الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حكاوى أثرية

منسوجات مرصعة بالذهب والفضة.. دليل على ثراء الأعيان وقوة مركزهم الاجتماعى

كانت الأحجار الثمينة وخيوط الذهب والفضة تستخدم فى تطريز وزخرفة الأقمشة والمنسوجات فى العصر الفاطمي، وعن صناعة المنسوجات فى العصر الفاطمى واستخداماتها، فقد ذكر أحد المؤرخين الأوربيين فى كتاباته أنه فى إحدى المناسبات التى كان مشاركاً فيها أزيحت الستائر المرصعة بالذهب والأحجار الكريمة ليطل منها الخليفة مرتدياً حلة رائعة تليق فقط بالملوك العظام.



وبلغ من أهمية المنسوجات المرصعة بطرز من الذهب والفضة فى ذلك الوقت أن اتخذها الأمراء والأعيان دليلا على ثرائهم وقوة مركزهم الاجتماعي، ومن هنا كان حرص كل واحد منهم على تخصيص حجرتين فى قصره للاحتفاظ بكنوزه هذه ويقوم على خدمتها وحراستها حوالى ٣٠ شخصًا يشرف عليهم مسئولون كبار.

وليس أدل على ذلك من أن الدفاتر التى كانت ترصد عدد ووصف الملابس المحفوظة فى كل قصر من قصور الأمراء والأغنياء كانت تشير فى كثير من الأحيان إلى وجود آلاف القطع الغالية الثمن والفريدة فى هذه الخزائن، وأصبحت مصر فى ذلك الوقت مركزاً هاماً لصناعة النسيج خاصة بعد إنشاء العديد من ورش الغزل والنسيج سواء للإنتاج المحلى أو للتصدير للخارج،والبعض من هذه الورش تخصص فى إنتاج الأقمشة الغالية الثمن مثل قماش القطيفة الذى كان يعرف باسم البوجلون والذى يتخذ ألوانا مختلفة طبقا لتغير الضوء الساقط عليه.

وخطت المنسوجات الفاطمية خطوات واسعة فى الدقة والإتقان وبراعة التنفيذ، بدأت بالعناية بالخط ومنحه مكان الصدارة، كذلك ابتكر تصميمات لم تكن معروفة من قبل هى السطران المتعاكسان من الكتابة، مع وضع الزخرفة فى المحل الثاني، ثم زاد الإكثار من الأشرطة الزخرفية،وأصبحت الكتابة الكوفية فى المرتبة الثانية،مع ظهور عناصر جديدة إلى جانب العناصر النباتية والحيوانية وهى الأشرطة والجدائل التى تتموج وتتداخل حتى امتلاء الثوب كله بالأشرطة الزخرفية المجدولة.