الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الإمام الغزالى «1058 – 1111م»

الإمام الغزالى «1058 – 1111م»

حجّة الإسلام، زين الدين، والعالم الأوحد، ومفتى الأمّة، وبركة الأنام، وإمام أئمة الدين، وشرف الأئمة.أبو حامد محمد الغزّالى الطوسى، أحد أعلام عصره وأحد أشهر علماء المسلمين فى القرن الخامس الهجرى، كان فقيهًا وأصوليًا وفيلسوفًا، وكان صوفىّ الطريقةِ، شافعىّ الفقهِ، وكان على مذهب الأشاعرة فى العقيدة، وقد عُرف كأحد مؤسسى المدرسة الأشعرية فى علم الكلام، وأحد أصولها الثلاثة بعد أبى الحسن الأشعرى، ولد وعاش فى طوس، فى ايران حاليا قرب مدينة مشهد وكان أباه يعمل فى غزل الصوف، ولذا سمى بالغزالى أخذ الفقه فى طوس على يد الشيخ أحمد الراذكانى، وفى عام  473 هـ  رحل الغزّالى إلى نيسابور ولازم إِمام الحرمين أبو المعالى الجوينى (إمام الشافعية فى وقته، ورئيس المدرسة النظامية)، فدرس عليه مختلف  العلوم،، ووصفه شيخه أبو المعالى الجوينى بأنه:



 «بحر مغدِق».

 وكان الجوينى يُظهر اعتزازه بالغزالى، حتى جعله مساعدًا له فى التدريس، ولمّا بلغ عمره 34 سنة، رحل إلى بغداد مدرّسًا فى المدرسة النظامية فى عهد الدولة العباسية بطلب من الوزير السلجوقى (نظام الملك) فى أيام الخليفة المقتدى بأمر الله العباسى، وأُعجب به الناس  لحسن كلامه وفصاحة لسانه وكمال أخلاقه.

واستمر على التدريس وتدريس العلم ونشره بالتعليم والفتيا والتصنيف مدّة أربع سنوات، حتى اتسعت شهرته وصار يُشدّ له الرّحال، ولُقّب يومئذٍ بـ «الإمام» لمكانته العالية،  وصار مقصدًا لطلاب العلم الشرعى من جميع البلدان.. 

عاصر الغزالى زمنًا كثرت فيه الآراء والمذاهب والفرق، وكان من أبرز ما عاصره آنذاك  علم الكــلام والفلسفة والباطنية والتصوف. وقد عكف الغزالى على دراسة كل واحدة منها.

وهذه العلوم على اختلافها وتداخلها فى عقله أحدثت عنده شكّاً فى كل العلوم. 

.. ومازال حائراً .. 

حتى وفقه الله للرجوع إلى الحق فى كثير من المســائل فقد خاض الفلسفـــة، ثم رجع عنها، وردّ عليها، وخاض بعد ذلك الكلام، وأتقن أصوله ومقدماته، ثم رجع عنه بعد أن ظهر له فســاده.

 ثم سلك مسلك الباطنية، وأخذ بعلومهم، ثم رجع عن ذلك، وأظهر بطلان عقــائد الباطنيـة وتلاعبهم بالنصوص، ثم اتجه الى دراسة الصوفية. 

وبعد 4 سنوات من التدريس قرر اعتزال الناس والتفرغ للعبادة وتربية نفسه، متأثرًا بذلك بالصّوفية وكتبهم، فخرج من بغداد خفيةً فى رحلة طويلة بلغت 11 سنة، تنقل خلالها بين دمشق والقدس والخليل ومكة والمدينة المنورة، والاسكندرية بمصر كتب خلالها كتابه المشهور«إحياء علوم الدين»، كخلاصة لتجربته الروحية أما عن سبب تسمية الكتاب بإحياء علوم الدين هو القناعة التى وصل لها الغزالى بأن العلم والفقه الحقيقى هو الذى ينعكس على سلوك الإنسان نتيجة يقينه بأن الآخرة خيرٌ من الأولى.

وأشاد الغزالى بمذهب السلف وتحدث عن حقيقته مبينًا أنه هو الحق وأن من خالف السلف فهو مبتدع لأنه مذهب الصحابة والتابعين، وقد أُخِذَ من الرسول عليه الصلاة والسلام مباشرة، فكل خير فى اتباعهم وكل شر فى الابتداع بعدهم، وحقيقة مذهب السلف هو الاتباع دون الابتداع.