اشرف ابو الريش
أجواء أوروبية فى المدينة المقدسة
الأسبوع الماضى، كانت مدينة سانت كاترين أو مدينة التجلى الأعظم على موعد مع أجواء أوروبية، حيث كست شوارع المدينة المقدسة الثلوج بشكل كبير.. فرحة أهالى سيناء لا توصف بعد هطول الأمطار الموسمية أو الثلوج خلال موسم الشتاء سنويًا، الثلوج تعبر عن الفرحة والسعادة فى هذه البقعة الصحراوية الجافة معظم أيام السنة، حيث الطقس الحار وارتفاع درجة الرطوبة بنسبة كبيرة.
شاهدت على مدار عدة سنوات، فى سانت كاترين هطول الأمطار على جبال كاترين وموسى وجبل الصفصفة، وكيف أن هذه المياه المباركة من أسباب الخير على أهالى المنطقة، حيث تجرى المياه فى مخرات السيول، وتتجمع بين الوديان وأمام السدود، لتشرب منها الإبل والأغنام وتروى بها الوديان الخضراء المنزرعة بأشجار اللوز والمشمش والخوخ والزيتون التى تشتهر بها مدينة كاترين عن غيرها من مدن جنوب سيناء طوال أيام السنة.
فى إحدى الزيارات للمدينة وبعد هطول الأمطار، صعدنا إلى بعض الجبال والوديان، لنرى الجبال وروعتها، وقد اخضرت فى صورة ربانية مبهجة، لنقطف بعض الأعشاب الجبلية التى لا مثيل لها فى العالم، وتروى بماء المطر، وتتمتع بمعدلات شفائية كبيرة للكثير من الأمراض، خاصة أنها من صنع الله، ولا يتدخل البشر فى زراعتها مطلقًا، فعلى سبيل المثال عشبة «الهندية» التى تسهم فى القضاء على الحصوات والأملاح والنقرس يليها عشبة «الساموا» لعلاج السكر، وطرد السموم من الجسم وعشبة الجعدة» التى تفيد بعلاج المسالك البولية والبكتيريا والوزن الزائد وعشبة «القيصوم» التى تساعد فى علاج الصداع والرمد.. بالإضافة الى الزعتر الجبلى، والنعناع، والبعثران، والعاذر والبصل الصحراوى، ونبتة الحبق، وهو من أنواع النعناع، والميرمية، والمجنينة، والجرجير الصحراوى، والزلوع والأخريط والمرير والعجرم. وصحة الكبش وكريمة غزال والزريقة، كل هذه الأنواع من الأعشاب ربانية الصنع تجود وتكثر وتزدهر بعد هطول الأمطار الشتوية سنويًا، فى جبال ووديان مدينة سانت كاترين.
هذه المدينة تستعد خلال الشهور المقبلة لانطلاقة عالمية على طريق التطور السياحى خاصة «السياحة الدينية»، بعد الانتهاء من إنشاء مزار روحانى على الجبال المحيطة بالوادى المقدس، فى ضوء المكانة العظيمة التى تتمتع بها مدينة التجلى الأعظم، بالإضافة إلى ربط المدينة مع باقى المنطقة الساحلية الممتدة بين الطور وشرم الشيخ ودهب.
أعمال التطوير سوف تراعى عدم المساس بموقع الوادى المقدس، وكذلك الجزء الرئيسى من المحمية الطبيعية، والتأكيد على عدم إقامة أى مبانٍ بهذه المواقع، حفاظًا على قدسية وأثرية هذه المواقع، وإجراء عملية تطوير شامل لمنطقة الدير، ووضع نظام للحد من مخاطر السيول والزلازل التى تتعرض لها المنطقة سنويًا.
منطقة «التجلى الأعظم» على موعد مع التاريخ فى هذا العصر، رغم المحاولات من قوى الشر لجعل هذه المنطقة كتلة من اللهب والدمار، إلا أن مصر تسعى على طريق آخر هو السلام والخير لكل البشر من الشرق أو الغرب..
تحيا مصر.