السبت 9 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حكاوى أثرية

بيت الست وسيلة كنز من التاريخ امتلكته معتوقة المرحومة عديلة هانم

هناك فى عطفة العنبة بالقرب من الجامع الأزهر الشريف يقع هذا المنزل، وبالقرب منه تجد مجموعة من الآثار الإسلامية المهمة مثل منزل زينب خاتون ومنزل الهراوى الملاصق له، وقاعة شاكر بن الغنام، ومدرسة العينى وسبيل ووكالة السلطان قايتباى.. نتحدث عن بيت الست وسيلة، حيث تجد له واجهة واحدة هى الشمالية الشرقية وتمتد بطول زقاق العنبة.



تاريخيا فإن منشئ البيت وتاريخ الإنشاء مثبت بالنص التأسيسى بإزار المقعد الصيفى، وهو الحاج عبد الحق وشقيقه لطفى اولاد الحاج محمد الكنانى سنة ١٠٧٤هـ / ١٦٦٤ م، لكنه ينسب إلى الست وسيلة كونها آخر من امتلكته وسكنته، وهى وسيلة خاتون بنت عبد الله البيضا معتوقة المرحومة الست عديلة هانم بنت المرحوم إبراهيم بك الكبير وتوفيت فى 6 محرم ١٢٥١هـ / ٤ مايو ١٨٣٥ م.

هذا المكان الأثرى كان يخفى وراءه كثيراً من التفاصيل والحكايات، والتى تم التوصل إليها من خلال حفائر أثرية تم إجراؤها فى وقت سابق داخله، مما أدى إلى الوصول لخير تصور للمبنى وعناصره المفقودة، ومنها على سبيل المثال فسقية المندرة الرئيسية، وتم الكشف عنها تحت الردم بالبيت والتى تتوسط فراغ المندرة الرئيسية وسط الدور قاعة، ولم يتم الكشف عن أى آثار للفسيفساء أو الرخام الذى يكسوها ولكن تم الكشف عن شبكة الصرف والتغذية للمياه الخاصة بها وتوثيقها.

كما أنه عند البدء فى أعمال الحفائر والترميم لوحظ وجود اجزاء من حوائط الغرفة الملحقة بالمقعد وقد فقدت أجزاء كبيرة من بياض حوائطها وكأنها منزوعة عمدا، وبعد تعقب ما حدث وجد أنه فى بداية الثمانينات قام برنار موريه أثناء عمله فى ترميم بيت الهراوى بنزعها وحفظها فى 14 صندوقا خوفا عليها من الاندثار فى حالة انهيار المنزل، وتم نقل الصناديق لمخازن هيئة الآثار آنذاك بالقلعة.

وبعد طول بحث وجدت تلك الصناديق ناقصة صندوقا والذى وجد بمنزل السناري، وتم ترميم تلك اللوحات بالقلعة نظرا لسوء حالتها التى تمنعها من النقل للموقع بسلام، ثم تم نقلها إلى الموقع لاستكمال ترميمها وإعادة تركيبها بمكانها الأصلي، كما تم الكشف أيضاً عن ثلاث لوحات أخرى تحت الدهانات بقاعة المقعد، واحدة منها جميلة جدا تمثل مدينة إسطنبول.