حكاوى أثرية
صناديق البريد.. «بوسطة» فى كل مكان بالقطر المصرى بأجر قرش لكل عشرة جرامات!
علاء الدين ظاهر
عندما تسمع جملة صندوق البريد قد يتبادر إلى ذهنك أنه inbox البريد الإليكتروني،بحكم أننا فى عصر أصبحت التكنولوجيا هى العامل المشترك فى كل نواحى الحياة، لكنك قد لا تعلم أنها أيضاً تاريخ عريق عاصرته أجيال كثيرة بلونه الأخضر المميز،حيث كانت تلك الصناديق توضع أمام مكاتب البريد لوضع الخطابات المرسلة فيها.
وفى عام ١٨٦٦، وضعت الحكومة المصرية صناديق البريد فى الشوارع الرئيسية لاستخدام عامة الشعب لتسهيل الاتصالات، وأعلنت رسميا انها خصصت ابتداء من 10 مارس ١٨٦٦ صناديق “البوسطة” لوضع الرسائل العادية التى يراد إرسالها الى شتى جهات القطر المصرى، كما حددت مواعيد رفع الخطابات من الصناديق، وأماكنها فى الشوارع الرئيسية.
كما أنه فى أبريل ١٨٦٦، أعلنت مصلحة البريد أن تلك الصناديق مخصصة للمراسلات التى يراد ارسالها إلى جهات القطر المصرى ماعدا الوجة القبلى، فمن أراد إرسال خطابات إلى الوجه القبلى فعليه أن يتجه الى مكاتب البريد، كما حدد أجر توصيل الخطابات بقيمة قرش واحد لكل عشرة جرامات، وزاد عدد صناديق البريد المستعملة فى انحاء المملكة المصرية فى الربع الأول من القرن العشرين حتى بلغت أكثر من 8000 صندوق.
كما صنعت صناديق البريد الميكانيكية فى الورش الأميرية لأول مرة بمصر عام ١٩٣٨، وتم تشغيل 110 صناديق منها، لتحل مكان الصناديق الميكانيكية التى كانت قبل ذلك تستورد من النمسا وانجلترا،كما صنعت فى مصر صناديق خشبية بسيطة مطلية باللون الأحمر لتوضع بمحطات السكة الحديدية، وصناديق أخرى بميزان لتوضع فى مكاتب البريد المختلفة.
بالإضافة لاستخدام صناديق معدنية من الحديد الزهر فى محطات الطوافة بالقرى، ووضعت على الصناديق صورة أو يافطة لتحديد نوعية المراسلات الخاصة بها بريد عادى، أو بريد مستعجل، أو بريد جوى.