السبت 9 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

غزة تتمسك بأمل المحادثات

مع دخول الحرب يومها الـ130، يبدو أن مدينة رفح الفلسطينية بدأت مرحلة التعايش مع الرعب، بعد حديث إسرائيلى عن «نقطة تحول»، وتركز العمليات فى المدينة.



وصباح امس، شنت إسرائيل غارات كثيفة استهدفت شرقى مدينة رفح، جنوبى قطاع غزة، التى تشهد أعنف المعارك وعمليات القصف رغم تكدّس 1,4 مليون نازح فلسطينى فيها.

جاء ذلك بعد قليل من غارات مماثلة استهدفت نفس المنطقة فى رفح، التى تقع مباشرة على الحدود بين قطاع غزة ومصر.

واعترف الجيش الإسرائيلى بمقتل ضابط وجنديين فى معارك جنوب قطاع غزة، وقال إن القتلى هم قائد الكتيبة «630 احتياط»، ونائب قائد سرية وجندى آخر.

وأضاف الجيش الإسرائيلي، إن جنوده قُتلوا فى تفجير مبنى مفخخ بجنوب غزة.

وأمس، أعلنت إسرائيل أنّها تمكّنت من تحرير رهينتَين كانا محتجزين فى قطاع غزة، خلال عملية عسكرية دامية نفّذتها ليل الأحد-الإثنين فى رفح.

وأكّدت وزارة الصحة بقطاع غزة التى تديرها حماس، أمس الأول، أنّ العملية أدت إلى سقوط «نحو 100 قتيل».

وأثنى رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو على العملية وقال إنها «مثالية.. ومن أنجح العمليات فى تاريخ إسرائيل»، مجددا تصميمه على مواصلة «الضغط العسكري» حتى القضاء على حماس التى قال إن رفح هى «آخر معقل لها»، وحتى يعود جميع الرهائن.

وأمر نتنياهو الجيش الإسرائيلى الأسبوع الماضى بالتحضير لهجوم على رفح المكتظة بالنازحين الذين فروا من الحرب المستمرة منذ أكثر من 4 أشهر بين إسرائيل وحماس، لكن هذا الاحتمال يثير قلقاً كبيراً فى الخارج.

ووصف المفوض السامى لحقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة ذلك بأنه مثير «للرعب».

وتقدّر إسرائيل أنّ نحو 130 رهينة ما زالوا محتجزين فى غزة، من بينهم 29 يعتقد أنهم لقوا حتفهم، من بين نحو 250 شخصا اختطفوا فى هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل فى 7 أكتوبر.

 وسمحت الهدنة التى استمرت أسبوعا فى نوفمبر الماضى بإطلاق سراح 105 رهائن فى مقابل 240 معتقلا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية.

«لا يزال ممكنا»

وفى هذا السياق، اعتبرت الولايات المتّحدة أنّ التوصّل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس للإفراج عن الرهائن مقابل إرساء هدنة فى غزة لا يزال ممكنا وستكون فوائده «هائلة».

ووصل مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز إلى القاهرة، امس، لعقد جولة جديدة من المحادثات حول اتفاق بوساطة قطرية، بعد أن رفضت إسرائيل رد حماس الأولى عليه الأسبوع الماضي.

بدورها، حضّت الصين، إسرائيل، امس، على وقف عمليتها العسكرية فى مدينة رفح «فى أقرب وقت ممكن»، محذّرة من «كارثة إنسانية» فى حال تواصل القتال.

وقال ناطق باسم الخارجية الصينية فى بيان إن «الصين تتابع عن كثب الوضع فى منطقة رفح وتعارض وتدين الأعمال التى تضر بالمدنيين وتنتهك القانون الدولي».

وأضاف أن بكين تحض إسرائيل على «وقف عمليتها العسكرية فى أقرب وقت ممكن وبذل كل الجهود الممكنة لتجنّب سقوط ضحايا مدنيين أبرياء.. لمنع كارثة إنسانية أكثر خطورة فى منطقة رفح».

كذلك، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، امس، من مجاعة فى شمال قطاع غزة الذى تصل المساعدات إليه بالكاد بعد إغلاق معبر كرم أبو سالم منذ 6 أيام.

تحذيرات صندوق النقد الدولي

من جهته، حذّر صندوق النقد الدولى والبنك الدولي، من أن الحرب فى غزّة والتصعيد الإقليمى المرتبط بها والذى يؤثر على حركة الشحن فى البحر الأحمر المؤدى إلى قناة السويس، يشكلان تهديداً للاقتصاد العالمي.

وأوضحت مديرة صندوق النقد كريستالينا غورغييفا، أن الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس منذ السابع من أكتوبر أضرّت بالفعل باقتصاد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، معربةً عن خشيتها من أن تنعكس آثارها غير المباشرة على الاقتصاد العالمى إذا طال أمد القتال.

وقالت غورغييفا خلال القمة العالمية للحكومات، وهى تجمع سنوى لقادة دول ورجال أعمال فى دبي، «أخشى أكثر من أى وقت مضى أن يطول أمد النزاع، لأنه إذا استمرّ، فإن خطر توسّعه سيزيد».

وأضافت: «نشهد الآن فى قناة السويس على خطر توسّعه»، فى إشارة إلى هجمات المتمردين الحوثيين فى اليمن على سفن تجارية فى البحر الأحمر وبحر العرب التى تؤثر على حركة الملاحة فى المنطقة الاستراتيجية التى يمرّ عبرها 12% من التجارة العالمية.

مساعدات بقيمة 95.34 مليار دولار

على جانب آخر، صوت مجلس الشيوخ الأمركى لصالح دفع حزمة مساعدات بقيمة 95.34 مليار دولار لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان نحو إقرار محتمل اليوم الأربعاء، متجاوزا عقبة إجرائية أخيرة بعد جدل على مدى أيام.

واندلعت الحرب فى 7 أكتوبر عقب هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصًا، معظمهم مدنيّون، حسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس تستند إلى أرقام رسميّة إسرائيليّة.

وردّت إسرائيل بحملة قصف مركّز أتبعتها بهجوم برّى واسع فى القطاع، ما أسفر عن مقتل 28340 شخصاً غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب أرقام صادرة عن وزارة الصحة التابعة لحركة حماس التى أحصت أمس الأول 164 قتيلاً خلال 24 ساعة.