قبة نجم الدين أيوب وشرفات مسجد السلطان حسن
كريمان تبدع فوانيس رمضان من عبق التاريخ.. مستوحاة من العمارة الإسلامية
مروة فتحى
عشقت منذ طفولتها الفانوس المصرى بتصميمه الكلاسيكى، فكانت تشاهده أمامها وتحلم بأن تصنع مثله أو تصمم أشكالا مختلفة ومميزة منه، لتنافس به الفوانيس المستوردة، التى تطرح بالسوق كل سنة، وبالفعل عندما كبرت كريمان زيدان، خريجة كلية تربية رياض أطفال، بدأت فى تصميم فوانيس نحاس مستوحاة من التراث الإسلامى والعمارة المميزة له، لتنافس به الفوانيس البلاستيك المستوردة، التى تغرق الأسواق المصرية كل عام، إذ ترى أننا أصل الفانوس، ويجب علينا أن نصدره لا أن نستورده.
تعشق كريمان الأشغال اليدوية وبدأت فى عمل مشغولات يدوية بسيطة وهى فى الثانوية العامة، وخلال فترة دراستها فى الكلية، كنت تعمل مشغولات يدوية فى الإجازة مثل أساور وحلقان وعقد، وبدأت تطور من تصميماتها من خلال متابعتها للفيديوهات على الإنترنت، التى تتناول تصميم الإكسسوارات بسلك النحاس، وعجبها هذا الأسلوب فى عمل الإكسسوارات وبدأت تبتكر أفكار جديدة ومختلفة فى عمل الإكسسوارات.
بعد أن تخرجت كاريمان فى الجامعة تلقت دورات تدريبية عن تقطيع النحاس بالمنشار، لتطوير شغل الهاند ميد لتبدأ بعدها فى عام 2019 بتصمم فوانيس جديدة ومختلفة من خلال دمج النحاس بالأركت وهو يناسب الأطفال أكثر لأنه مكتوب عليه الاسم، وأضافت له أغانى رمضانية ولمبة للإضاءة وقد نجحت فى جذب الأطفال أكثر من الفانوس الصيني، وذلك بهدف التطوير من شكل الفانوس اليدوى وأن يكون صناعة مصرية 100%.
تحرص كريمان على تصميم فوانيس بأحجام كبيرة تصلح كديكور منزلى مستوحى من فن العمارة الإسلامية، فهناك فوانيس مستوحاة من قبة الصالح نجم الدين أيوب بشارع المعز وشرفات مسجد السلطان حسن ومسجد السلطان قلاوون وجوامع أخرى ببلاد عربية مختلفة مثل المغرب وعمان، وهدفها هو استخدام خامة النحاس التى لا تصدأ بعكس اعتقاد الكثيرين أنها تتعرض للصدأ ولكن هذا غير صحيح وكذلك الحفاظ على الشكل التراثى للفانوس المصرى من الغزو الأجنبي.
تقول كريمان: »كل الشغل بيكون خام، بارسم الشكل وأصممه واحط الشغل على قطع نحاس وكان تحديا بالنسبة لى أن يكون كل الشغل يدويا من الألف للياء بمنشار يدوى وسلك خام وبعمل عليه نسيج واتعلمت كل ذلك من فيديوهات على الإنترنت، لتنتج فانوس هيكله نحاس وأجزائه الأخرى من سلك النحاس ومزين بأحجار كريمة أو كريستال زجاجى.
تحلم كريمان بإطلاق براند يدوى مصرى عالمى لمنتج ينافس الصينى وكل المستورد الذى لا يشبه تراثنا كما أنه يتعرض للكسر بسرعة لأنه بلاستيك عكس النحاس الذى يتميز بأن عمره طويل ويمكن تلميعه لتعود زهوته ثانية، وحتى يقدر الناس قيمة خامة النحاس التى يجهلها كثيرون.