السبت 21 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مواكب ختان الذكور وأول يوم صيام للأطفال

كيف تحتفل الشعوب الإسلامية بـ«ليلة القدر»؟

إنها ليلة الحادث الأعظم الذى لم تشهد الأرض مثله فى دلالته وآثاره على حياة البشرية جمعاء، ليلة بدأ فيها نزول القرآن على قلب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، لذا نرصد لكم فى السطور التالية أبرز مظاهر الاحتفال بليلة القدر فى الدول الإسلامية، والتى توافق يوم السابع من العشرين من شهر رمضان الكريم.



مصر

تقيم الدولة لها احتفالا تنظمه وزارة الأوقاف فى ليلة 27 رمضان من كل عام، ويشهده جمع غفير من الوزراء والمسئولين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية.

يتم خلال الاحتفال بها تكريم حفظة القرآن الكريم الفائزين فى المسابقة العالمية لحفظ وتفسير القرآن التى تنظمها وزارة الأوقاف، ويوجه رئيس الجمهورية كلمة بهذه المناسبة إلى العالم حول مختلف التطورات الراهنة.

يقبل المسلمون فى مصر على المساجد الجامعة لإدراك فضل ليلة القدر، أما المساجد فتستقبلهم بتجهيز الساحات التى تسع مئات الآلاف منهم.

ومن أشهر المساجد الجامعة التى يؤمها المسلمون فى مصر لإدراك الليلة والتوفيق للأدعية المستجابة وشهود أكبر جمع من المصلين: جامع عمرو بن العاص، اللبنة الإسلامية الأولى فى مصر، والذى يشهد توافد المئات من المصلين، وكذلك من المساجد الجامعة التى تشهد إقبالا كثيفا الجامع الأزهر، وجامع السلطان حسن، ومسجد الرفاعى، وجامع القائد إبراهيم.

الجزائر

تُفضل العائلات الجزائرية تختين أطفالها فى ليلة الـ 27 المعروفة بليلة القدر، نظرا للدلالة الدينية التى يحملها هذا الشهر وكذا قدسيته عند أفراد المجتمع، وترسخ هذا التقليد فى المخيلة الشعبية حتى بات على الأسر التى تعكف على تختين أطفالها انتظار حلول الشهر الفضيل لما له من حظوة فى التراث الشعبى وخاصية فى العمق الاجتماعى.

وتعد عملية ختان الأطفال «عادة توارثها الجزائريون منذ سنوات وعقود بالنظر إلى بركة الشهر الفضيل وهناك من يختار يوم 15 رمضان نصف رمضان وهناك من يختار الـ27 رمضان ليلة القدر المباركة، احتفاء بالشهر المقدس وجعلها مناسبة كبيرة.

الاحتفال يتم عبر سهرة تعد لها العدة من خلال حفلة تحضر فيها والدة الطفل «صينية الحناء» ولباس تقليدى خاص بالطفل فضلا عن إعداد الحلويات، وفى صبيحة يوم الغد يؤخذ الطفل فى موكب خاص إلى الجراح، بعدها تقدم للطفل دراهم كهدايا توضع له فى وعاء مصنوع من الفخار.

المغرب

من العادات التى اشتهر بها المغاربة فى شهر رمضان الاحتفال بالصوم الأول للأطفال فى ليلة القدر، حيث يشكل محطة أساسية للأسر المغربية داخل شهر رمضان، والتى تعمل من خلال هذا التقليد على تكريس الانتماء الدينى للطفل المغربى المسلم.

توارث المغاربة هذه العادة منذ القدم، وذلك بهدف إشعار الطفل الصغير بالمسؤولية، وأنه لم يعد طفلا غير مسئول، فخلال هذا اليوم يتبارى الأطفال الصغار فيما بينهم من أجل صيام أول يوم لهم فى حياتهم، وذلك استعدادا منهم لتجريب هذه الفريضة التى ستلازمهم طوال حياتهم.

تجتهد العائلة المغربية فى تحبيب وترغيب أطفالها الصغار فى شعيرة الصيام، وتذكره بأن الصوم الأول هو بمثابة الالتزام، ذلك أن الطفل يدرك بأنه لن يتراجع عن الصيام فى السنة المقبلة بعد أن علم الناس بأن فريضة الصوم قد فرضت عليه منذ هذه السنة.

وتقضى العائلة المغربية يومها فى تحفيز الابن الأصغر على إتمام يومه الأول من الصيام، ويصبح محط اهتمام جميع أفراد أسرته، والجيران والأقارب، حيث يهيئون له الملابس التقليدية المغربية، ويرافقونه طوال اليوم مخافة أن يشتد عليه الصوم ويفطر، وذلك من خلال إشراكه فى تحضير الإفطار، والذهاب إلى المسجد.

تونس

فى تونس تتشابه كثيرًا طقوس إحياء ليلة القدر مع دولة المغرب، فبجانب الصلاة والقيام وختم القرآن، هناك أيضًا عادات غذائية فى ليلة القدر، ومنها تحضير الأكلة التونسية الشهيرة «الكسكسى»، وأيضًا ختان الأطفال فى تلك الليلة، حيث يلبس الصبيان اللباس التقليدى التونسى وهو عباة عن «جبة» و»شاشية» أى غطاء للرأس و»بلغة»، بألوان مختلفة، ويعلق الصبى عقد من القرنفل فى رقبته ويحنى يديه وقدميه قبل عملية الختان فى احتفال أسرى كبير.

يتبرك التوانسة بليلة القدر ويعمدون فيها إلى إقامة حفلات الخطوبة، وهى أيضًا «موسم» على الخاطب فيها أن يهادى خطيبته بهدية قيمة فى تلك الليلة.

الهند

من بين البلاد الإسلامية التى لها تقاليد خاصة فى الاحتفال بليلة القدر الهند، فالمسلمين هناك يلتمسون ليلة القدر فى العشر الأواخر من رمضان كغيرهم من المسلمين، سواء بالاعتكاف فى المساجد أو الصلاة فيها والتقرب إلى الله والدعاء.

ويتعامل مسلمو الهند مع ليلة القدر كالتعامل مع الأعياد، فيرتدون الملابس الجديدة وفى صباح هذا اليوم، يزور مسلمو الهند قبور موتاهم ويقرأون عليها القرآن فى طقس جماعى متعارف عليه فى الهند. 

أما أئمة المساجد فى هذا اليوم فيكرمون كرمًا شديدًا من الناس ويقدمون لهم الهدايا والعطايا هدية منهم على ما قاموا به من ختم القرآن الكريم فى صلاة التراويح.

موريتانيا

للعشب الموريتانى طقوس خاصة فى الاحتفال بليلة السابع والعشرين من رمضان، ففى هذه الليلة، يتم حرق أنواع خاصة من البخور (الفاسوخ، أو آمناس) دفعًا للمكاره، وطردا للأرواح الشريرة.

كما يتم تسخين الإبر ووخز أماكن محددة فى أجساد الصغار بها لتحاشى مس الشياطين التى تقول بعض الروايات الشعبية أنه يتم تحريرهم خلال هذه الليلة بعد أن كانوا مصفدين خلال الشهر الكريم.

لكل فئة من فئات المجتمع الموريتانى طقوسها الخاصة بها التى تتميز بها عن باقى الفئات الأخرى يحيون بها (ليلة القدر)، حيث يعتقد جزء كبير من المجتمع أنه خلال تلك الليلة يتم نزع الأغلال والأصفاد عن الشياطين.