الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ارتفاع حصيلة القتلى المدنيين الفلسطينيين يحول الرأى العام والقيادة السياسية فى أمريكا على «تل أبيب»

انتقلت العلاقة الوطيدة بين الرئيس الأمريكى جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى بداية الحرب على غزة إلى مربع التوتر، فما السبب؟.



وكان بايدن أول رئيس غربى يزور إسرائيل بعد هجوم 7 أكتوبر الماضي، حيث أعلن دعمه الكامل لحكومة بنيامين نتنياهو وحرك رياح الدعم الأمريكى بالسلاح والمال باتجاه تل أبيب.

الأكثر من ذلك، كان بايدن يتحدث كل يومين هاتفيا مع نتنياهو، دون توقف زيارات الدعم لكبار المسئولين الأمريكيين إلى إسرائيل.

ولكن الارتفاع الكبير فى أعداد القتلى المدنيين الفلسطينيين فى الغارات الإسرائيلية التى أسماها بايدن «عشوائية» على غزة، أدى إلى تراجع فى زخم هذه العلاقات.

ومع نهاية العام الماضي، بدأت الخلافات تظهر أكثر فأكثر ما بين بايدن ونتنياهو إلى أن بدأت وسائل إعلام أمريكية، خلال الأسبوعين الماضيين، بنقل تهجم بايدن شخصيا على نتنياهو فى اجتماعات مغلقة بما فى ذلك استخدام عبارات نابية.

وثمة 3 تطورات أدت إلى هذا التراجع فى العلاقات ما بين الرجلين الذين عادة ما كانت العلاقات بينهما فاترة ويتخللها الكثير من الأزمات.

فالرئيس الأمريكى يريد أفقا سياسيًا على أساس حل الدولتين ويريد خفض وتيرة الحرب الإسرائيلية على غزة ووقف مساعى إسرائيل لانهيار السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية.

ولكن نتنياهو لا يرد إيجابا على أى من المطالب الأمريكية رغم استمرار الدعم العسكرى والسياسى الأمريكى لإسرائيل.

وتقول وسائل إعلام أمريكية إن بايدن بات يدفع ثمنا سياسيا لدعمه المطلق لنتنياهو وهو ما يتضح من استطلاعات الرأى العام الأمريكى للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة فى نهاية نوفمبر المقبل.

وتشير وسائل الإعلام إلى أن بايدن يريد على الأقل أن يضمن دعم أطراف واسعة فى الحزب الديمقراطى لا تؤيد الدعم الأمريكى لإسرائيل فى الحرب على غزة.

ويحاول بايدن إصلاح هذا الأمر من خلال التصريحات العلنية إضافة إلى الضغوط فى الغرف المغلقة، والتى يفضل عدم خروجها إلى العلن.

وفى هذا الصدد، قال بايدن فى مؤتمر صحفى مع العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى بالبيت الأبيض، الليلة الماضية «لقد عانى الشعب الفلسطينى أيضا من آلام وخسائر لا يمكن تصورها فى الأشهر الأربعة الماضية بينما كانت الحرب مستعرة، وشكل المدنيون والأطفال الأبرياء نسبة كبيرة جدا ممن قتلوا فى هذا الصراع، والذين يزيد عددهم على 28 ألف فلسطيني، ويشتمل هذا العدد على آلاف الأطفال، ولا يستطيع مئات الآلاف الحصول على الغذاء أو الماء أو الخدمات الأساسية الأخرى».

الأكثر من ذلك، تتصاعد الانتقادات ضد دعم بايدن، لنتنياهو فى مجلسى النواب والشيوخ الأمريكيين. إذ قال السيناتور كريس فان هولين: «بكل المقاييس، تحول الوضع فى غزة من كابوس إلى جحيم خالص».

وأضاف هولين فى تصريحات له، مساء أمس الأول: «أنا الآن فى قاعة مجلس الشيوخ لمناقشة الحاجة الملحة لإدارة بايدن لمحاسبة حكومة نتنياهو وإيصال المساعدات الإنسانية الحيوية إلى غزة».

أما النائب بيرنى ساندرز فقال، امس: « لا ينبغى لأحد فى الكونجرس أن يصوت لإرسال 10 مليارات دولار من المساعدات العسكرية لآلة نتنياهو الحربية عندما تكون مسؤولة عن كارثة إنسانية غير مسبوقة».

وأضاف: «مراراً وتكراراً، أسمع الرئيس وأعضاء الكونجرس يعبرون عن قلقهم العميق بشأن نتنياهو والكارثة الإنسانية التى تسبب فيها فى غزة، فلماذا يؤيدون منح نتنياهو 10 مليارات دولار أخرى لمواصلة حربه ضد الشعب الفلسطيني؟».