حكاوى أثرية
مشكاة قوصون..صاحبها كبير مماليك السلطان القادم من بلاد بخارى
علاء الدين ظاهر
إذا ذهبت لزيارة متحف النوبة فى أسوان يوماً ما،كن على ثقة أنك لو لم تسأل عن هذا الكنز الأثرى هناك، فسيلفت نظرك لا محالة وتجد نفسك مشدودًا إليه،هذا الكنز هو مشكاة من الزجاج المذهب المموه بالمينا للأمير «قوصون الساقى الناصري» كبير مماليك السلطان الناصر محمد بن قلاوون.
محمد دياب من متحف النوبة قال لنا:لقد حضر قوصون إلى مصر من بلاد بخارى بصحبة أخته خوند أوزبك التى أعجب بها السلطان محمد بن قلاوون وتزوجها كما تزوج قوصون أخت السلطان وبلغ قوصون أعلى المراتب فى القصر السلطانى وكان له العديد من المنشآت بالقاهرة.
ومن الآثار التى تنسب له هذه المشكاة المعروضة بمتحف النوبة بأسوان وهى على الطراز المملوكي. وتوجد على رقبة المشكاة كتابات بخط النسخ تفصل بين كلماتها جامات من زخارف نباتية بشكل دائرى نصها الآية القرآنية «الله نور السموات والأرض».
كما يوجد على بدن المشكاة كتابة على أرضية نباتية تفصل بين كلماتها مقابض لتعليق المشكاة والكتابة نصها «مما عمل المقر العالى المولوى المالكى المخدومى السيفى الساقى قوصون الملكى الناصري» كما توجد زخارف نباتية تضم طائرًا يشبه الطاووس بالإضافة إلى شريط آخر يضم رسومًا تمثل أسماكًا سابحة فى اتجاهات وأوضاعًا مختلفة نقشت باللون الأحمر».
ومن أبرز آثار الأمير قوصون مسجده الذى بناه سنة 730هـ- 1330م خارج باب زويلة، وافتتحه للصلاة السلطان الناصر محمد بن قلاوون، ولم يبق من مسجد قوصون الأصلى سوى الباب الشمالى والعديد من الشبابيك الجصية والزخارف والكتابات التى تسجل تاريخ بناء المسجد واسم المنشئ،ومزولة عليها اسم صانعها أحمد الحريرى وتاريخ صنعها 785هـ (1383م).
وجدد المسجد وأعيد بناء صحنه وأروقته سنة 1893 فى عهد الخديو عباس حلمى الثانى، والصحن الحالى مغطى بقبة من الخشب، وذكر على مبارك فى الخطط أن جزءًا كبيراً من جامع قوصون أخذ عند فتح شارع محمد على ويشمل الساقية والمئذنة،وقد وضع على مبارك خطة تجديد المسجد وإعادة بناء ما تهدم منه عندما كان وزيراً للأوقاف، ولم تتم أعمال التجديد إلا فى سنة 1893م.