أيمن عبد المجيد
قلم ولغم
بسم الله نبدأ.. وللوطن والشعب نعمل
أعتقد أن كل عمل مجيد يكون فى أوله نزوة طارقة ثم يستحيل إلى فكرة، فإذا رسخت أصبحت يقينًا فجنونًا».. بهذه العبارة علقت السيدة فاطمة اليوسف، فى الصفحة السابعة، على مقال الأستاذ إبراهيم عبدالقادر المازنى، المنشور فى الصفحة الثالثة بالعدد الأول لمجلة «روزاليوسف» الصادر فى 26 أكتوبر عام 1925م.
«روزاليوسف»، كان عنوان مقال الأديب الكبير، الذى بدأه قائلاً: «روزاليوسف - كما يعرف القراء - اسم سيدة أحالته صاحبته - كما يرون الآن - اسمًا لمجلة، ورمزًا لمعنى تحاول أداءه، وعنوانًا لمسمى تعالج أعباءه، وأنها لثقيلة عسيرة! وأحرى بمن يعرف «روز» الممثلة النابغة أن يتعذر عليه أن يجرد اسمها من الحواشى المادية، وألا يقرنه فى ذهنه إلا بالمعانى ...».
وختم مقاله: «هناك - إذن - على المسرح يا سيدتى مجالك فارجعى إليه، وإذا أبيت إلا المجلة فلتكن سلوى لا شغلاً».
قبلت روزاليوسف السيدة التحدي، وأعطت الدرس، فقد نشرت النقد مقدمًا على الرد، وجعلت من الجهد والعمل والنجاح آلية للرد العملى.
بخمسة جنيهات أسست فاطمة «روزاليوسف» المجلة، ثمن نسخة العدد الأول «عشرة مليمات»، كانت على يقين أنها تؤسس لعمل مجيد، فسرعان ما رسخت الفكرة، فباتت يقينًا، ومدرسة صحفية تجتذب المبدعين، وتخرج عمالقة الصحافة المصرية والعربية.
ربما لم يتوقع الأستاذ المازنى، ولا الأستاذة فاطمة اليوسف، أن «روزاليوسف» المجلة ستتحول إلى مؤسسة عريقة، تصدر ثلاث مطبوعات ورقية، و«كتاب ذهبى»، وبوابة إلكترونية، تواصل دورها التنويرى قرابة مئة عام ، وستبقى - بإذن الله - أَبد الدهر.
اليوم بلغت «روزاليوسف» من العمر 99 عامًا، على مقربة من عامها المئة 26 أكتوبر 2025، بيد أنها ما زالت شابة، رحمها يُنجب الكوادر والجواهر المهنية، تضخ الدماء الشابة فى شرايين الصحافة المصرية والعربية بوسائطها المقروءة والمسموعة والمرئية.
عايشت «روزاليوسف»، السيدة، تحديات النشأة، ومعارك السياسة، وعثرات التمويل، لكنها كانت دومًا على قدر التحدي، مؤمنة بالوطن، وثوابته، تدافع عن استقلال القرار الوطني، تحارب التطرف، وتنثر بذور التنوير.
وتتوالى الأجيال وتختلف التحديات، لكن الثوابت باقية، فالتلاميذ على خطى الرواد سائرون، مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، ووحدة الشعب هدف لا نحيد عنه، ومحاربة التطرف معركتنا المستمرة حتى نقتلع التخلف والفكر الضال من جذوره، وخدمة الشعب المصرى واجب وشرف.
لكل عصر أدواته، ولكل جمهور خصائصه، ولكل رسالة إعلامية مضامينها، وأساليب صياغتها، ووسيلة تلائم طبيعة العصر وحاجات الجمهور المتلقى، فالصحافة الورقية أمامها فرص الحياة عبر الغوص فى أعماق القضايا، وتقديم القراءة التحليلية، والانفرادات الصحفية.
