الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
يومًًا ما فى المستقبل

يومًًا ما فى المستقبل

الحديث عن عصر المعلومات لا ينتهى وكذا أيضًا الحديث عن مستقبل هذا العصر، فبعد أن غطت الشبكات السلكية واللاسلكية العالم كله وبعد أن انتشرت أجهزة الهواتف الذكية والحواسب الشخصية واللوحية والمحمولة وغيرها من أساليب الاتصال كالنظارات الذكية والقفازات... إلخ، وبعد أن انتشر اتصال باقى الأجهزة بشبكة الإنترنت، وصولًا إلى اتصال السيارات والأبواب والكاميرات والأجهزة المنزلية، ثم تنامى انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعى وصناعة الروبوتات والأسلحة الذكية وغيرها.



ولذلك فإن المستقبل- لا أدرى تحديدًا متى- ربما يحمل لنا شكلًا جديدًا من الحياة، شكل يتفاعل فيه البشر مع الآلات والأجهزة والعقول الإلكترونية ويسمع ويتحدث ويرى ويلمس تلك الأجهزة أكثر من سماعه أو رؤيته أو مشاهدته أو ملامسته لأى كائن حى آخر.

قد يحدث فى هذا المستقبل أيضًا عمليات تزاوج بين الإنسان والآلة والتى قد تمثل نوعًا من أنواع الاستغناء عن الشريك من البشر وتجنبًا لمشاكله الكثيرة، بداية من عدم التفاهم أو التشاحن حول أمور مهمة أوتافهة وصولًا إلى الخيانة أو إلى إنهاء الحياة والتخزين فى أكياس سوداء تلقى على قارعة الطريق أو فى إحدى الترع أو الأنهار، وليس الأمر خاصًا بالزواج فقط، فقبل هذا سيحدث الاستغناء عن الأهل والأقارب والجيران والأصدقاء والمدرس والمدرب وشيخ المسجد أو قس الكنيسة، فكل ما يريده الإنسان سيحصل عليه من خلال اتصاله بالعالم الافتراضى.

حتى هوايات تربية الحيوانات الأليفة أوالمفترسة أو هواية العناية بالنبايات، وكذلك أيضًا الأنشطة اليدوية مثل الرسم والتطريز وغيرها ستنتهى، فالآلة ستفعل كل ذلك وفى الوقت الذى تريد وبالكيفية التى تريدها.

ربما نصل إلى الروبوت الذى يحاكى البشر بدرجة دقة تقترب من الكمال، وقد نصل إلى يوم لا نستطيع فيه أن نفرق إن كان محدثنا إنسانًا أم آلة من تلك الآلات، وربما نصل إلى إجراء اختبار بدائى للتعرف على نوع هذا الكائن، كأن نخدش جلده بسكين أو ما شابه، لنرى إن كان سينزف دمًا فيكون إنسانًا، أو نجد تحت طبقة الجلد دوائرإلكترونية ووصلات كهربائية، فنعرف أنه روبوت.

هل هذا منطقيًا، هل هذا ممكنا، هل هذا سيحدث، أسئلة أعتقد أن إجاباتها تميل إلى النفى أكثر من ميلها إلى القبول، ولكن ومع ذلك يجب أن ننتبه، فالفروقات بين الدول والمناطق على مستوى العالم تختلف وكذا أيضًا المستوى الاقتصادى والعلمى والثقافى والتقنى وكذا أيضًا مستوى التخطيط لتوطين تلك التقنيات سيختلف، لذلك تبقى تلك الأسئلة وغيرها دون إجابة واحدة أو صحيحة.