أم كلثوم ترفض بطولة الوردة البيضاء!

الصدفة وحدها كانت اقتناع كوكب الشرق السيدة «أم كلثوم» أن تغنى على الهواء مباشرة عبر الراديو..

وتفاصيل الصدفة روتها الكاتبة «ايزابيل صياح بوديس» فى كتابها «أم كلثوم كوكب الشرق» ترجمة سونيا محمود نجا وتحرير أحمد عنتر مصطفى.

تقول المؤلفة إن أم كلثوم تعاقدت مع شركتين للاسطوانات وكان ذلك يعنى ضرورة مضاعفة عدد الاغنيات التى تسجلها، وكانت تحيى حفلين شهريا وتحرص على تقديم الجديد فيهما مثل الآخرين بل أكثر، واستبدت بها فكرة أن البقاء يستوجب التجديد وكانت واثقة أن التقنيات الجديدة كالسينما والاذاعة سوف تساعدها على التقدم وسوف تجعل الفن يتطور هو الآخر.

وراهن بنك مصر على فن السينما وقام بتمويل أول فيلم عربى ناطق، ويدور الحديث عن فيلم جديد فيلم غنائى بعنوان الوردة البيضاء.. بطولة محمد عبدالوهاب، وكان محمد كريم شيخ المخرجين المصريين صاحب فيلم «زينب» رأى أن يكون الوردة البيضاء فيلما موسيقيا لثقته الشديدة فيما تضيفه الموسيقى إلى السينما، وفكر فى أن يضطلع عبدالوهاب، وأم كلثوم بالبطولة، وبذلك يمكنه أن يخرج أجمل الافلام الموسيقية!

ودعاهما إلى الغذاء وبنى آمالا واسعة على هذه الدعوة لإقناعهما، ففكرة اقتسام وتناول الطعام تخلق تقاربا، ونما إلى سمعه - محمد كريم - إنها عصرية وذكية ومن ثم يمكن لمشروع كهذا أن يجتذبهما.

كان الغداء حماما محشوا بالأرز أحسن صنعه والمكان ذا إطلالة جميلة فى ساحة الأزهر، ارتدت أم كلثوم ثوبا داكنا شديد الاناقة وبدا عبدالوهاب مسرورا إلا أن «محمد كريم» سرعان ما استشعر أن مشروعه لن يضم النجمين المصريين الكبيرين.

قالت أم كلثوم إن الأمر ربما يكون مغريا بالنسبة لها لو أن دور المرأة كان محوريا فى الفيلم ولو أن الفرقة الموسيقية كانت على سبيل المثال كلها من النساء، أو كان للبطلة الدور الرئيسى فهكذا يمكنه المساهمة فى تقدم المرأة المصرية بصفة خاصة والعربية بصفة عامة.

تذكر كلاهما فجأة أن لديه موعدا فقال كريم فى مرارة: تشبهان الغربيين فى عجلتكما رغم أنكما تعرفان جيدا أن كل شىء مقدر له موعد!

تكلف الاثنان ابتسامة باهتة وغادرا المكان.

أسف كريم لعدم مشاركة أم كلثوم فالأحداث فى الفيلم محورها البطل وواقع الأمر أن أم كلثوم ما كانت لتقبل مكانة أدنى من عبدالوهاب ليس عن كراهية متبادلة بينهما والاثنان ضحايا لنجاحهما جعلت المكانة الرفيعة لكليهما منهما عدوين متنافسين حققا ذات القدر من النجاح مما عسّر تراجعهما ولو بدرجة واحدة، ومن ثم اتجهت أم كلثوم إلى الإذاعة!