الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حكاوى أثرية

قبة متفردة صاحبها بحر العلوم الذى قال فى أشعاره أن العلم نور وبلاد الله واسعة

من المعروف والمعلوم تاريخيًا أن الإمام محمد بن إدريس الشافعى هو مؤسس المذهب الشافعى أحد مذاهب السنة الأربعة،وولد بمدينة غزة بفلسطين عام ١٥٠ هـ | ٧٦٧ م،وسافر إلى بلاد عدة بدار الإسلام طلبًا للعلم واستقر بمصر عام ١٩٩ هـ / ١٥-٨١٤ م، ويقال أنه تلقى العلم من السيدة نفيسة بنت الحسن بالقاهرة توفى عام ٢٠٤ هـ ، 820 م ودفن بمقبرة بنى عبد الحكم.



واشتهر الإمام الشافعى بقدرته غير العادية على الحفظ ربما لتمتعه بذاكرة فوتوغرافية، بجانب الفراسة والتفكير التحليلى والمنطقي، والعشارى (المركب) الذى تراه أعلى القبة قد يشير إلى وصف البعض له ببحر العلوم، وله العديد من المؤلفات أهمها (الرسالة) و(الكتاب الأم)، وعرف أيضًا بشِعره الرشيق البسيط الذى يتناول مواضيع إنسانية مثل طلب العلم والصداقة والروحانيات، و«العلم نور» و«نعيب زماننا والعيب فينا» و«بلاد الله واسعة» جمل دارجة بالعامية المصرية وردت بالأصل فى شعر الإمام الشافعي.

وقبة الشافعى الحالية شيدها السلطان الكامل محمد بن أيوب عام ٦٠٨ هـ ، 1211 م،وكان يسبقها فى نفس الموضع مقبرة شيدت بمنتصف القرن السابع الهجرى ، الثانى عشر غالبًا على يد بنى عبد الحكم، والجامع على يمينك يرجع تاريخه إلى نهاية القرن التاسع عشر وسبقه بنفس الموقع جامع عثمانى وقبل ذلك مدرسة من العصر الأيوبي، وفى عام 1910 م تم بناء منزل آل محسن وهم خدام ضريح الإمام الشافعى جنوب ساحة المدخل.

ويبلغ ارتفاع قبة الإمام الشافعى 29 م،وتتكون من حجرة مربعة أبعادها الداخلية ١٥,٣ سم وسمك جدرانها أكثر من ٢ م، وتعلوها قبة خشبية قطرها حوالى ١٦ م هى الأكبر على الإطلاق بمصر من العصر الإسلامي،وفى ١١٨٦ هـ | ١٧٧٢ م أعاد شيخ البلد على بك الكبير زخرفة القبة بالكامل من الداخل،ورمم القبة من الخارج وقام بكسوتها بألواح من الرصاص،وفى الفترة بين 1896 و 2021 تم ترميم القبة خمس مرات، وكانت لجنة حفظ الآثار العربية أول من رمم القبة على أسس علمية حديثة،حيث شملت أعمال الترميم استكمال زخارف الجص الخارجية والكشف عن بلاط القيشانى الأخضر أسفل كسوة الرصاص والذى يرجع للعصر المملوكي.