شبكات العبث الاجتماعى
فى صبيحة الرابع من فبراير وجدت وسائل الإعلام تتحدث عن أن هذا اليوم يوافق الذكرى العشرين لاطلاق تطبيق التواصل الاجتماعى الأشهر «فيسبوك»، واستمر الحديث خلال اليوم فى كافة وسائل الاعلام المحلية والعالمية عن هذا التطبيق، وكيف تطور وإلى أين ذهب بمستخدميه والى اين سيذهب فى مستقبل الأيام.
بالفعل تم اطلاق التطبيق فى هذا اليوم ثم بعد ذلك بشهرين وتحديدا فى ابريل من نفس العام تم تأسيس الشركة بمسئولية محدودة، ثم تم بعد ذلك بشهرين آخرين الاستثمار بقيمة نصف مليون دولار فقط ثم بدأ المستخدمين فى استخدام التطبيق فى شهر سبتمبر من نفس العام، ثم تم الإعلان عن عنوان الموقع فى أغسطس من العام التالى-2005- ثم توالت الخدمات والخصائص فى الإضافة الى التطبيق ففى نهاية عام 2005 تمت إضافة خاصية الـ Tagging أو الإشارة، ثم فى سبتمبر من عام 2006 تمت إضافة خاصية الأخبار News feeds.
اما إمكانية الاستخدام من الهاتف الذكى فبدات فى يناير عام 2007 وبحلول نوفمبر من نفس العام بدات الشركة فى وضع بعض من سياسات الاستخدام التى حاولت حماية الخصوصية وسلامة الاستخدام، لاحظ أن أول هاتف ذكلى يعمل باللمس touchscreen تم إصداره عام 2008 وفى العام التالى اضافت الشركة خاصية الاعجاب على المنشورات Like واستمر التطبيق فى الانتشار والشركة فى النمو حتى أنها قامت بالاستحواذ على تطبيق انستجرام فى ابريل عام 2012 ووصل عدد المشتركين الى مليار مستخدم فى أكتوبر من نفس العام.
قامت الشركة فى فبراير 2014 بالاستحواذ على تطبيق الواتساب الشهير واستمرت الشركة فى النموحتى تم تغيير اسمها الى «ميتا» فى أكتوبر 2021 وأعلن مؤسسها مارك زوكربيرج عن الجيل الجديد من التواصل الاجتماعى ثلاثى الابعاد والمعروف بالميتافيرس.
خلال هذه الفترة الطويلة من الاستخدام، ومن الإضافات التى أضافتها الشركات لتطبيقات التواصل الاجتماعى المختلفة، ومنها الاستعانة بخوارزميات الذكاء الاصطناعى من اجل جذب المزيد من المستخدمين وجعل التواصل الاجتماعى اكثر حميمية واكثر دقة واكثر ارتباطا لاهتماماتهم حدثت العديد من الأمور، بعضها ايجابى والكثير منها سلبى، ففى خانة الإيجابيات اصبح التواصل مع الاهل والأصدقاء متاحا طوال الوقت كما اصبح من السهل التعرف على اى شخص ومراجعة تاريخ تفاعلاته المختلفة عبر تلك التطبيقات والتى يمكن من خلالها أن نتعرف على شخصيته واهتماماته واتجاهاته وأفكاره بصورة معقولة، كما اتاحت تلك المنصات الية فعالة للتسويق الالكترونى وأفرزت نمطا جديدا من العلاقة بين البشر ونتج عنها ظاهرة «المؤثرين» وهم الأشخاص الذين يقدمون محتوى مهما اوتافها وفى جميع الأحوال يكون جاذبا لأعداد مهولة من المتابعين تصل الى مئات الملايين فى بعض الحالات.
من الجوانب السلبية ما سببته تلك التطبيقات من إدمان وانعزالية واضطرابات صحية وعقلية مختلفة، كما ساهمت فى زيادة حالات الاستقطاب السياسى والدينى والفكرى والأيديولوجى، كما كانت مسرحا للعديد من الانتهاكات المرتبطة بالملكية الفكرية للاعمال الإبداعية وكانت مسرحا للاخبار الخاطئة والمغلوطة والشائعات والكثير من جرائم التنمر والابتزاز العاطفى والمالى والجنسى كما عرضت الكثير من الفئات لمشاهدة مواد محظورة أو ممنوعة أو صادمة، وهوما استمر حتى أيام قليلة قبل الاحتفال بمرور 20 عاما على اطلاق التطبيق وشاهدناه عبر تلك التطبيقات، وعبر وسائل الإعلام المختلفة فى جلسات الاستماع الأخيرة التى عقدها الكونجرس الامريكى لعدد من رؤساء تلك الشركات متهمين إياهم بالتسبب فى الكثير من المشكلات للأطفال جراء تعرضهم لمواد عنيفة أو اباحية اوتسهيل حصولهم على مخدرات وغيرها من التحديات العنيفة التى أودت بحياة البعض منهم.
وما زال العبث مستمرًا,,,