الأربعاء 4 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حليم يرفض مساعدة مالية من عبدالوهاب!

حليم يرفض مساعدة مالية من عبدالوهاب!

لقد عاش «محمد عبدالوهاب» حياة لم يعشها أحد قبله ولن يعيشها أحد بعده لأن زمن تلك الحياة قد انتهى وغير موجود حاليا، إن فى حياة عبدالوهاب أسرارا لا يعلمها بشر ولم تذع أو تكتب فى أية صحيفة أو مجلة أئتمننى عليها، وقد ذكرت بعضها فى هذا الكتاب والبعض الآخر لن يسمعه أحد ولن يكتب فى أى مكان وسوف يظل ملكا لمحمد عبدالوهاب وحده.



هكذا كتب الأستاذ الكبير «مجدى العمروسى» وهو يقدم كتابه المهم والممتع «محمد عبدالوهاب» «الإنسان والفنان»، وكان العمروسى شريكا - فيما بعد - لعبدالوهاب وعبدالحليم حافظ فى شركة صوت الفن.

ومن الحكايات ذات الدلالة التى يرويها فيقول:

عرفت محمد عبدالوهاب معرفة سطحية عندما قابلته لأول مرة فى حياتى فى فيللته بالإسكندرية بعد أن فشل عبدالحليم حافظ على المسرح ورفض الجمهور أغانى عبدالحليم وطالبه بأن يغنى أغانى عبدالوهاب ولكنه رفض بإصرار وعناد وأنهى عقده مع متعهد الحفلات، وقال لى عبدالحليم - الذى كنت قد تعرفت عليه قبل ذلك بفترة - تعرف بيت الأستاذ عبدالوهاب فقلت أعرفه، فقال طيب ودينا هناك.

وذهبنا وكنت طوال الوقت أدعو الله فى سرى أن يطلب منى عبدالحليم أن أدخل معه إلى الفيللا ووصلنا الفيللا وقال عبدالحليم: ياللا يا مجدى تطلع تشوف حبيبك!!

قلت وأنا قلبى يكاد يطير فرحا ولكنى أتظاهر بالتمنع لا ما يصحش يا عبدالحليم: قال بس ياللا ما تخافش!

ونزلت وأنا فى سعادة غير طبيعية ثم فتح عبدالحليم الباب الخارجى ودخل وترددت قليلا ثم دخلت ورأيت السلم المؤدى إلى الفراندة ثم إلى غرفة ضيوف بسيطة ومظلمة لأن أهل المنزل لم يفتحوا شبابيكها بعد!

وانتظرنا لحظة ودخل محمد عبدالوهاب بقامته المستقيمة الفارهة وروبه المنزلى الذى بلون الزهر وحزامه المربوط على وسط الروب، ويضغط الأستاذ عبدالوهاب على زر النور وتضاء الغرفة وينظر إلى الأستاذ بتدقيق واندهاش.. ويحتضن عبدالحليم بحنان وعينه متجهة إلىّ وكأنه يسأل عبدالحليم: مين ده؟!

يقول عبدالحليم: ده مجدى صديقى اللى أنا قاعد عنده ويسأل عبدالوهاب فى اندهاش وألم، إيه اللى حصل فى المسرح ده؟! ويردد عبدالوهاب كل ما حصل بصدق ودون إخفاء أى شىء، ويقول عبدالوهاب: ولا يهمك ياما حصل لنا حاجات من دى كتير، المهم أوعى تيأس بكرة يعرفوا الحقيقة ويقطعوا إيديهم من التصفيق، المهم الصبر!

ثم وجه كلامه لى قائلا خلى بالك منه يا أستاذ مجدى! وصعقتنى جملته، محمد عبدالوهاب بنفسه بيقولى يا أستاذ مجدى، أمال أنا أقولك ايه يا أستاذ الأساتذة؟

ثم وضع الأستاذ عبدالوهاب يده فى جيب الروب وأخرج شيئا وضعه فى يد عبدالحليم الذى رفض أن يقبض يده على هذا الشىء فسقط على الأرض وإذا به فلوس!

وقال عبدالحليم معتذرا عن عدم قبول الفلوس: شكرا يا أستاذ عبدالوهاب أنا مش محتاج لأى فلوس وزى ما قلت لك أنا عايش مع مجدى ولا احتاج لأى شىء!

وانصرفنا من فيللا عبدالوهاب وبمجرد أن ركب عبدالحليم فى السيارة انفجر باكيا!

فى تلك الليلة لم تر عينى النوم اطلاقا: هل دخلت فعلا فى فيللا «جليم» وهل حقا صافحت «عبدالوهاب» وهل قال فعلا يا أستاذ مجدى أننى لا أصدق ولابد أنه حلم أو على الأقل كابوس لم أفق منه بعد».

وللذكريات بقية!