السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تحية لكل أم مصرية

شهد الرئيس عبد الفتاح السيسى وقرينته السيدة انتصار السيسى، أمس، احتفالية يوم المرأة المصرية، بمركز المنارة للمؤتمرات، بحضور رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، والفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربى، ووزير الداخلية اللواء محمود توفيق، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة.



وبدأت الاحتفالية بعرض فيلم تسجيلى عن دور المرأة المصرية كقائدة فى مسيرة تقدم الوطن، عقب ذلك تم عرض فقرة من الابتهالات والتواشيح الدينية.

وخلال الاحتفالية ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسى كلمة، قال فيها: «كل عام وأنتم بخير، والشعب المصرى العظيم فى سلام وأمان، بمناسبة شهر رمضان الكريم وأيضًا بمناسبة الصوم الكبير لأشقائنا المسيحيين، أعـاده الله علينـا، وعلى الأمتين العربية والإسلامية بالخيــر واليمــن والبـركات».

وأضاف الرئيس: « اسمحوا لى ونحن نحتفى فى تقليد سنوى متجدد بسيدات مصر العظيمات، أن أوجه تحية إجلال وتقدير لكل امرأة مصرية تسجل كل يوم فى مختلف المجالات والميادين أسمى معانى العطاء والصبر والتضحية والكفاح ساعية بكل إخلاص وجهد، للحفاظ على أسرتها ووطنها فالمرأة المصرية تظل دائمًا محورًا أساسيًا لأمن واستقرار المجتمع والوطن ومصدر إلهام لا ينقطع عطاؤه».

وتابع: « لعل احتفالنا هو محاولة لتسليط الضوء على دور المرأة المصرية فى رفعة هذا الوطن باعتبارها المساهم والشريك المعطاء باختلاف وتنوع أدوارها، فقد احتضنت وربت وتفوقت وأجادت، وألهمت وقادت، وحملت هموم هذا الوطن وقضاياه على عاتقها، مقدمة فى سبيل رفعته وسلامته فلذة كبدها وزهرة عمرها فهى أم الشهيد الصابرة، والزوجة الداعمة وقت الشدة، والأخت الفاضلة، والأبنة التى تملأ الدنيا سعادة وبهجة متطلعة لبناء غد مشرق لبلادنا».

واستطرد: «لقد أكدت خلال السنوات الماضية، التزامنا الأصيل بتعزيز مكانة المرأة المصرية بما يعكس قيمتها وحجم التضحيات التى قدمتها، بكل تجرد من كل هوى، إلا هوى الوطن فهى ضمير الأمة ونبضها والحارس الأميـــن على الهوية المصرية والسند ومنبع العطاء وقت المحن والدرع الواقية أمام محاولات النيل من عزيمة هذا الوطن».

 واستكمالًا لمسيرة دعم المرأة المصرية، وجه الرئيس السيسى الحكومـة، بمراجعة وتطبيق أسس المساواة بين الجنسين فى الاستفادة من الخدمات المصرفية، دون تمييز، علاوة على تنمية اقتصاد الرعاية باعتباره مجالًا متاحًا لعمل المرأة إذ يوفر فرص عمل جديدة لها، ويسمح بتحقيق التوازن بين دورها الإنتاجى ودورها الاجتماعى.

كما وجه الرئيس بتشجيع الاقتصاد الرقمى باعتباره يشكل قيمة مضافة فى الاقتصاد القومى، ويستوعب أنماطًا مختلفة من العمالة المعطلة، ويتيح فرصة للإدراك المهنى، وتمكين المرأة من المشاركة الاقتصادية بفاعلية، بموجب ما يتيحه من فرص للعمل المرن، الذى يساعد على تحقيق التوازن بين العمل والأسرة، بالإضافة لتوفير التمويل للمرأة بأقل الشروط والضمانات لإقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والتوعية المالية ببرامج الشمول المالى للسيدات فى المناطق الريفية والنائية، وكذا توفير الدعم الفنى للمرأة فى مجال ريادة الأعمال، والتوسع فى توفير حاضنات أعمال للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر.

