شهداء فى الإسلام
عُمَيْر بن الحمام
يزخر تاريخنا الإسلامى بأسماء شهداء بذلوا أرواحهم فى سبيل إعلاء كلمة الحق والدين، فكانوًا نبراسًا ومثالًا للتضحية والفداء لرسول الله –صلى الله عليه وسلم- ولدين الإسلام، لذا نروى لكم يوميًا فى شهر رمضان قصة أبرز الشهداء فى التاريخ الإسلامي، ما بين الصحابة والتابعين وقادة أشهر المعارك فى تاريخ الخلافة الإسلامية.
نتناول اليوم قصة استشهاد عُمَيْر بن الحمام رضى الله عنه فى غزو بدر، والتى تُعدُّ من أشهر الغزوات التى قادها النبى صلى الله عليه وسلم ضد الكفار، وهى من المعارك الفاصلة فى تاريخ الإسلام كله، وقد سُميت بهذا الاسم نسبة إلى مكان بئر بدر بين مكة والمدينة المنورة، كما عُرِفت كذلك بيوم الفرقان، لأنها فرقت بين الحق والباطل.
أول شهيد من الأنصار فى غزوة بدر، قال عاصم بن عمر بن قتادة: «أول قتيل قُتِل من الأنصار فى الإسلام (أثناء القتال) عُمير بن الحُمام». ويروى أنس بن مالك رضى الله عنه قصة استشهاد عمير بن الحمام فى غزوة بدر فيقول: ( .. فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حتى سبقوا المشركين إلى بدر، وجاء المشركون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يقدمن أحد منكم إلى شيء حتى أكون أنا دونه (أمامه)، فدنا المشركون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض، قال: يقول عمير بن الحمام الأنصاري: يا رسول الله جنة عرضها السماوات والأرض؟ قال: نعم، قال: بخٍ بخٍ (كلمة تطلق لتفخيم الأمر وتعظيمه فى الخير)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يحملك على قولك بخٍ بخٍ؟ قال: لا والله يا رسول الله إلا رجاءة أن أكون من أهلها، قال: فإنك من أهلها، فأخرج تمرات من قرنه (جعبة السهام) فجعل يأكل منهن، ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتى هذه إنها لحياة طويلة، قال: فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قُتِل) رواه مسلم.