الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الانتصارات فى شهر القرآن

الانتصارات فى شهر القرآن

لايزال شهر رمضان المبارك شهر انتصارات المسلمين على مدار قرون طويلة، نتذكر المعارك الفاصلة فى تاريخ هذه الأمة، بداية من غزوات الرسول وصحابته الكرام، وانتهاء بنصر العاشر من رمضان على أرض سيناء الحبيبة.   



رمضان ليس كما يعتقد البعض بأنه شهر العبادة والصلاة فى المساجد، ولكن هذا الشهر الكريم تزداد فيه طاقة المسلمين فى الحقل والمصنع، وأيضًا فى ساحات المعارك دفاعًا عن الحق والعدل والأوطان.  

سعدت الأسبوع الماضى أن ألقيت محاضرة عن ذكرى نصر العاشر من رمضان السادس من أكتوبر بحضور المئات من طلاب جامعة العريش وعدد كبير من شيوخ وكبار الشخصيات القبلية والمجاهدين فى شمال سيناء وبرعاية كريمة من رئيس الجامعة الدكتور حسن الدمرداش، الكل على قلب رجل واحد من أجل الحفاظ على مكاسب النصر العظيم فى العاشر من رمضان، ويوما بعد يوم، يتأكد للجميع أن هناك مطامع فى هذه البقعة المباركة من أرض الفيروز، وأن الأحداث التى تجرى منذ النصر العظيم لجيش مصر وحتى هذه الساعة تثبت ما كشف عنه المفكر الراحل جمال حمدان فى العديد من أبحاثه حول أرض شبه جزيرة سيناء.   

المهم أن الشباب خاصة طلاب الجامعات يحتاجون من وقت إلى آخر إلى أن نذكرهم بأهمية هذه الأرض وما هو الثمن الذى دفعه أبطال مصر من رجال القوات المسلحة ورجال الشرطة البواسل لتحرير سيناء من دنس العدو الإسرائيلى قديمًا وما قام به أبطال هذا الوطن وما قدموه لتطهير سيناء من براثن الإرهاب الأسود حديثًا، كل نقطة دم كانت دفاعًا عن كل شبر من سيناء.   

بعد غدِ بإذن الله سوف يحتفل العالم الإسلامى فى السابع عشر من رمضان بذكرى غزوة بدر التى انتصر فيها الحق على الباطل، وانتصر فيها المسلمون نَصَّراً مؤزراً وكانت بمثابة فتح على الإسلام وأهله.  

فى غزوة بدر الكبرى إحدى معارك المسلمين التى استلهم منها الجيش المصرى نصره على الطغيان وتحرير الأرض وحماية العرض، كانت معركة بدر ترسم أروع انتصارات المسلمين على الباطل وتحول فيها الإسلام من الضعف إلى القوة.   

غزوة بدر الكبرى سميت بهذا الاسم نسبةً إلى منطقة بدر وهى بئر مشهورة تقع بين مكَة المكرمة والمدينة المنورة، وترجع أسباب غزوة بدر التى تعد أولَ معركة للمسلمين ضد المشركين إلى أن قريش كانت تعامل المسلمين بقسوة ووحشية فأذن الله للمسلمين بالهجرة من مكة إلى يثرب، لكن قريشاً استمرت فى مصادرة أموال المسلمين ونهب ممتلكاتهم، وعلم النبى - صلَّى الله عليه وسلم - أن قافلة تجارية لقريش محملة بمختلف البضائع والأموال سوف تمرّ بالقرب من المدينة فى طريق عودتها إلى مكة قادمة من الشام وقرر أن يقابل المشركين بالمثل.   

نتعلم من غزوة بدر دورسًا عظيمة وأعتقد أن هناك تقاربًا كبيرًا بين معركة بدر ونصر العاشر من رمضان، صيحات الله أكبر كانت عاملًا مشتركًا فى النصر على أعداء الله ورسوله، الجيش الذى قهر على يد خير أجناد الأرض، كان بالحسابات العسكرية يتفوق فى العدد والعدة، مثل المشركين فى غزوة بدر كانوا 1000 مقاتل، مقابل 313 مقاتلًا من المسلمين، ولكن الله أمد المسلمين بمدد من الملائكة كما أمد جيش مصر بجنود لم يرها أحد وكانت كلمات الله قاطعة فى قوله تعالى : «وَلَقَدْ نَصَّرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِين بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِين».  

شهر رمضان فرصة عظيمة لكى ننتصر على كل ما يعطل تقدم هذا الوطن، نحن فى أمس الحاجة إلى صحوة فى كل شيء، حتى نستطيع أن ننتصر على التحديات الكبيرة التى تواجه هذه الأرض من كل اتجاه.. تحيا مصر.