كما وجه الرئيس بالتوسع فى برامج التدريب التحويلى لرفع مهارات المرأة فى الصناعات المطلوبة بسوق العمل، وكذلك فى المجالات التكنولوجية والرقمنة بما يزيد من فرص حصول المرأة على وظائف المستقبل، فضلًا عن استحداث محور لتعزيز القيم الأخلاقية والاجتماعية فى المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية، لضمان بناء مجتمع متماسك وفعال، علاوة على تكليف الحكومة والمجلس القومى للمرأة بإنشاء متحف المرأة المصرية لحفظ تراث المرأة المصرية وتوثيق تطور تمكين المرأة على مدى العصور القديمة والحديثة.

وفى ختام كلمته قال الرئيس: «لك أيتها المرأة المصرية الصابرة.. الصامدة..المكافحة..المخلصة والوفية.. خالص تحيات وتقدير أبناء هذا الوطن.. فماضيك حضارة سبقت التاريخ.. وحاضرك شموخ وصمو.. ومستقبل هذا الوطن تضيئه شمس وجودك المشرقة.

من جانبها، أكدت رئيسة المجلس القومى للمرأة مايا مرسى، أن تمكين المرأة أصبح جزءًا لا يتجزأ من عقيدة الدولة المصرية، فعلى مدى عقد كامل شاهدنا إرادة سياسة أرست أسسًا قوية لتسريع وتيرة التمكين، ليشهد هذا العقد على 50 تكليفًا رئاسيًا لتمكين المرأة و26 قانونًا وتعديلًا تشريعًا وإدماج المرأة فى كافة السياسات والبرامج و12 قرارًا دوليًا لتمكين المرأة.

وأوضحت، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية الدكتورة هالة السعيد، أن المرأة كانت ولا تزال دائمًا عونًا للوطن فى مختلف مراحل نهضته، معربة عن اعتزازها وفخرها بما تحظى به عظيمات مصر من دعم فى ظل قيادة حكيمة تجعل المرأة فى قلب كل خطط وسياسات الدولة.

فيما شددت وزيرة التضامن الاجتماعى نيفين القباج، على أن المرأة تظل فى رحلة الحياة السند الأقوى والشريك الأهم، وأنها روح الحياة ويأتى من رحمها الحياة، فهى ذهب لا يصدأ مهما صهرته الظروف ونور لا يخبو مهما طال الزمان.

ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسى - فى مداخلة عقب كلمة وزيرة التضامن - بتخصيص 10 مليارات جنيه لصندوقى «تأمين الأسرة» و«كبار السن» بواقع 5 مليارات لكل صندوق، قائلًا» إن الدولة لن تدخر جهدا لدعم هذه الصناديق»، مؤكدًا أن تعظيم موارد هذه الصناديق والحفاظ على أصولها أمر ضرورى للغاية.

كما كرم الرئيس مجموعة من السيدات المتميزات والنماذج المشرفة من الأمهات المثاليات الفضليات خلال الاحتفالية، حيث منحهن «وسام الكمال» من الطبقة الثانية، ومنهن الأم المثالية الأولى على مستوى الجمهورية أنيسة فريد منصور من محافظة الدقهلية، والأم المثالية الثانية على مستوى الجمهورية وفاء أحمد محمد من محافظة كفر الشيخ، والأم المثالية الثالثة على مستوى الجمهورية تيسير محمود من محافظة مرسى مطروح، والأم المثالية الرابعة على مستوى الجمهورية أميمة طلعت من محافظة المنوفية.

وكرم الرئيس الأم المثالية لابن من ذوى الهمم شهيرة راضى محمد من محافظة مرسى مطروح، وحرص ابنها على مصافحة واحتضان الرئيس السيسى خلال الاحتفالية وسط تصفيق الحضور.

وكرم الرئيس الأم المثالية من ذوى الهمم شادية عبدالحكيم من محافظة الغربية، كما قام أيضًا بتكريم الأم المثالية البديلة فرح حسين من محافظة الجيزة.

وكرم الرئيس الأم المثالية الحاصلة على مشروع التمكين الاقتصادى من قرى «حياة كريمة» كوثر محمود إبراهيم من محافظة أسيوط، والأم المثالية من أمهات شهداء الشرطة هدى عبدالحميد، حيث استمع الرئيس إلى الأمهات المثاليات باهتمام وتقدير بالغين وتبادل معهن أطراف الحديث الودى، مؤكدًا تقديره لتضحيات أمهات الشهداء.

