الإثنين 22 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
بعد أربع سنوات.. هل عاد العالم كما كان؟

بعد أربع سنوات.. هل عاد العالم كما كان؟

هذه الأيام يكون قد مر أربع سنوات بالتمام والكمال على بدء انتشار فيروس كورونا بصورة وبائية، ذلك الانتشار الذى أدى إلى فقدان الكثير من البشر لحياتهم جراء مضاعفات المرض، كما أدى إلى انتشار حالة من الهلع والذعر خوفًا من الإصابة، وخلال تلك الفترة أيضًا اتخذت الحكومات عددًا من الإجراءات الاحترازية كالإغلاق والتباعد الاجتماعى والتشديد على ارتداء الكمامات واستخدام المطهرات.



وعلى الجانب الآخر حاول البشر إيجاد وسائل بديلة لاستمرار الحياة وضمان استمرار دوران عجلة الاقتصاد على الأقل بسرعة معقولة أو حتى لضمان عدم توقفها بالكامل وكان من مظاهر هذه الفترة اضطرابات فى سلاسل الإمداد ونقص المعروض والمنتج من السلع المختلفة، كما تغيرت أنماط العمل والتعليم وتقديم الخدمات المختلفة إلى «البعد» فتنامت معدلات الاعتماد على العمل عن بعد والتعليم عن بعد والعلاج عن بعد... إلخ.

خلال نفس الفترة انتشرت عبارة أن «العالم بعد كورونا لن يكون مثل العالم قبل كورونا» فى إشارة من المتخصصين وراسمى السياسات إلى أنه وحتى بعد انحسار الوباء فإنه لا أحد يعمل ماذا سيحمل المستقبل من أوبئة وأمراض أخرى، كما أن هذه الورطة العالمية ساهمت فى زيادة معدلات التحول الرقمى للحكومات والمؤسسات وكذا أيضًا للأفراد العاديين وذلك كحل وحيد لمحاولة الاستمرار والبقاء وأن تلك التقنيات أثبتت نجاحها وظهرت مميزاتها الكثيرة ومنها تقليل الوقت والجهد والتكلفة.... إلخ.

ولكن ومع ذلك فإن المراقب للأمور بعد مرور تلك السنوات الأربع يستطيع وبسهولة أن يلحظ أن هذه العبارة لم تتحقق بالصورة المتوقعة إلا قليلا، حيث عاد البشر إلى التجمع والازدحام وعادت اللقاءات والمؤامرات والندوات والحفلات وأساليب التعلم والعمل والعلاج إلى سابق عهدها وهى ظاهرة تحتاج إلى دراسات مستفيضة لبيان حجم العودة أو النكوص إلى نقطة ما قبل كورونا وذلك للتعرف عن نسب التراجع فى كل مجال على حدة وكذا أيضًا رصد المجالات التى استمرت مرتفعة حتى الآن ولو على الأقل ارتفاعًا نسبيًا يعود إلى تحقيق تلك المقولة وليس نتيجة التطورات التكنولوجية الحادثة منذ ذلك التاريخ وحتى الآن ومنها استحداث تقنيات جديدة كالميتافيرس والذكاء الاصطناعى التوليدى وغيرهما.

وكما أشرنا بأن الأمر يحتاج إلى دراسات مستفيضة ولكن يكفى أن نأخذ مؤشرًا واحدًا على حجم التراجع فى استخدام تلك التطبيقات وهوعبارة عن قيمة السهم لإحدى أكبر الشركات العاملة فى مجال المؤتمرات المرئية Videoconference والذى كانت قيمته فى حدود 67 دولارًا فى يناير 2020 واستمرت فى الصعود حتى وصلت إلى ذروتها بقيمة 559 دولارًا فى أكتوبر 2020 ثم أخذت فى الهبوط مرة أخرى على مدار السنتين حتى وصلت إلى 63 دولارًا بنهاية فبراير هذا العام.