و«الإصدارات الصحفية الإلكترونية» وسائط حديثة، تختصر زمن نقل الرسالة إلى نقطة الصفر عبر البث المُباشر، والتغطية الآنية للأحداث، تحطم حواجز الجغرافيا، فلا حدود بين المرسل والمتلقى فى أنحاء العالم عبر الشبكة العنكبوتية «الإنترنت»، ثلاثية الأبعاد فى إنتاج المحتوى: مكتوب ومرئى ومسموع.
وقد تشرفت بتكليفى بالجمع بين رئاسة تحرير الوسيط الورقى والإلكتروني، الأولى: صحيفة «روزاليوسف»، التى بدأت فيها خطواتى الأولى وحققت فيها أحب أعمالى المهنية إلى قلبى وجنيت ثمرتها تحقق مهنى وثلاث جوائز تفوق صحفي، والثانية: تجربتى الأولى فى رئاسة التحرير والمستقبل الذى فرض نفسه عالميًا «الصحافة الرقمية»، وهى مسئولية أسأل الله أن يوفقنى لأوفيها حقها.
ونحن نضع بين يدى القارئ العدد الأول من إصدارها الأسبوعى، نتوجه بالتحية لكل الأساتذة الزملاء الذين سبقونا، فى تحمل المسئولية، ونعد القراء بإصدار يقدم خدمة إعلامية حقيقية، فانتظروا صحيفة روزاليوسف فى ثوبها الجديد، ففى روزاليوسف كنز، جواهره العنصر البشرى الذى يبدع عندما تخلق له بيئة محفزة ومساعدة.
عهد جديد وقلب حديد
العشرية الإصلاحية، سنوات نجح فيها الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى رسم خريطة جديدة للوطن، تخطى مضاعفة رقعة العمران إلى بناء الإنسان، دولة العلم والعمل.
جدد الشعب الثقة بالرئيس لولاية جديدة، وتعهد الرئيس بمواصلة البناء والتعمير وتبنى سياسة التوازن الاستراتيجى فى التعاطى مع القضايا الدولية بما يخدم المصالح الوطنية.
لقد رسم الرئيس السيسى منذ توليه مقاليد حكم مصر بتكليف شعبى عبر انتخابات رئاسية يونيو 2014، عهدا جديدا يستهدف تعزيز القدرة الشاملة للدولة المصرية، لتكون أقدر على مجابهة التحديات المحلية والإقليمية والدولية.
وخلال «العشرية الإصلاحية»، وضع الرئيس أسس الجمهورية الجديدة، ورسخ أركانها، عبر استراتيجية تنمية شاملة، وقدرة على اتخاذ القرارات الحاسمة دون النظر لآثارها على شعبيته، واضعًا مصلحة الوطن نصب عينه، فحمى الوطن وتضاعفت الشعبية بتجديد الثقة لولاية جديدة.
القلب الحديد استمد صلابته فى مواجهة التحديات واتخاذ القرارات الوطنية، من ثقة مطلقة فى وعى الشعب المصرى والتفافه حول مصلحة الوطن.
وهذا الموقف الشعبى، يتشكل من بناء وعى حقيقى بطبيعة التحديات والإنجازات والمخاطر التى تحاك بالوطن، وهنا يأتى دور الإعلام الشريك الأساسى فى تعزيز حصون الوعى.
فى معركة بناء الوعى يشترك الإعلام والدراما والتعليم وكافة المؤسسات التى تملك قنوات تواصل جماهيرية، هذه هى قضيتنا ندرك أننا نقف مقاتلين على ثغور الوعى، لوجه الله والوطن وشعبنا الأبى.
فى هذا العدد بدأنا أول الملفات: «خريطة جديدة لمصر رسمتها دماء الشهداء وسواعد التعمير والبناء».
وقد شاهدنا وفاء مصر ورئيسها لشهداء الوطن وأسرهم وأبنائهم فى احتضان الرئيس لهم فى عيد الفطر على مدار خمس سنوات وغيرها من المناسبات.
ما وصل إليه الوطن من استقرار دفع ثمنه غاليًا الشهداء، وعرق رجال أراد الله أن يسخرهم للحفاظ على بقاء الدولة وتقدمها.. فلنكن جميعًا أوفياء لدماء الشهداء والعرق والعطاء.. حفظ الله مصر