شهداءفى الإسلام
سعد بن خيثمة
يزخر تاريخنا الإسلامى بأسماء شهداء بذلوا أرواحهم فى سبيل إعلاء كلمة الحق والدين، فكانوًا نبراسًا ومثالًا للتضحية والفداء لرسول الله –صلى الله عليه وسلم- ولدين الإسلام، لذا نروى لكم يوميًا فى شهر رمضان قصة أبرز الشهداء فى التاريخ الإسلامي، ما بين الصحابة والتابعين وقادة أشهر المعارك فى تاريخ الخلافة الإسلامية.
نتناول اليوم قصة استشهاد سعد بن خيثمة رضى الله عنه فى غزو بدر، والتى تُعدُّ من أشهر الغزوات التى قادها النبى صلى الله عليه وسلم ضد الكفار، وهى من المعارك الفاصلة فى تاريخ الإسلام كله، وقد سُميت بهذا الاسم نسبة إلى مكان بئر بدر بين مكة والمدينة المنورة، كما عُرِفت كذلك بيوم الفرقان، لأنها فرقت بين الحق والباطل.
استشهد سعد بن خيثمة رضى الله عنه فى غزو بدر، وكان له مع أبيه فى هذه الغزوة موقف، قال ابن حجر: «قال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب: استهم يوم بدر سعد بن خيثمة وأبوه فخرج سهم سعد فقال له أبوه: يا بنى آثرنى اليوم، فقال سعد: يا أبتِ لو كان غير الجنة فعلت، فخرج سعد إلى بدر فقُتِلَ بها، وقُتِل أبوه خيثمة يوم أحد». وهذا الموقف من سعد رضى الله عنه يعطى صورة مشرقة عن مدى حرص وتسابق الصحابة رضوان الله عليهم فى غزوة بدر على الخروج للجهاد والقتال فى سبيل الله، بل وتنافسهم فى الحرص على الشهادة والموت فى سبيل الله، فسعد الابن ووالده خيثمة لا يستطيعان الخروج معًا لاحتياج أسرتهما لبقاء أحدهما، فلم يتنازل أحدهما للآخر عن الخروج للقتال رغبة فى نيل الشهادة، حتى اضطرا إلى الاقتراع بينهما، فكان الخروج من نصيب سعد رضى الله عنه. لقد كان سعد رضى الله عنه فى غاية البر والأدب مع والده، ولكنه كان حريصًا على الجهاد فى سبيل الله، مشتاقًا إلى الجنة، ويعبر عن ذلك قوله لأبيه: «يا أبت لو كان غير الجنة فعلت».