السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
تقرير المخاطر العالمية 2024

تقرير المخاطر العالمية 2024

خلال شهر يناير الماضى اصدر المنتدى الاقتصادى العالمى World Economic Forum (WEF) تقريره السنوى والذى يحمل عنوان «تقرير المخاطر العالمية 2024»  Global Risks Report وهو الإصدار التاسع عشر، حيث يرصد فيه أكثر المخاطر التى تهدد دول العالم اجمع وذلك على المدى القصير-عامان- وعلى المدى الطويل-10 أعوام- ولتوضيح مدى أهمية ومصداقية التقرير، تم الإشارة فى أوله إلى أنه يستند إلى آراء 1400 خبير فى مجالات تقييم المخاطر وصناعة السياسات وقادة لمؤسسات كبرى حيث تمت المقابلات معهم خلال شهر سبتمبر من العام الماضى (2023).



يكشف التقرير عن أكثر 34 نوعا من المخاطر على المدى القصير أى خلال الفترة من 2024 الى 2026، كان أول عشرة مخاطر منها كما يلى:  المعلومات الخاطئة والمضللة فى المركز الأول، يليها فى المركز الثانى الظواهر المناخية القياسية ثم الاستقطاب المجتمعى فى المركز الثالث، يلى ذلك كل من غياب الأمن السيبرانى والنزاعات المسلحة بين الدول وانعدام الفرص الاقتصادية والتضخم والتهجير القصرى والركود الاقتصادى ثم التلوث فى المرتبة العاشرة والأخيرة.

يكشف التقرير أيضا عن أكثر 34 نوعا من المخاطر على المدى الطويل-عشرة سنوات- حتى عام 2034، كان أول عشرة مخاطر منها كما يلى: الظواهر المناخية القاسية جاءت فى المركز الأول يليها فى المركز الثانى التغيرات المهمة فى الأنظمة المناخية الأرضية، ثم يأتى فى المركز الثالث خسائر التنوع البيولوجى وانهيار النظام البيئى، ثم شح الموارد الطبيعية يليها المعلومات الخاطئة والمضللة ثم التهجير القسرى أو الهجرة الاضطرارية ثم غياب الامن الليبرانى ثم الاستقطاب المجتمعى ثم التلوث فى المركز العاشر.

يأتى كل هذا فى وجود حالة من عدم اليقين الاقتصادى وتراجع فرص التنمية ومعدلاتها وتزايد الصراعات السياسية والعسكرية مع توقع بتعدد الأقطاب بعد سنوات طويلة من عالم إحادى القطب بعد انهيار الاتحاد السوفيتى فى مطلع التسعينيات من القرن الماضى.

والحقيقة أنه وبالرغم من التباين الشديد فى ترتيب المخاطر على المدى القصير والطويل إلا أنه يجب النظر إلى كل المخاطر بعين الاعتبار فليس معنى تراجع خطورة المعلومات الكاذبة والمغلوطة أن الأمر تحسن فربما يزداد سوءا وأن التغيرات المناخية هى التى ازدادت إلى درجة كبيرة وملحوظة ومؤثرة أكثر من تأثير المعلومات المغلوطة مثلا، أو أن يطرأ جديد كالوباء أو حرب كبيرة مثلا فتعيد تشكيل خريطة وترتيب المخاطر مرة أخرى وليس أدل على ذلك من تقرير العام الماضى والذى ركز بصورة كبيرة على الجانب الاقتصادى ولم يذكر فى مخاطره العشر الأولى فى المدى الزمنى القصير أى إشارة للمعلومات الخاطئة والمضللة مثلا ولذلك فان دراسة مستفيضة للتقارير السابقة جميعها من الممكن ان تعطى صورة عن أسلوب اختيار المخاطر وأسلوب معالجتها فى التقارير وكذا نظرة مستقبلية على مستوى العام وأيضا على مستوى كل دولة على حدة.