حكاوى أثرية
18 برجًا ضخمًا تحمى تاريخًا بدأه صلاح الدين الأيوبى فوق جبل المقطم
علاء الدين ظاهر
كثيرون منا يذهبون إلى زيارة قلعة صلاح الدين الأيوبى ولا يعلمون كثيرًا عن تاريخها ولا عن واحدة من أبرز مميزاتها ومكوناتها المعمارية وهى الأبراج، حيث إن القلعة بنيت على مرتفع من جبل المقطم، وكان الغرض من بنائها هو الدفاع عن المدينة ضد هجمات الأعداء.
وتنقسم القلعة إلى جزء شمالى (عسكرى) الذى بدأ السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب بتشييده منذ عام ٥٧٢هـ / ١١٧٦م، واستمر العمل به فى عهد أخيه الملك العادل، وجزء جنوبى ( سكني) أكمله ابن أخيه الملك الكامل.
وتتكون القلعة من عدد من المنشآت التى تحيطها أسوار تتبع طبيعة الموقع غير المنتظمة، ويتخلل الأسوار أبراج وأبواب مبنية من الحجر وتتميز تلك الأسوار وأبراجها بضخامتها، وتقع معظم أبراج قلعة صلاح الدين فى القسم الشمالى والتى يبلغ عددها ١٨ برجا.
وتتميز الأبراج التى بنيت فى عهد السلطان صلاح الدين أنها تتخذ شكل أنصاف الدوائر المتكاملة تقريبا - والتى تم توسعتها فيما بعد فى عهد العادل، أما الأبراج التى أنشئت فى عهد الملك العادل فهى مربعة القاعدة ومستقيمة وتمتاز بأن كل منها يتكون من عدة طوابق بها غرف وفتحات (مزاغل) لرمى السهام.
ومن أشهر أبراج القسم الشمالى برج المقطم، الصفة، كركيليان، الطرفة، المبلط المقوصر، الرملة الحداد، برج الصحراء وبرجا الإمام (برجى باب القرافة). حظى الجزء الشمالى من القلعة وأبراجه بالعناية سواء بالترميم أو الإضافات فى العصور اللاحقة منذ العصر المملوكى حتى عهد محمد على وأسرته.
كما استمر الاستخدام العسكرى لتلك المنطقة أثناء الإحتلال البريطانى لمصر. تم فتح تلك المنطقة للجمهور بحلول ثمانينيات القرن العشرين، بعد أن تم تطويرها وتأهيلها كحديقة متحفية ومكان لعقد المناسبات الثقافية.