الوطن» رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى بالبرلمان فى حوار لـ «روزاليوسف»: مصر لـم ولـن تفرط فى حبـة رمـل من سينـاء

اللواء أحمد العوضى
اللواء أحمد العوضى

حوار ــــ محمد صلاح والسيد الشورى



قال اللواء أحمد العوضى النائب الأول لرئيس حزب «حماة الوطن» ورئيس لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب ونائب رئيس حزب حماة الوطن، أن القرارات التاريخية للرئيس عبدالفتاح السيسي، بتفيذ أكبر حزمة حماية اجتماعية، تؤكد أن الرئيس السيسي، يقف بجانب المواطن البسيط، حيث تعد تلك القرارات انتصارًا للبسطاء فى مواجهة التحديات الاقتصادية وارتفاع الأسعار، مضيفًا فى حواره لـ»روزاليوسف»، أن مصر كانت وستظل هى الداعم الأول للقضية الفلسطينية، ولن تسمح بتصفيتها، علاوة على أن أرض سيناء هى جزء لا يتجزء من الوطن ولن تفرط مصر فى ذرة رمال واحدة، لذلك سعى الرئيس السيسى لإطلاق أضخم مشروع تنوى لتعمير أرض الفيروز، عبر إقامة العديد من المشروعات الاقتصادية التى تهدف لبناء مجتمعات عمرانية جديدة.. وإلى نص الحوار..

■ ما تعليقك على توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى للحكومة بتنفيذ أكبر حزمة حماية اجتماعية؟

من المؤكد أن توجيهات الرئيس السيسى تستحق الإشادة والثناء؛ فهى تمثل انتصارا ودعما كبيرا للمواطنين البسطاء فى مواجهة التحديات الاقتصادية وارتفاع الأسعار من خلال زيادة الأجور والمعاشات ورفع الحد الأدنى للضرائب؛ مما يساعد فى تخفيف الأعباء عن المواطنين؛ وتحسين مستوى معيشتهم وتوفير حياة كريمة لجميع المصريين، ونحن على ثقة كبير أن مصر قادرة على تجاوز الأزمات الاقتصادية والتداعيات الناجمة عنها خلال الفترة القادمة.

■ الرئيس السيسى دعا الأحزاب والقوى السياسية لإجراء حوار وطنى حول القضايا الاقتصادية.. ما رأيك فى ذلك وهل حققت المرحلة الأولى أهدافها؟

- المرحلة الأولى ناقشت عددًا من المحاور فى مقدمتها المحور السياسى والاجتماعى والاقتصادى، وصدر عنها عددًا من المخرجات والتوصيات ساهمت فى تحقيق أهدافها، ومن المؤكد أن دعوة الرئيس بتخصيص بداية المرحلة الثانية من الحوار الوطنى للملف الاقتصادى يؤكد أهمية هذا الملف فى ظل الظروف الاقتصادية العالمية وتداعياتها على المواطن البسيط، علاوة على أن الدولة فى الفترة الأخيرة، اهتمت بالاستثمار وزيادة الدخل الأجنبى، خصوصا أن مصر أكبر مستورد للقمح الذى ارتفع سعره إلى أرقام قياسية، فالقمح هو غذاء رئيسى على موائد كل المصريين، فلا بد للدولة أن تجد حلا للأزمة الاقتصادية التى يعانى منها جميع المواطنين.

■ كيف ترى دعم الدولة للمواطن البسيط والفئات الأكثر احتياجًا؟

- الدولة تقدم مساعدات للفئات الأولى بالرعاية من خلال تكافل وكرامة ودعم السلع التموينية والمعارض التى تقام على مستوى الجمهورية، ولذلك فإننا لا بد أن نجد إجراءات مستمرة لمواجهة الارتفاع الجنونى فى الأسعار، وخصوصا أننا نقترب من شهر رمضان الذى يشهد زيادة كبيرة فى الاستهلاك أكثر من باقى الشهور، فلا بد أن تقوم الدولة بتوفير السلع والرقابة عليها فى الأسواق، خصوصا أن هناك حالة احتكار وتخزين للسلع الأساسية، لزيادة الأسعار والتربح على حساب المواطنين البسطاء، فضلًا عن أن مجلس النواب قبل أيام أصدر قانون حماية المنشآت العامة للدولة وأضيفت للمادة الثانية من القانون إحالة محتكرى السلع إلى القضاء العسكرى الذى يحقق العدالة الناجزة وردع فى العقوبات لمن يتاجر بقوت الشعب، بالإضافة إلى الملف الاقتصادى من أهم أخطر الملفات التى يجب أن نكون حريصين للبحث عن حلول سريعة للأزمات الاقتصادية، فالاقتصاد هو معيار تقدم الأمم،  وعنصر مهم من عناصر الحفاظ على الأمن القومى المصرى، والأمن القومى للمواطن فهو يتيتح للمواطن الشعور بالولاء والانتماء لبلده، فى مواجهة مخططات أعداء الوطن التى تستهدف الأمن القومى.

