الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أم كلثوم ترفض الأحضان والقبلات فى الأفلام!

أم كلثوم ترفض الأحضان والقبلات فى الأفلام!

حقق أول أفلام محمد عبدالوهاب الوردة البيضاء نجاحا ساحقا وهائلا وتأثر الجمهور بأسطورة الحب الذى يراود الاحلام ولا مكان له على أرض الواقع، ورغبت أم كلثوم فى أن تضع بصمتها فى هذا الفن الوليد.



وتحكى المؤلفة «إيزابيل صياح - موريس» تفاصيل القصة فى كتابها «الممتع» أم كلثوم كوكب الشرق قائلة: كان أول الاستديوهات المصرية الحقيقية على وشك الافتتاح، أما قاعات العرض فكانت تتزايد بشكل مطرد أبدى.. «فريتز كامب» المخرج الألمانى ومدير استديو مصر رغبته فى أن تكون أم كلثوم بطلة أول أفلامه فى مصر.

وكان أحمد رامى أثناء وجوده فى باريس قد ألف قصة قصيرة من المماليك وكانت هناك فى القضة جارية شابة تدعى وداد تعمل لدى تاجر ثرى خلبت لُبه بعزفها المبدع على العود وغنائها.. و...و.

قالت أم كلثوم لرامى طريقتك فى معالجة القصة تعجبنى سأكون «وداد» الجارية التى تضىء حياته وتبقى رافعة الرأس لرصوخ تقاليدها وأنت تعرف شروطى، أنت شاعر أغنياتى وستكون مؤلف أفلامى ولكن تذكر دوما فى قصصك ألا تكون هناك قبلات على غير الأيدى!!

تفهم رامى الأمر وهز رأسه موافقا فهو لا يقل عنها حرصا على ألا تتعرض لمشاهد المواقف الغرامية وقال: سعيد من سيحظى بتقبيل يديك وأنت تعلمين أن كلماتى تتحدث دوما عن حب صعب المنال، قد يكون «فريتز كامب» أجنبيا ولكنه يعرف مصر جيدا وسيتفهم كل شروطك، هذا إلى جانب أن رجال الدين سيدينون لك بالعرفان تذكرى فى بدايات السينما كيف أن رجال الدين كانوا غير راضين عن وجود النساء فى العروض.

وتكتب المؤلفة عن عرض الفيلم فى السينما قائلة: كانت القاعة تغض بالناس والجمهور شديد الحماس لحضور أول أفلام الملكة المتوجة، كل محبيها هنا لمشاهدة وجه «سيدتهم» عن قرب سيكون بوسعهم معرفة طول أهدابها ورؤية لمعان عينيها وبريق أسنانها الجميلة.

ها هو العرض قد بدأ انتزع الديكور بنماذج دور السادة وقصورهم صرخات إعجاب المتفرجين وفى داخل هذا الإطار شديد الجمال دارت قصة فيلم «وداد» بدت أم كلثوم شابة جميلة فى سراويلها الرقيقة وصديريتها المطرزة، عيناها المطرقتان خجلًا لا تستعيدان زهوهما إلا حين تغنى هنا تستحيل الجارية المطربة الشهيرة ذات النظرة المغناطيسية فهى تصلب عودها وتطلق صيحة التحدى.

وذات يوم قال لها محمد القصبجى مستفسرا: هل وصلتك آخر الاخبار؟ سيكون فيلمك أول فيلم مصرى يعرض فى بينالى أجنبى، فى فينيسيا البندقية حيث الجندول والحب والفن أيسعدك هذا؟!

وطلب منها أحمد بدرخان بعد أن ساعد «فريتز كامب»  فى اخراج فيلم وداد أن تكون بطلة فيلمه الخاص كان يؤمن بها وقد أعد هذه القصة على حد قوله خصيصا لها: قال مشجعا لها على القبول: سيعجبك السيناريو، أنا واثق من ذلك فأنت تعنين الأمل بالنسبة للناس، ستجسدين صورة الشعب الذى يقاوم السيطرة الأجنبية وهذا ما تنتظره منك الجماهير.

ومازلنا فى رحاب ست الكل.