السبت 9 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أم كلثوم على الهواء بخمسة وعشرين جنيهًا!

أم كلثوم على الهواء بخمسة وعشرين جنيهًا!

فشل مشروع محمد كريم فى إخراج فيلم الوردة البيضاء بطولة محمد عبدالوهاب وتشاركه فيه أم كلثوم، وهنا قررت كوكب الشرق أن تترك أمر السينما وتتجه إلى الإذاعة.



وباقى الحكاية ترويها الكاتبة «ايزابيل صياح بوديس» فى كتابها «أم كلثوم كوكب الشرق» ترجمة سونيا محمود نجا وتمضى المؤلفة قائلة: كانت محطة مصر على وشك بدء البث فى خلال أشهر قليلة، وتمكن منها- أم كلثوم- يقين بأن هذه التقنية ستحظى بالنجاح لسهولة وصولها الى الناس كافة، وكانت على ثقة من انبهار جنسها مثلها تماما بهذا الصندوق الذى يغنى، ويتحدث فى كل الموضوعات على مدار اليوم كله.

وبقيت - أم كلثوم - على اتصال دائم بمدير الإذاعة وقد أشعرها بالزهو عرضه عليها بافتتاح محطة صوت القاهرة بإحدى أغنياتها ربما أكثر من عروض الأفلام، فصوتها من خلال الإذاعة سيصل الى أقصى ربوع مصر، بل كل أرجاء الوطن العربى.

اقترح مدير الإذاعة عليها أيضا بثا مباشرا لحفل من الاستديوهات، ووافقت أم كلثوم على اقتراحه على أن يتم الإعلان مسبقا عن الحفل وأن يختار له أفضل توقيت استماع، فمن غير المقبول مثلًا أن توضع بين «منيرة المهدية» و«فتحية أحمد» وإذا كان عبدالوهاب قد حقق نجاحا كممثل فقد أصبحت هى ملكة الإذاعة المتوجة، وقبل مدير الإذاعة كل شروطها دون مناقشة.

وقالت: سأقوم بتحديد أسعار معقولة وسعر مخفض للموسم كله، فالجمهور كالعاشق المحب يحتاج إلى لقاءات ذات مواعيد ثابتة ولذا علينا الاستفادة من مساء الخميس.

وأردف مدير الإذاعة قائلا: نعرف يا سيدتى أننا نطلب منك الكثير لقاء الخمسة وعشرين جنيها التى تتقاضينها منا، وأن هذا المبلغ زهيد جدا قياسا إلى مواهبك ولكننا مازلنا فى البداية، وكلنا ثقة أنك لن تندمى يومًا على هذه الخطوة بالحفلين الشهيرين اللذين ستبثهما ستصبحين يا سيدتى صوت القاهرة فى مصر وصوت مصر فى العالم العربى وصوت العرب فى العالم بأسره!

وتمضى المؤلفة قائلة: فى بداية هذه المغامرة الجديدة أحبت أم كلثوم مكبر الصوت الضخم وأحبت الحديث فيه، حلق خيالها فى الكيفية التى تحمل بها الموجات صوتها إلى الآفاق البعيدة غير أن أضواء الاستديو سرعان ما أتعبت عينيها، شعرت بالضجر والملل وتمنت لو أن أمامها من تنظر إليه لتحلق بالنغمات والطبقات كانت هذه طريقتها فى الحفلات تختار أحدا وتظل تغنى له طوال السهرة، أما فى الاستديو فلم يكن هناك إلا الفنيون المنشغلون طوال الوقت بأزرارهم، شعرت بحاجة إلى من يسمعها إلى جمهور أو على الأقل «لرامى» - الشاعر أحمد رامى - فهو يبذل قصارى جهده لتحقق نجاحا بعد نجاح.

وللحكاية بقية!