■ ما دور الأحزاب والقوى السياسية فى مواجهة الأزمة الاقتصادية؟

- الأحزاب والقوى السياسية والمجتمع الأهلى التنموى يشارك الدولة فى الدعم لتخفيف المعاناة عن المواطن المصرى، لكن من يقوم بذلك أحزاب تعد على اليد الواحدة، فلدينا نحو 104 أحزاب ولايعمل على الأرض سوى 4 أحزاب، تشارك فى الجهود التى تقوم بها الدولة، لكن المجتمع الأهلى التنموى الذى يضم نحو 35 مؤسسة وجمعية لها دور كبير فى المشاركة، بجانب الدور الذى تقوم به الدولة، ليس فقط فى توفير المساعدات الغذائية فقط، لكن فى العلاج ودعم المشروعات التى توفر مصدر دخل للمواطنين.

■ كيف استعد حزب حماة الوطن للمرحلة الثانية من الحوار الوطنى؟

- حزب حماة الوطن كانت له مشاركة فعالة فى المرحلة الأولى للحوار الوطنى فى جميع الجلسات والملفات؛ واستعدادا للمرحلة الثانية، حيث عقد الحزب عددا من ورش العمل والاجتماعات للتوصل إلى رؤية والبحث عن عوامل مختلفة تساعد الدولة فى النهوض بالملف الاقتصادى.

■ فى رأيك .. ما أهم الملفات التى يجب أن تكون على رأس أولويات الحكومة الجديدة؟

من المؤكد أن الملف الاقتصادى سيكون على رأس أولويات الحكومة الجديدة؛ خلال الفترة الماضية، حيث تم إنجاز عدد هائل من المشروعات القومية الكبرى؛ إذ أعلن د.مصطفى مدبولى مدبولى، عدم البدء فى مشروعات جديدة، قبل الانتهاء من المشروعات الحالية، ولذلك ننهض بمصر فى الوضع الاقتصادى، خاصة أن الاستثمار ضرورة قصوى ويكون على رأس أولويات الحكومة الجديدة.

■ فى المرحلة الأولى من الحوار الوطنى كان هناك توافق بين الأحزاب والقوى السياسية على عدة سيناريوهات خاصة بالنظام الانتخابى.. فما موقف حزب حماة الوطن من النظام الانتخابى؟

- حماة الوطن متفق على الشكل الانتخابى للمجالس النيابية التى تتمثل فى القائمة المغلقة والفردى، فالقائمة تساهم فى تمثيل جميع الفئات التى لديها تمثيل إيجابى فى الدستور «المرأة والشباب وذوى الإعاقة والمصريين فى الخارج والأخوة الأقباط»، خاصة أن الانتخابات الفردية ليست معيارا لاختيار النائب الأمثل، خصوصا أن رأس المال السياسى له دور كبير جدا فى الانتخابات الفردية، فالنائب لا يقدم خدمات للمواطنين حيث جاء بأمواله، فانتخابات 2015 كانت من أنزه الانتخابات حيث كان الفردى يمثل 75% والقائمة 25% ورغم ذلك لم يكن هناك النائب الذى يقدم الخدمات للمواطنين، فالنائب لا بد أن يكون له دور فى الشق التشريعى والخدمى، فالدور الخدمى الذى يقوم به حاليًا لا بد أن تقوم به المحليات، والنائب الحالى له دور خدمى أكثر من التشريعات.

