الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فى غياب 6 دول وجوتيريش

«مأساة غزة» و«أوجاع القارة» يهيمنان على أجواء القمة الإفريقية الـ37 بأديس أبابا

بدأ قادة دول الاتحاد الإفريقى أمس قمة فى أديس أبابا خلال يومين فى ظل انقلابات وصراعات وأزمات سياسية تهدد بتقويض التنمية فى القارة، وافتتحت القمة الإفريقية الـ37 على وقع العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، حيث قال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى موسى فكى فى كلمة الافتتاح: إن قرار محكمة العدل الدولية المتعلق بجرائم الإبادة الجماعية التى يرتكبها الاحتلال الإسرائيلى «يعد انتصارًا لكل الدول المساندة للقضية الفلسطينية».



كما أوضح فكى، أن «غزة تتعرض للإبادة بشكل كامل ويحرم شعبها من كل حقوقه»، قائلًا: إنه «يشجب العملية الإسرائيلية التى لا شبيه لها فى تاريخ الإنسانية»، قبل أن يضيف أنه «يجب أن يتمتع الشعب الفلسطينى بكامل حريته وبدولته المستقلة ذات السيادة».

وأكد دعم موقف جنوب إفريقيا، مطالبًا بتنفيذ قرارات محكمة العدل الدولية ووقف القتل فى قطاع غزة.

وكان رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى قال الأربعاء الماضى- خلال افتتاح اجتماع المجلس التنفيذى للاتحاد الإفريقى والذى يضم وزراء خارجية الدول الأعضاء-: إن «السودان يشتعل، والصومال لا يزال عرضة للتهديد الجهادى»، مشيرًا كذلك إلى «الوضع فى القرن الإفريقى الذى لا يزال يثير القلق.. والتوترات الدائمة فى شرق جمهورية الكونجو الديمقراطية»، وعدم الاستقرار فى ليبيا و«الخطر الإرهابى» فى منطقة الساحل.

وأكد أن «تجدّد الانقلابات العسكرية، وأعمال العنف قبل وبعد الانتخابات، والأزمات الإنسانية المرتبطة بالحرب / وآثار تغيّر المناخ، كلّها مصادر قلق كبيرة للغاية بالنسبة إلينا».

وأشار إلى أن هذه العوامل «تهدّد بشكل خطير بتقويض مؤشرات نهوض إفريقيا التى نعتزّ بها».

وتغيب 6 من الدول الأعضاء الـ55 عن القمة بعدما تمّ تعليق عضويتها بسبب انقلابات، إذ انضمّت الجابون والنيجر عام 2023، إلى الدول المحظورة وهى مالى وغينيا والسودان وبوركينا فاسو.

وعشية افتتاح القمة، جمع وسيط الاتحاد الإفريقى الرئيس الأنجولى جواو لورينسو عددًا من رؤساء الدول الإفريقية فى أديس أبابا لبحث الوضع فى شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، بحضور الرئيس الكونغولى فيليكس تشيسيكيدى.

وتنعقد قمة الاتحاد الإفريقى أيضًا فى وقت انزلقت فيه السنغال، المعروفة بأنّها واحة استقرار فى القارة، فى أزمة خطيرة منذ أوائل فبراير الجارى نتيجة تأجيل الرئيس ماكى سال الانتخابات الرئاسية.

غير أن المحكمة الدستورية أبطلت هذا القرار، مما أسهم فى تعميق الشعور بعدم اليقين، فى وقت تعهّد فيه ماكى سال بتنظيم الانتخابات الرئاسية فى «أسرع وقت ممكن».

وحسبما أكد رئيس جزر القمر والرئيس الحالى للاتحاد الإفريقى غزالى عثمانى، تمّ التوصل أخيرًا إلى توافق على شخصية الرئيس الموريتانى محمد ولد الغزوانى الذى انتخب رئيسًا مقبلًا للاتحاد.

ويناقش رؤساء الدول الأعضاء خلال هذه القمة «أساليب عمل جديدة.. لتطوير موقف إفريقى» خلال اجتماعات مجموعة العشرين، وبالإضافة إلى الزعماء الأفارقة، تحدث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش والرئيس البرازيلى لويس إيناسيو لولا دا سيلفا خلال حفل الافتتاح.

وتستمر فعاليات القمة لمدة يومين، تحت شعار: «تعليم إفريقيا صالحة للقرن الحادى والعشرين وبناء نظام تعليمى مرن لزيادة الوصول إلى التعليم الشامل والجودة مدى الحياة والتعلم ذى الصلة فى إفريقيا».

ذكر موقع الاتحاد الإفريقى أن القمة ستناقش وضع السلام والأمن فى القارة، والنظر فى تقرير مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد، وسيطلق القادة أيضًا خطة التنفيذ العشرية الثانية لأجندة الاتحاد الإفريقى 2063.

وتشمل المسائل الرئيسية الأخرى التى سيركز عليها القادة، منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، وسيواصل رؤساء الدول النظر فى قضية تغير المناخ الحاسمة، وسيدفعون من أجل إجراء إصلاحات عالمية للمؤسسات المالية.

واعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أنه بقدر ما وحدت حرب غزة مواقف الدول المتضامنة مع الحق الفلسطينى فإنها كشفت عجزًا دوليًا، وفى الملف السودانى، حذر أبوالغيط من أن الحرب تزداد ضراوة، داعيًا إلى ضرورة دعم جهود وقف إطلاق النار بشكل دائم ومستدام والتوصل إلى تسوية سياسية.

وفى الشأن الليبي، دعا المسئول العربى جميع الأطراف إلى اللجوء للحل السياسى وإزالة العقبات أمام التوصل إلى الانتخابات.