الأربعاء 1 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

شهداءفى الإسلام

حمزة بن عبد المطلب

يزخر تاريخنا الإسلامى بأسماء شهداء بذلوا أرواحهم فى سبيل إعلاء كلمة الحق والدين، فكانوًا نبراسًا ومثالًا للتضحية والفداء لرسول الله –صلى الله عليه وسلم- ولدين الإسلام، لذا نروى لكم يوميًا فى شهر رمضان قصة أبرز الشهداء فى التاريخ الإسلامى، ما بين الصحابة والتابعين وقادة أشهر المعارك فى تاريخ الخلافة الإسلامية.



هو حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القُرشى الهاشمى، أمُّه هالة بنت وهيب، ويتّصل نسَبه برسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعدة صِلات؛ فهو عمّ رسول الله، وهو أخوه من الرضاعة، ويقربه أيضًا من جهة أمّه.

وكان -رضى الله عنه- من السابقين إلى الإسلام؛ حيث أسلم فى السنة الثانية من بعثة النبى -عليه السلام-، وكان يبلغ من العمر حينئذٍ اثنان وأربعين عامًا، وقيل أربعٍ وأربعين، إذ نُقل أنّه - رضى الله عنه- أكبر من نبى الله بعامين، ونقل بعضهم أنّه أكبر بأربعة أعوام، وقيل أنّ إسلامه كان بعد ستة أعوام من بعثة الرسول -صلى الله عليه وسلم-.

وكان إسلام حمزة - رضى الله عنه- ذا أثر كبير فى حماية ابن أخيه من أذى كفار قريش، ومُنذ أن دخل فى الإسلام ظلّ مرافقاً لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهاجر معه إلى المدينة المنورة، وكان النبى الكريم قد آخى بينه وبين زيد بن حارثة.

شهد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غزوة بدر وقاتل فيها قتال الأبطال، ثمّ شارك فى غزوة أُحد بسيفين وبدأ القتال مُقدمًا روحه فى سبيل الله - تعالى-، وقَتل ما يقرب الثلاثين من المشركين قبل أن يرتقى شهيدًا على يَديِّ وحشي، وكان يُلقب - رضى الله عنه- بأسد الله وأسد رسوله، وعند استشهاده لُقب بسيدّ الشهداء.

كان وحشى الحبشى قد وُعد بالحرية من قِبل مولاه فى حال قتله لحمزة بن عبد المُطلب - رضى الله عنه-، فكان يترصّدُ لحمزة - رضى الله عنه- ويبحث عنه بين الجموع، حتّى رآه يُقاتل ببسالة بين المشركين حاملاً بكلِّ يدِ من يديه سيفاً، ويصدح بصوته - رضى الله عنه- قائلاً: أنا أسد الله ورسوله.

ولمّا قتل رجلاً قريباً من مكان وحشى الذى يختبئ فيه، فهمَّ إلى حمزة ورماه بحِربته، فدخلت الحِربة من بين ثنيّته وخرجت من بين قدميه، وبدأت الدماء تتفجر من حمزة -رضى الله عنه- بعدما سقط على الأرض، فتقدّم إليه وحشيّ وبدأ يُمثّل به ويُشوِّه جسده، ويفعل به ما لم يُفعل بأحد من قبله.