الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مارك زوكيربيرج.. ماذا لو عاد معتذرًا ؟!

مارك زوكيربيرج.. ماذا لو عاد معتذرًا ؟!

فى جلسة استماع عقدت بمجلس الشيوخ الأمريكى فى نهاية شهر يناير الماضى، وقف مارك زوكيربيرج صاحب ومؤسس شركة ميتا-فيسبوك سابقًا- ليقدم اعتذاره لأسر الأطفال الذين تضرروا من المحتوى غير اللائق الذى تقدمه منصاته خاصة منصة انستجرام، جاء ذلك بعد عدد كبير من الاتهامات وجهها إليه عدد من أعضاء المجلس، منها أن تلك المنصة تقدم محتوى إباحى يتضمن مشاركة الأطفال فيه، وأن المنصة لا تقوم بمنع هذا المحتوى دائمًا بل تكتفى بعمل إنذار للمشاهد بأن المحتوى قد يكون غير مناسب مع إتاحة خيارين له، الأول أن يرفض المشاهدة والثانى أن يشاهد المحتوى على أية حال.



هذا الخيار الواهى كان محل انتقاد شديد، فما معنى أن تخير طفلًا بين أن يشاهد أو لا يشاهد، التخيير يجب أن يكون للبالغين الراشدين وهوأمر منطقى بالفعل، فالمنع هوالحل الأنسب مع طفل لم تكتمل أهليته بعد، ولا أزيد إن قلت: إن المنع لمثل تلك المواد واجب تمامًا ودائمًا بغض النظر عن سن المشاهد أوالمستخدم.

هذا بغض النظر عن أن الطفل المشار إليه فى الحديث هومن دون الثالثة عشرة من العمر وذلك بحسب قانون حماية الأطفال على الإنترنت والصادر عام 1998 والحقيقة أن الأمر ليس قاصرًا على تطبيقات شركة مارك فقط ولكن الأمر امتد لتطبيقات أخرى من شركات أخرى وفى جميع الأحوال، فالمتابع لتلك الجلسات يستطيع أن يشعر بكم المراوغة فى الإجابة والتلاعب بالألفاظ من قبل رؤساء تلك الشركات وهوما دفع أحد النواب إلى الاستهزاء بهذا الأسلوب واصفًا إياه بأنه إحدى توصيات المحامى للمتهم، فيما أشار آخر إلى أن على مارك زوكيربيرج وأمثاله أن يتصرفوا كآباء وأن يتخلصوا من تلك النزعة الاستثمارية المتوحشة والتى تجعلهم يقدمون هذا المحتوى غير اللائق بغية زيادة الأرباح والتى وصفها بأنها تقدر بمليارات الدولارات.

ولا يقتصر الأمر عند مجرد عرض مواد خارجة أوعنيفة مما يؤثر على نفسية الطفل وسلامته العقلية والسلوكية وحسب بل إن الأمر يتخطى ذلك إلى التأثير على حياته، فبعض من هؤلاء الأطفال فقد حياته بالفعل نتيجة لقيامه بشراء أنواع عديدة من المخدرات ومنها الأفيون من خلال مستخدمين آخرين لتلك المنصات، وأن عملية الاتفاق على الشراء تمت بالكامل داخل تلك المنصات ولذلك نجد فى ساحة الاستماع أن العديد من الآباء والأمهات قاموا برفع صور لأبنائهم المتوفين نتيجة تناول تلك المواد المخدرة وبجرعات زائدة.

فى النهاية الأمر لم ينته إلى شىء ملموس حتى الآن، فالصراع بين المال والقيم لن ينتهى واللعب على الغرائز لن يتوقف والرقابة الأبوية تقف شبه عاجزة أمام هذا الطوفان الكبير وهذا الصراع بين حيوانات الغابة الرقمية الجديدة.