■ ما هى أبرز القوانين على أجندة لجنة الدفاع بالبرلمان؟

- هناك مشروعات قوانين عاجلة تصل للجنة من الحكومة فيما يخص وزارتى الدفاع والداخلية وهى قوانين لها أولوية قصوى ويتم مناقشتها فى اللجنة ثم الجلسات العامة ومن بينها القضاء العسكرى وتعديل قانون الإجراءات الجنائية، فيما يخص القضاء العسكرى، وهى قوانين تكون مطلوبة على وجه السرعة، علاوة على أن هناك بعض القوانين تقترحها اللجنة، ويتم مناقشة العديد الموضوعات التى تخص الأمن القومى المصرى، وارتباطه ببعض الجهات الأخرى، ففى الأسبوع القادم تستضيف اللجنة رئيس مشروع الريف المصرى» 1500 فدان»، وتتم مناقشته فى اللجنة والدور الخاص بالأمن الغذائى وارتباطه بالأمن القومى المصرى، وأيضا نستضيف وزير الزراعة والتعليم العالى والأوقاف ولارتباط ذلك بالأمن القومى المصرى.

■ كيف ترى الأوضاع العسكرية فى البحر الأحمر وتأثيرها على الأمن القومى المصرى؟

- للأسف فى ظل الظروف الحالية، فإن مصر فى وسط دائرة مشتعلة، ففى الفترات السابقة كان هناك اتجاه واحد مهدد هو الاتجاه الشمالى الشرقى، ولكن حاليًا جميع الاتجاهات مهددة، ففى الجنوب، نرى الوضع فى السودان، وسد النهضة والبحر الأحمر والاتجاه الغربي، فالأمن المصرى فى خطر فى الاتجاهات الاستراتيجية الأربعة، علاوة على أن الأوضاع فى البحر الأحمر تضر بالتجارة العالمية وحركة المرور بقناة السويس التى  تستحوذ على 40%  من حجم التجارة العالمى، وتعد أحد مصادر الدخل القومى المصرى حيث تسهم بنحو 10 مليارات دولار سنويًا، وكنا نطمح زيادة هذا الرقم العام الحالى، لكن للأسف العمليات العسكرية فى جنوب البحر الأحمر أدت إلى تراجع المعدلات، فهناك تأثير مباشر على مصر سواء من خلال الحرب فى غزة أو الحوثيين فى البحر الأحمر وتأثيرهم على حركة التجارة العالمية، ما أدى إلى تحويل حركة السفن إلى رأس الرجاء الصالح مما يزيد من أعباء التجارة على دول العالم والتأثير الأكبر على مصر بسبب تراجع معدلات الملاحة بقناة السويس.

ومصر قادرة على حماية أمنها القومى، فالرئيس أكد أن الأمن القومى مسئوليته، ثقة فى القوات المسلحة فهى قادرة متطورة ولديها خبرة قتالية وجاهزة للدفاع عن تراب الوطن ضد أى عدائيات فى أى من الاتجاهات الموجودة، فإذا لم نكن أقوياء فسيطمع فينا الآخرون، لكن مادام جيشنا قوى وقواتنا المسلحة قوية يجعل العدو يفكر مليون مرة قبل تهديد الأمن القومى فقواتنا موجودة فى جميع الاتجاهات، فدائما نحن جاهزون لمواجهة جميع التهديدات.

■ مصر دائمًا وأبدًا كانت المدافع الأول عن القضية الفلسطينية، كيف ترى الدعم المصرى اللا محدود للأشقاء الفلسطينيين؟

القضية الفلسطينية على رأس أولويات الدولة المصرية رغم الظروف الاقتصادية التى نمر بها، فحجم المساعدات التى تم تقديمها للفلسطينيين تمثل ثلاثة أضعاف ما قدمه العالم كله، وهناك إصرار من القيادة السياسية منذ بداية العدوان على وقف إطلاق النار بقطاع غزة، ودخول المساعدات للأشقاء الفلسطينيين، فجيش الاحتلال الإسرائيلى يحرم الفلسطنييين من الغذاء والماء والكساء، فضلا عن تدمير نحو 80% من البنية التحتية والبنايات الفلسطينية فى القطاع، فالقيادة السياسية المصرية تجرى اتصالات مع جميع دول العالم لوقف العدوان، كما استضافت مصر العديد من المؤتمرات واللقاءات الدبلوماسية الهدف منها وقف إطلاق النيران ومصر كان لها دور كبير فى وقف إطلاق النار  الماضي، ونأمل أن يكون هناك وقف دائم لإطلاق النيران وتبادل المحتجزين بين الطرفين، فعدد من قيادات دول العالم تسعى لعقد لقاءات ومشاورات مع الرئيس السيسى لأخذ الرأى حول تطورات الأوضاع، ودائما ما يكون الرئيس السيسى حريص على القضية الفلسطينية والأمن القومى المصرى، وكان آخرهم وزير الخارجية الأمريكى .

