الخميس 13 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
يوم الشهيد

يوم الشهيد

يوم الشهيد هو رمز الاعتزاز والفخر «بشهداء مصر» الذين يضحون بأنفسهم فى سبيل الوطن، والذى يحتفل به فى مصر فى التاسع من شهر مارس من كل عام تخليداً لذكرى شهدائنا ولذكرى رحيل رئيس أركان حرب الجيش المصرى عبدالمنعم رياض، والذى استشهد فى عام ١٩٦٩، حينما توجه للجبهة فى حرب الاستنزاف ليتابع بنفسه نتائج القتال، لاستنزاف العدو، أثناء مروره على القوات فى الخطوط الأمامية شمال الإسماعيلية، أصيب إصابة قاتلة بنيران مدفعية العدو فى أثناء الاشتباك معه بالنيران وفارق الحياة خلال نقله إلى مستشفى الإسماعيلية، وخرج الشعب بجميع طوائفه فى وداعه.



 وهو يوم من أعظم الأيام خلودًا فى تاريخ أمتنا، ويوم الشهيد هو يوم نتذكر معًا ما جاد به شهداؤنا الأبطال بأنفسهم وبأرواحهم، ليكتبوا صفحات مضيئة تهتدى بها أجيال تأتى من بعدهم تسير على خطاهم وتقتدى برحلـة كفاحهـم، وما حققه أبناء مصر على امتداد تاريخها الوطنى إنما يؤكد أن أرضها المقدسة لا يمكن أن تنضب أبدًا من الأبطال.

فمنذ خمسة آلاف سنة تقدم مصر الشهداء من أبنائها حفاظًا على كيانها واستقلالها فتاريخ مصر زاخر بسير أبطالها وشهدائها ولا ننسى فى التاريخ القديم معركة (مجدو) والتى دارت فى (القرن الخامس عشر قبل الميلاد) بين القوات المصرية تحت قيادة الفرعون تحتمس الثالث وائتلاف كبير من المتمردين الكنعانيين تحت قيادة ملك قادش انتصر فيها الملك تحتمس الثالث انتصارا ساحقا، وتعتبر أول معركة تم تسجيلها فى الوثائق المقبولة تاريخيا، كما أنها أول معركة يتم فيها إحصاء عدد الشهداء، وجميع تفاصيل المعركة تأتى بشكل رئيسى من الكتابات الهيروغليفية على جدران قاعة الحوليات فى معبد آمون رع فى الكرنك، بالأقصر.

ومعركة قادش التى وقعت بين قوات الملك رمسيس الثانى ملك مصر والحيثيين بقيادة الملك مواتللى الثانى بمدينة قادش بسوريا والتى انتهت بتوقيع أول معاهدة سلام فى التاريخ.

ولا ننسى شهداءنا فى العصور الوسطى فى معركة حطين عام ١١٨7م التى حرر فيها الجيش المصرى بقيادة صلاح الدين الأيوبى (القدس الشريف) من أيدى الصليبيين، وشهداء معركة المنصورة عام ١٢٥٠م التى هزم فيها جيش الصليبيين بقيادة الملك لويس التاسع ملك فرنسا والذى تم أسره فى دار ابن لقمان بالمنصورة.

ولا ننسى شهداءنا فى معركة (عين جالوت) ١٢٦٠م بين جيش مصر بقيادة القائد قطز وجيش المغول الذى أسقط كل دول شرق آسيا والدولة العباسية وتوجه إلى مصر لإسقاطها فهزم شر هزيمة وانتهى تاريخ المغول على يد الجيش المصرى الباسل.

ولا ننسى شهداءنا فى العصر الحديث فى حروب محمد على باشا الكبير بالانتصار على بريطانيا فى حملة فريزر ١٨٠٧ برشيد وفى اليونان والسودان وحروب الشام والانتصار على جيوش الدولة العثمانية عام ١٨٣٩م، وشهداءنا فى حرب القرم بروسيا عام ١٨٥٤م حينما استعانت الدولة العثمانية بالقوات المصرية فى حربها ضد روسيا القيصرية، وشهداءنا فى حرب استقلال المكسيك سنة ١٨٦٣ دعمًا للإمبراطور ماكسميليان الأول المدعوم من فرنسا حينما استعانت فرنسا بقوات من الجيش المصرى، وشهداءنا فى حملات الجيش المصرى فى عهد الخديو إسماعيل فى عمق إفريقيا وصولا إلى منابع النيل بالقرب من خط الاستواء، وشهداءنا ضد الاحتلال البريطانى عام ١٨٨٢م وثورة ١٩١٩م وحديثا لا ننسى شهداءنا فى الحروب مع الدولة الصهيونية فى نصر أكتوبر المجيد والذى أطاح بأسطورة الجيش الذى لا يقهر الى الأبد.

وأيضا لا ننسى شهداءنا من الجيش والشرطة فى الحرب ضد الإرهاب الأسود والذى أنقذ مصر من المصير المفزع والذى أصاب بعض دول الجوار بالانهيار.

فما يسطره أبناؤنا من شهداء مصر الأبرار من تضحيات سيتوقف التاريخ أمامه إجلالًا واحترامًا وستأتى الأجيال اللاحقة تتفاخر وتتحاكى ببطولاتهم.

ويحيا شعب مصر العظيم