الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ويبقى الأثر محفورا فـى ذاكرة الوطن

9 مارس.. استشهاد الفريق عبد المنعم رياض

تحيى الدولة المصرية والشعب المصرى ذكرى يوم الشهيد، والذى يواكب ذكرى استشهاد الفريق عبد المنعم رياض فى 9 مارس، حيث نشرت وزارة الدفاع عدة فيديوهات بعنوان ويبقى الأثر وذلك للتذكير بسيرة الشهداء وتضحياتهم.



واعترافًا من الدولة بجميل الشهداء، وأنها لا تنسى أبناءها الأوفياء وستبقى ذكراهم مخلدة ومحفورة فى ذاكرة الأمة، وذلك لأنه لولاهم ولولا تضحياتهم ما تمكنت مصر من تخطى كل هذه التحديات، وإحكام سيطرتها على سيناء وما تمكنت من التخلص من كل جماعات الإرهاب والتطرف.

ويحرص الرئيس عبدالفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة، فى إطار الاحتفال بيوم الشهيد من كل عام على تكريم أسر الشهداء، تأكيدًا على أنهم سيظلون فى القلب والعقل دائما تخليدا لبطولاتهم والتضحية بدمائهم التى ارتوت بها أرض الوطن وأن مصر لم ولن تتخلى عن دعمهم.

«كن دائما بين جنودك فى السلم ومعهم فى الصفوف الأمامية فى الحرب»، أحد الأقوال المأثورة للفريق عبدالمنعم رياض، ومن أقواله أيضًا «أنا لست أقل من أى جندى يدافع عن الجبهة، ولابد أن أكون بينهم فى كل لحظة من لحظات البطولة»، ولم يكتفى بالأقوال فقط، بل طبقها على أرض المعركة فنال الشهادة ثمنًا لواجبه الوطنى، حيث استشهد وهو فى الصفوف الأمامية بين ضباطه وجنوده خلال حرب الاستنزاف، وتحل علينا الذكرى 55 لاستشهاد الفريق عبدالمنعم رياض، والذى اتخذت القوات المسلحة من يوم استشهاده يوم للشهيد، وذلك عقب الانتصار فى حرب أكتوبر عام 1973، تخليدًا لذكرى رجل عاش ومات فى سبيل الدفاع عن وطنه.

ولد الفريق عبدالمنعم رياض، فى 22 أكتوبر عام 1919 بقرية سبرباى بمحافظة الغربية، وكان والده محمد رياض رجلًا عسكريًا، حيث كان قائم مقام قائد بلوكات طلبة الكلية الحربية وتخرج على يديه الكثيرون من قادة المؤسسة العسكرية، وتركت أسرته طنطا وسافرت إلى الفيوم، حيث درس فى كُتاب القرية وتدرج فى التعليم، ثم ذهب مع أسرته إلى القاهرة وحصل على الثانوية من مدرسة الخديو إسماعيل حيث مثلها فى اللجنة التنفيذية لطلاب المدارس التى ضمت أيضا جمال عبد الناصر، ونظمت اللجنة المظاهرات ضد الاستعمار، وحصل على البكالوريا فى عام 1936.

 والتحق عبدالمنعم رياض، فى بداية رحلته مع التعليم الجامعى بكلية الطب بناء على رغبة أسرته، واستمر فى الدراسة لمدة عامين، ثم اعتذر وفضَّل الالتحاق بالكلية الحربية، حيث أنهى دراسته بها عام 1938، فى نفس دفعة جمال عبد الناصر، وأجاد عدة لغات كالإنجليزية، والفرنسية، والألمانية والروسية، ونال شهادة الماجستير فى العلوم العسكرية عام 1944، وأوفد إلى بريطانيا للدراسة فى مدرسة المدفعية المضادة للطائرات فى «ماتوبير»، ثم مدرسة فن المدفعية «بلاركهيل» البريطانية عام 1945، وسافر فى بعثة للاتحاد السوفيتى فى إبريل عام 1958؛ لإتمام دوره فى الأكاديمية العسكرية العليا، وحصل على تقدير امتياز ولقب بـ»الجنرال الذهبى»، لانبهار القادة الروس بتفكيره وقدراته العسكرية، وأتم دراسته فى أكاديمية ناصر العسكرية العليا عام 1966، ورُقى إلى رتبة الفريق فى مايو عام 1967.

عمل بسلاح المدفعية المضادة للطائرات، ثم بالفرقة الخاصة لها، وعين مدرساً بمدرسة المدفعية ثم كبير المعلمين بها، تولى قيادة مدرسة المدفعية المضادة للطائرات وهو لايزال برتبة المقدم، نائب رئيس شعبة العمليات عام 1962، وشارك فى الحرب العالمية الثانية بين عامى 1941 و 1942، وحرب 1948، عمل لمدة عام فى إدارة العمليات والخطط ب القاهرة، وكان ضابط الاتصال بينها وبين قيادة الميدان فى فلسطين؛ ولدوره منح وسام الجدارة الذهبى فى عام 1951، وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة ونوط الجدارة الذهبية ووسام الأرز الوطنى بدرجة ضابط كبير من لبنان، ووسام الكوكب الأردنى طبقة أولى، ووسام نجمة الشرق، وواجه العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 وحربى 1967 والاستنزاف.

ومع توقيع مصر والأردن اتفاقية الدفاع المشترك، عين الفريق عبد المنعم رياض، قائدا لمركز القيادة المتقدم فى عمان، ووصل إليها فى الأول من يونيو 1967 مع هيئة أركان صغيرة من الضباط العرب لتأسيس مركز القيادة، وحينما اندلعت حرب 1967 عين عبد المنعم رياض قائدا عاما للجبهة الأردنية.

وفى 11 يونيو 1967 اختير الفريق عبد المنعم رياض رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة، وبدأ مع وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة الجديد الفريق أول محمد فوزى إعادة بنائها وتنظيمها.

وظل الفريق عبدالمنعم رياض، يقود إعادة بناء القوات المسلحة ويحقق الإنجازات فى ميادين المعركة بحرب الاستنزاف، حتى استشهاده فى التاسع من شهر مارس فى عام 1969، على ضفة القناة فى أرض القتال، ليكتب اسمه بحروف من نور فى سجلات التضحية والفداء وفى وجدان الوطن، ويكون يوم استشهاده هو يوما لكل شهيد.