كما كرم الرئيس النماذج المضيئة من السيدات المصريات المشرفات فى مختلف المجالات، وهن: الدكتورة نادية إسكندر زخارى وزير البحث العلمى سابقًا والحائزة على جائزة الدولة التقديرية ضمن العالمات الفائزات بجوائز الرواد والمرأة، وهى مصنفة المرأة الأولى فى مصر إيجابية ونشاطًا ورقم 16 بين النساء فى العالم العربى.

كما كرم الرئيس الدكتورة نجلاء أنور مصطفى الأهوانى وزيرة التعاون الدولى سابقًا، والأخت سميحة راهب بشاى رائدة التعليم ومديرة مدرسة القديس يوسف بالزمالك، والدكتورة منى صالح الصبان استاذة المونتاج بالمعهد العالى للسينما ومؤسسة أول مدرسة فى الوطن العربى لتعليم فنون السينما والتليفزيون عن بعد، والدكتورة ميساء أنور المفتى صاحبة فكرة المشروع القومى لمحو الأمية، والدكتورة تيسير توفيق أبو النصر عميدة كلية الهندسة فى جامعة اوتاوا بكندا سابقًا وعميدة كلية العلوم التطبيقية بجامعة بريتش كولومبيا سابقًا.

وكرم الرئيس السيسى، الدكتورة ريهام عبدالله سلامة نصر مديرة مرصد الأزهر لمكافحة التطرف وإحدى القيادات النسائية العاملة فى مجال مكافحة التطرف العنيف وإحلال السلام، والراهبة دميان بالميلاد مارى مديرة مدرسة المحبة الخاصة وأسست المدرسة فى منطقة عزبة النخل لخدمة أبناء المنطقة، وقدمت برامج علاجية للطلاب الذين لديهم صعوبات تعلم من خلال المدرسة أو خارجها.

وقام الرئيس السيسى أيضًا بتكريم الدكتورة إيمان صلاح الدين المحلاوى مؤسسة ورئيسة قسم الهندسة الميكانيكية فى الجامعة البريطانية وأستاذ متفرغ بجامعة القاهرة شاركت فى العديد من المشكلات تخص صناعة وسباكة الصلب فى المصانع المصرية والمصانع الحربية، والدكتورة منى محمد سعيد الحديدى صاحبة أول رسالة دكتوراه عن السينما المصرية والعميدة الأولى للأكاديمية الأولى للهندسة وعلوم الإعلام، ورائدة العمل الإعلامى فى مصر والعالم العربى.

وفى كلمة مرتجلة، أكد الرئيس، أن الدولة المصرية ومسئوليها لا يميزون بين الرجل والمرأة عندما يتعلق الأمر بالنماذج التى يحتاجها العمل، فالمرأة والرجل فى مصر جيدون جدا، ونحن شعب عظيم له تاريخ كبير جدًا. ونوه الرئيس بأن الله سبحانه وتعالى أوصانا بضرورة تقدير واحترام المرأة فى أى سن كانت، قائلا: «اسمحو لى أن أقول ونحن نحتفل بكل سيدة ونقول لها شكرا ربنا يجازيكى خير ويعطيكى الصحة ويوفقك سواء كانت إمرأة صغيرة أو كبيرة.. وأنا لا أبالغ فى ذلك، فأنتم على علم بأن الله قد طلب منا أن نحترم ونقدر ونعتنى بالمرأة فى أى سن، لذلك أقول للرجال انتبهوا».

وأشار الرئيس إلى المولى عز وجل قال فى كتابه الكريم «حملته وهنا على وهن»، وأن النبى الكريم محمد أوصانا خيرا بالمرأة تقديرا لتضحياتها، مستشهدا بالحديث الشريف «من أولى الناس بحسن صحابتى قال أمك ثم أمك ثم أمك» والأنبياء لا يتكلمون إلا بالوحى وهذا ما نؤكد عليه فى هذه المناسبة من ضرورة الالتزام بهذه المعانى الجميلة من قبل الجميع».

