السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بعض الصحابة قرأوه كاملا فى 3 أيام

فضل ختم القرآن فى رمضان.. ثواب مُضاعف وحسنات بلا عدد

يتسابق المسلمون خلال شهر رمضان على ختم القرآن الكريم والبعض يختمه أكثر من مرة، وفى حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فى استقبال شهر رمضان «من قرأ آية من القرآن فى فهو ينال أجرًا مشابهًا لمن يختم القرآن فى الأشهر الأخرى».



يسير القرآن بالصيام نائيان لصاحبه يوم القيامة، لأن الصوم يمنع شهوة الأكل والشرب، والقرآن يمنع صاحبه من النوم ليلاً لقراءته عند دخول الليل.

 ويثنى الرسول الكريم على من قرأ القرآن وتفكر فى معناه ويقول: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه».

وتعتبر قراءة القرآن من أفضل الأعمال التى يفعلها المسلم وأنفعها حيث يأتى القرآن يوم القيامة داعيا لأصحابه، كما قال الرسول الكريم: (اقرأوا هذا القرآن، فإنه يكون شفيعًا لأصحابه يوم القيامة، وإذا أكمل المسلم القرآن أكثر من مرة فى رمضان ينال أجرًا عظيمًا مقابل تلاوة كل حرف منه فلماذا لا أكملها أكثر من مرة؟

واهتم الصحابة والصالحون بقراءة القرآن الكريم فى ذلك الشهر المبارك، لكنهم ختموه كل عشرة أيام، ولكن كان هناك من ختموه فى سبعة أيام، وختموه فى ثلاثة أيام فقط.

من جانبه قال مفتى الجمهورية: إن شهر رمضان من مواسم الطاعة، ومن أشهر عباداته الصيام والقيام، ومعلوم أنَّ من الأمور المستحبة ختمَ القرآن الكريم خاصةً فى رمضان، وورد فى هذا الباب الحديث الذى رواه ابن عباس رضى الله عنهما قال: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِى شَهْرِ رَمَضَانَ؛ إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَلْقَاهُ فِى كُلِّ سَنَةٍ فِى رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ، فَيَعْرِضُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ» متفق عليه.

وتابع د.شوقى علام: وختم المصحف دأب العُبَّاد والصالحين طوال العام فضلًا عن رمضان؛ قال الإمام السيوطى فى «الإتقان فى علوم القرآن» (1/ 360، ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب): [وقد كان للسلف فى قدر القراءة عادات؛ فأكثر ما ورد فى كثرة القراءة: مَن كان يختم فى اليوم والليلة ثمانى ختمات: أربعًا فى الليل وأربعًا فى النهار، ويليه: مَن كان يختم فى اليوم والليلة أربعًا، ويليه ثلاثًا، ويليه ختمتين، ويليه ختمة.. ويلى ذلك مَن كان يختم فى ليلتين، ويليه مَن كان يختم فى كل ثلاث وهو حسن.. وأخرج أحمد وأبو عبيدة عن سعيد بن المنذر -وليس له غيره- قال: قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أقرأ القرآن فى ثلاث؟ قال: «نَعَمْ، إِنِ اسْتَطَعْتَ».

ويليه: مَن ختم فى أربع ثم فى خمس ثم فى ست ثم فى سبع، وهذا أوسط الأمور وأحسنها وهو فعل الأكثرين من الصحابة وغيرهم؛ أخرج الشيخان عن عبدالله بن عمرو رضى الله عنهما قال: قال لى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «اقْرَأِ الْقُرْآنَ فِى شَهْرٍ» قلت: إنى أجد قوة قال: «أَقْرَأْهُ فِى عَشْرٍ» قلت: إنى أجد قوة قال: «اقْرَأْهُ فِى سَبْعٍ» ولا تزد على ذلك.

وقال الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر ، إن شهر رمضان هو شهر القرآن الكريم؛ قال تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ [البقرة: 185]، وقال جل شأنه: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ﴾ ، وقال سبحانه: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ ، وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِى رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ فِى كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ» متفق عليه، وعن السيدة فاطمة عليها السلام: «أن أباها صلى الله عليه وآله وسلم أخبرها أن جبريل عليه السلام كان يعارضه القرآن كل عام مرة، وأنه عارضه فى عام وفاته مرتين» متفق عليه.

وأضاف جمعة: هذا كله يدل على استحباب قراءة القرآن فى رمضان وختمه مرة وأكثر، والإكثار من تلاوته ليلًا ونهارًا مع كون القراءة ليلًا أفضل وأكثر ثوابًا؛ لقوله تعالى: ﴿إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا﴾ [المزمل: 6]، وفى الحديث القدسى: «... وَمَا يَزَالُ عَبْدِى يَتَقَرَّبُ إِلَىّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِى يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِى يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِى يَبْطُشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِى يَمْشِى بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِى لأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِى لأُعِيذَنَّهُ» رواه البخارى.