فاسألوا أهل الذكر
س ما الحكم الشرعى فى استعمال البخَّاخة فى نهار رمضان؟
الجواب
ويجيب الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق: البخَّاخة التى يستخدمها مريض الربو مفسدةٌ للصوم؛ لأن بها سائلًا على هيئة رذاذٍ يصل إلى الجوف عن طريق الفم، فإن كان المريض لا يستغنى عنها فى نهار الصوم فإنه يُفطر ثم يقضى بعد ذلك، وإن علم من الطبيب أن مرضه مستمرٌّ فعليه فديةٌ إطعام مسكينٍ عن كُلِّ يوم يفطره. ويوضح الدكتور على جمعة: البخاخة آلةٌ يستخدمها مريض الربو بها دواء سائل مصحوب بهواء مضغوط بغاز خامل يدفع الدواء من خلال جرعات هوائية يجذبها المريض عن طريق الفم، فيعمل كموسِّع قصبى تعود معه عملية التنفس لحالها الطبَعي، واستعمال هذه البخاخة يفسد الصوم؛ لأن فيها إيصالًا لهذا السائل على هيئة رذاذ له جِرْمٌ مؤثِّر إلى الجوف عن طريق منفذ منفتح وهو الفم، وليس صحيحًا ما يُقال من أنه مجرَّد غاز، بل هو غاز مصحوب برذاذ الدواء. وعلى ذلك فللمريض الذى لا يستغنى عن هذه البخاخة فى شفائه أن يفطر، بل إذا كان يخشى على نفسه الهلاك إن لم يستخدمها طوال النهار فإن الفطر واجب عليه شرعًا، حتى لو طال ذلك أو استدام معه، فإذا علم من أهل الخبرة فى الطب أن مرضه هذا لا يرجى بُرؤُه وجب عليه إخراج الفدية، وهى أن يُطعم عن كل يوم مسكينًا، فإذا برئ من مرضه وقدر على الصيام لم يجب عليه القضاء، وكفته الفدية التى أخرجها قبل ذلك؛ لسقوط الصوم عنه حينئذٍ وعدمِ مخاطبته به، حيث إن الفدية على الأصح واجبةٌ فى حقه ابتداءً لا بدلًا عن الصيام.
