الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
روزاليوسف تفكر فى بيع سيارتها!

روزاليوسف تفكر فى بيع سيارتها!

في نفس اليوم الذي استقالت فيه وزارة «مصطفى النحاس» باشا تقابل «زكى الإبراشى» ناظر الخاصة الملكية مع إسماعيل صدقى باشا.. فى نادى محمد على وأبلغه رغبة الملك فؤاد فى تشكيل الوزارة، وطلب «صدقى» باشا منه أن يبلغ الملك فؤاد أنه إذا تم اختياره لهذا المركز الخطير فستكون سياسته أن يمحو الماضى بما له وما عليه وأن ينظم الحياة النيابية تنظيما جديدا يتفق ورأيه فى الدستور واستقرار الحكم».



وحسب ما جاء فى مذكرات إسماعيل صدقى باشا «نقل» زكى الإبراشى ذلك إلى جلالة الملك ثم عاد فأبلغنى ارتياح جلالته إلى هذه السياسة وتم تعيينى لتأليف الوزارة.

وتكتب روزاليوسف فى ذكرياتها الصحفية:

صدر بعد ذلك أمر ملكى فى حدود الدستور بتعطيل الحياة النيابية لمدة شهر ابتداء من 25 يونيو إلى 25 يوليو وذلك بقصد إعطاء فرصة للنواب ليراجعوا أثناءها موقفهم من الوزارة الجديدة لاستجلاء موقف الوفديين من هذا الانقلاب، ولكن سرعان ما أجاب الوفديون على ذلك.

لم يكتف «النحاس» بهذا التبليغ بل صمم هو والنواب على سماع هذا الأمر تحت قبة البرلمان فاقتحموا بابه الحديدى بعد أن أمر رئيس المجلس بفتح الباب وكان مغلقا فحطم الحارس هذه السلاسل، وأراد النواب أن يخطبوا ولكن الرئيس لم يسمح إلا بتلاوة الأمر الملكى، ثم أطفئت الأنوار وخرج النواب ورجعوا بعدها هادئين إلى النادى السعدى ليشربوا القهوة ويتناولوا المثلجات!

كانت زيارة النحاس باشا للأقاليم بداية عهد دموى فى تاريخ الوزارات وضربت فيه الوزارة والوفديون أرقاما قياسية فى العناد وفى القسوة وفى ركوب كل الوسائل للوصول إلى ما يبتغيه كل فريق.

وتعترف روزاليوسف قائله: كانت الإسكندرية مشتعلة وكانت القاهرة أتونا اكتوى بناره واحترق أبرياء ذهبوا ضحية مبدأ أساء قادته تصريف الأمور!

وكانت لى سيارة ماركة «ناس» ولم أكن قد انتهيت من دفع أقساطها، وكان كلما خطر ببالى أننى سأضطر يوما إلى إرجاعها لأعود إلى ركوب قدمى بعد العز والفخفخة وأخيرا سلمت أمرى إلى الله وصرت دائما أذكر الحديث الشريف «اخشوشنوا فإن النعمة لا تدوم».

وكنت أصيف فى الإسكندرية وكنت أمنى نفسى بأن يبقى الوفديون فى الحكم حتى أدخل كازينو «سان استيفانو» مع هيئة الوزارة واستمتع أياما براحة البال، هذا ولا يخفى أننى حرمت صيفين متواليين أثناء قيام وزارة محمد محمود باشا كنت أثناءها أقابل فى الكازينو بغير ما اشتهى، وكنت أجد فيه غير ما أحب ولكن هكذا شاء البخت!

وتمضى روزاليوسف قائلة: كان الجمهور متعطشا لما عسى أن يعمله الوفديون فى هذا اليوم، وهو اليوم الذى ينتهى فيه تأجيل الحياة النيابية ويعود البرلمان إلى فتح أبوابه، وهو اليوم أيضا الذى ينتظره الوفديون ليتقدموا صفحة جديدة فى تاريخ دفاعهم عن الدستور بعد أن فاضت خطبهم بذكر الثورة وبالوعيد الذى لن يقف فى وجههم!

وحصل أن عقد الوفد جلسة من النواب والشيوخ فى النادى السعدى وذلك فى ليلة هذا اليوم المنتظر - 25 يوليو - وأخذوا يتباحثون فيما يجب عمله فى الغد وهو الذهاب إلى البرلمان واحتلاله بالقوة والمناداة بإسقاط الوزارة.

وهنا قام أحد النواب وقال: اسمعوا يا جماعة إننا مستعدون للموت خلاص، فما عليكم إلا أن تروحوا البرلمان وتنادوا بسقوط من كان السبب فى هذا الانقلاب!

وكانت قولة جرئية صبت زيتا على هذه الجعجعة التى يرتفع صوتها كالبحر الهائج من حناجر النواب وقولة صادقة قابلها المجتمعون بالصمت البليغ.

وللذكريات بقية!