■ مصر لم ولن تفرط  فى حبة رمل من سيناء، لذلك سعت لتدشين مشروعات تنموية فى سيناء.. ما رأيك فى تلك الخطوة؟

- سيناء أرض عزيزة على كل مصرى وشهدت طفرة غير مسبوقة خلال السنوات القليلة الماضية،  حيث تم إنفاق نحو 700 مليار جنيه على مدن القناة وسيناء، وقبل عدة أشهر تم تدشين المرحلة الثانية من المشروعات التنموية فى سيناء، حيث تم تخصيص مشروعات تنموية بنحو 300 مليار جنيه لتطوير الميناء البحرى والمطار وخط السكك الحديدية من ميناء نويبع إلى العريش، وهذا الطريق يساعد فى حركة التجارة خلال الفترة المقبلة، علاوة على أن سيناء شهدت مشروعات تنموية عملاقة، ولم يعد هناك صعوبة فى العبور إلى سيناء فهى جزء غالى من تراب مصر والدولة حريصة على تنميتها ولن تفرط فى شبر من هذه الأرض، والرئس السيسي، أعلن منذ اليوم الأول  أن سيناء خط أحمر والأمن القومى المصرى خط أحمر وموضوع تهجير الفلسطينيين مخطط مرفوض من كل المصريين والفلسطينيين، لأن ذلك يؤدى لتصفية القضية الفلسطينية ويهدد الأمن القومى المصرى، ومصر لن تسمح بذلك، فسياسة مصر واضحة وثابتة والحديث فى الغرف المغلقة لايختلف عن الحديث أمام وسائل الإعلام، وهناك العديد من دول العالم اقتنعت بالرؤية المصرية ومن بينها أمريكا وبريطانيا وفرنسا، وغيرها من دول العالم، فمصر لن تسمح بتهجير الفلسطينيين ولن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية، خاصة أن مصر تربطها بالأخوة الفلسطينيين علاقات وطيدة، ومصر قدمت تضحيات كبيرة غير مسبوقة، حيث قدمت  120 ألف شهيد و200 ألف مصاب وكل الحروب التى خاضتها مصر كانت من أجل القضية الفلسطينية، ومصر حريصة على حل هذه القضية من خلال حل الدولتين وفقا لمقررات الشرعية الدولية وإعلان دول فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، علاوة على أن مصر لم تغلق معبر رفح مفتوح منذ اندلاع الأزمة، وإسرائيل هى التى أغلقت المعبر من الجانب الفلسطينينى واستهدفته بالضرب والقصف المتعمد.

■ مصر قدمت العديد من المقترحات لحل الأزمة وكان الحل الوحيد لها هو حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، ما رأيك فى المقترحات المصرية؟

- أولاً لن يكون هناك سلام أو استقرار دون حل الدولتين، فالفلسطنيون قدموا كل شيء ولم يحصلوا على أى شيء، فالمقاومة حق مشروع للفلسطينيين، فهى الدولة الوحيدة المحتلة فى العالم منذ 70 عاما، ومازال الشعب الفلسطينى الأعزل يحارب من أجل البقاء على قيد الحياة، ونأمل أن نصل إلى اتفاق مع الانتخابات الأمريكية المقبلة، والدعم الأمريكى متواصل لإسرائيل منذ بدء اليوم الأول للحرب التى امتدت لأكثر من 4 أشهر، فإسرائيل لم تعد تتحمل هذا المجهود فى حال عدم وجود الدعم الأمريكى،  وأقول إن مفتاح الحرب والحل فى يد أمريكا، التى تقدم دعما غير مسبوق لإسرائيل، وما يشهده الشعب الفلسطينى يمثل عارا على المجتمع الدولى.