الحقيقة الغائبة
حدث مساء الأربعاء الماضى انقطاع لبعض من خدمات شركة ميتا شملت كلا من فيس بوك والانستجرام والماسنجر استمر لمدة ساعتين وهو ما أحدث هلعا وعدم ارتياح لملايين المستخدمين حول العالم وذلك قبل أن تبدأ وكالات الأنباء والمواقع الإخبارية فى الإشارة إلى العطل وحجمه وأعداد تقريبية للمستخدمين المتأثرين به وذلك بعد أن أصيب كل مستخدم على حدة بالشك فى اتصال جهازه بشبكة الانترنت ثم الشك فى أن حسابه الشخصى قد تعرض للاختراق وهو ما جعل كل مستخدم يلقى بالظنون على من يعرف أو من لا يعرف من الأعداء ومن الأصدقاء أيضا مع مسحة من الندم من الإبقاء على مراسلات وملفات وصور شخصية وحساسة على تلك الحسابات وهو ما سيعرضه للضرر أو الفضيحة وذلك قبل أن يجد رسائل من الأصدقاء على التطبيق الرابع للشركة -واتساب- يعلنون عن نفس المشكلة ويتساءلون عن الحل.
ولأن أغلب المستخدمين أصبح لا يستقى الأخبار أو المعلومات إلا من تطبيق فيس بوك فإن قدرتهم على الخروج خارج هذه الدائرة الضيقة إلى دائرة الإنترنت الواسعة واستخدام محركات البحث للتعرف على آخر الأخبار أصبحت محدودة ولذلك لم يقم بهذا الفعل إلا عدد قليل من المستخدمين والذين قاموا بمحاولة تطمين الآخرين بأن المشكلة ليست فى الحساب الشخصى لأى من الأصدقاء ولكنها مشكلة عالمية Global وأن الأمور ستعود إلى سابق عهدها فى أقرب وقت ممكن وهو ما حدث بالفعل.
وهنا يبقى السؤال المتكرر والذى لا تتم الإجابة عنه أبدا إجابة صادقة أو صحيحة، السؤال هو هل حدث هجوم سيبرانى على خوادم الشركة أدى إلى عدم قدرة المستخدمين على الدخول إلى حساباتهم وهل حدث تسريب أو نسخ لملفاتهم ومحادثاتهم أو حتى كلمات السر لطرف ثالث -المخترق- أو لأطراف مجهولة ستستخدمه للابتزاز فى المستقبل أم لا.
وفى جميع الأحوال وكما هو متوقع جاء رد مسئول الشركة والمتحدث الرسمى باسمها يحمل الكثير من الاعتذار وأن ما حدث كان نتيجة لخطأ فنى غير مقصود سرعان ما تداركته الشركة وهى الإجابة التى يحصل عليها المستخدمون بعد كل انقطاع وليس الانقطاع الكبير فى أكتوبر 2021 ببعيد.
البعض يشير إلى أن تلك الخدمات مجانية ولذلك ليس للمستخدمين أية حقوق للتساؤل أو للمحاسبة فيما يشير البعض الآخر إلى أن سياسات الاستخدام وحقهم على الشركة والتى ترتفع أسهمها وأرباحها كلما ازداد عدد المستخدمين يحتم على الشركة الاعتذار والإعلان عن الأسباب الحقيقية لتفسير ما حدث.. والحقيقة أن التكهنات لا يمكن ولا يجب أن تترك احتمالا دون أن تطرقه، ربما كان هجوما سيبرانيا وربما كان خطأ فنيا بالفعل سواء على مستوى التطبيق وقاعدة البيانات أو على مستوى استضافة الخوادم أو على مستوى الاتصالات والتوجيه، ثم من خلال مراجعة وفحص أعراض الانقطاع وأسلوبه ونتائجه يمكن أن نحاول أن نصل إلى التفسير الحقيقى وهى للأسف الأداة أو الأسلوب الوحيد لمحاولة معرفة الحقيقة الغائبة والتى لا يجب أن نتوقع معرفتها من الشركات المالكة لتلك التطبيقات أو حتى غيرها من التطبيقات المدفوعة.