ونبه الرئيس أن المرأة هى الطرف الذى يتحمل المسئولية الأكبر فى الأسرة فى ظل الظروف الصعبة عقب حدوث خلاف مع الزوج، مشيرا إلى أنه وجه بإنشاء صندوق لرعاية الأسرة بهدف عدم ترك المرأة وحيدة لا تعرف كيفية استكمال حياتها، عقب الخلاف مع زوجها الذى يترك المنزل لأى سبب كان، ولكنها تظل متمسكة ببيتها ولا تتركه، وأن محاكم الأحوال الشخصية هى الشاهد على قضايا الخلاف الأسرى.

وشدد الرئيس على أن الأديان السماوية تدعو إلى القيم الطيبة والنبيلة، ولا بد أن تقنن الدول هذه الدعوات وفق تشريعات وبرامج وقوانين تضمن حماية المرأة.

ولفت الرئيس إلى أنه أشار فى مداخلته خلال كلمة وزيرة التضامن الاجتماعى الدكتورة نيفين القباج، إلى أن صندوق رعاية المرأة يخصص 500 جنيه شهريًا للمرأة، مشيرًا إلى أن هذا المبلغ أو حتى مضاعفاته لا يكفى فى الوقت الحالى أمًا لديها طفل أو ثلاثة أطفال لتعيش معهم حياة كريمة، داعيًا القائمين على صندوق الأسرة لدراسة هذا الشأن لتلبية طلبات الأسر.

وقال الرئيس السيسى « إذا كنا نؤمن بالله وبالحساب لا تضيعوا أسركم ولا تقسوا على زوجاتكم». وأكد الرئيس، أن الأمور الداخلية فى مصر مستقرة وفى طريقها إلى التحسن، وهناك خطة مدروسة لتجاوز الأزمات وإحداث استقرار فى أسعار السلع، قائلًا: « إن الدولة ملتزمة بدعم الاقتصاد الحر ولكنها ستتدخل حال عدم حدوث توازن فى الأسواق خاصة وأن الأزمة تم تجاوزها الآن، وإن الدولة قادرة على تدبير الأموال والسلع المطلوبة ومن ثم بيعها فى الأسواق لإحداث التوازن المطلوب، فالحكومة فى الماضى تراجعت عن هذا الدور وأسندت المهمة للقطاع الخاص، لكنها لن تتردد فى العودة للقيام بهذا الدور مرة أخرى.

وشدد الرئيس على أهمية تماسك الجبهة الداخلية وتكاتف مؤسسات الدولة والإعلام والمفكرين والمثقفين والمساجد والكنائس والأسر، وتوعية المواطنين بكل ما يحيط بنا من أحداث لكى نحافظ على بلدنا، قائلًا «لا يتعين علينا أن نقلق فنحن بخير».

وأضاف الرئيس: « لا نخاف مما يحدث فى الخارج ونحن نراعى الله فى كل ما نفعل وأعيننا دائمًا على الداخل وعلى أولادنا الصغار الذين لم يمروا بتجربة 2011، من أجل توعيتهم بضرورة الحفاظ على الوطن، إننا نطفئ الحرائق ولا نشعلها، وهناك حساب من الله، لكل من تسبب فى نقطة دم أو خراب سيحاسب عليه، إن ما حدث فى سيناء ليس عدوانا ولكنه يستهدف حماية لـ100 مليون شخص من العدوان الذى كان يستهدف تدمير الكنائس والمساجد ومستقبل الدولة».

ووجه الرئيس رسالة طمأنة لكل مواطن، قائلًا: «اطمنوا علينا نحن نتحرك بكل جهد لحل الأزمة فى المنطقة من خلال وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن وإعادة إعمار قطاع غزة وإيجاد حل دائم للقضية الفلسطينية.. داعيًا الله أن يوفقنا إلى تحقيق ذلك».

كما وجه الرئيس تحية وتقدير للإعلامية صفاء أبو السعود، معربًا عن سعادته بحضورها الاحتفال، داعيًا إياها إلى ضرورة المساهمة بعمل يضيف شيئًا إيجابيًا إلى مجتمعنا.