الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«العشرية الإصلاحية» وثوابت الدولة المصرية

الأعمدة السبعة للجمهورية الجديدة.. الأهداف والآليات

«العشرية الإصلاحية» وثوابت الدولة المصرية

حافية القدمين، سارت مصر على الأشواك، ثلاث سنوات فى طريقها إلى «العشرية الإصلاحية»، للانتقال من التعبير المضطرب الغاضب عن الإرادة عبر الميدان، إلى التعبير  الآمن الناضج عبر صناديق اللجان.



أشواك السيولة السياسية والأزمات الاقتصادية ومخططات الفاشية الدينية وتهديدات اللحمة الوطنية وتحديات العبث بالهوية وأطماع دولية وإقليمية وحروب إعلامية.

من السير على الأشواك داخليًا إلى إبحار سفينة الوطن فى محيط إقليمى ودولى متلاطم الأمواج، متضاعف التحديات والمخاطر، بانعكاساتها الأمنية والاقتصادية.

عليك فقط الصعود فوق صارى السفينة لتنظر، شرقًا للتهديدات فى فلسطين المحتلة، استدر غربًا تشاهد الشروخ أصابت بنيان الدولة الليبية الوطنية، اتجه جنوبًا ترى توترات ونزيف الدماء فى السودان، حفظ الله الأشقاء فى كل مكان.

التحديات الداخلية والخارجية، فى تلك السنوات، هددت بقاء الدولة الوطنية، فى تلك اللحظات التاريخية، يستيقظ العقل الجمعي، يستعيد الشعب تلاحمه وصلابته، مستحضرًا جينات حضارته، يقف كالبنيان المرصوص واضعًا نصب عينيه، فوق كل شىء هدف الدفاع عن الوطن بالعرق والدماء.

أطاح الشعب بالفاشية الإخوانية، محافظًا على هويته، مستعيدًا ثورته، ليبدأ عشرية إصلاحية باستدعاء قائد وطنى توسم فيه القدرة على قيادة الوطن للانتصار فى معركتى البقاء والبناء.

تحرر الشعب المصرى من جماعة الإخوان الإرهابية بعد عام من سيطرتها على الحكم، وفوّض القائد عبدالفتاح السيسى، لمواجهة الإرهاب المحتمل، وعندما وجد الإرهاب واقعًا مهددًا للوطن والشعب، انتقل من الميدان إلى اللجان بعد فترة انتقالية ليمنح القائد شرعية دستورية لقيادة البلاد للتطهير من الإرهاب والبناء والتعمير.

نجحت الدولة المصرية، بقيادة الرئيس السيسى فى الحفاظ على بقائها، وتثبيت أركانها، وتعزيز قدراتها الشاملة: سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا واجتماعيًا وتنمويًا، بالشكل الذى رسم خارطة جديدة لمصر فعليًا.

فى الثانى من أبريل الجاري، جدد الرئيس عبدالفتاح السيسى العهد والوعد لشعب مصر، خلال تنصيبه لولاية جديدة بالبرلمان المصرى بعاصمة مصر الإدارية الجديدة، فى رمزية للجمهورية الجديدة.

للأعمدة السبعة التى وضعها الرئيس هدفًا لمواصلة بنائها فى الولاية الجديدة أهداف وآليات، فما هى إلا مواصلة إنشاءات مصر الحديثة الجمهورية الجديدة.

«جمهورية ديمقراطية حديثة، أساسها العلم والعمل، تسعى نحو السلام والتنمية وبلوغ مكانتها التى تستحقها فهى الأمة التى بدأت التاريخ وصنعت الحضارة وبقيت رمزًا للخير والسلام والقوة».

الأمن والسلام والاستقرار والتنمية هدف مصر، التى يؤكد رئيسها فى كل مناسبة أنه لا خيار دون ذلك لمواجهة التطرف والإرهاب وإنهاء الصراعات على أسس العدالة.

لخص الرئيس ملامح الجمهورية الجديدة فى سبعة أعمدة:

أولًا - السياسة الخارجية: التوازن الاستراتيجى فى العلاقات الدولية

الهدف: حماية وصون أمن مصر القومى، فى محيط إقليمى متلاطم الأمواج والاضطرابات.

الآلية: تعزيز العلاقات المتوازنة مع جميع الأطراف الدولية فى عالم تتشكل خريطته الجيوسياسية الجديدة، بما عزز دور مصر التى يدرك العالم أنه لا غنى عنه لتحقيق الأمن والاستقرار.

الحفاظ على الدولة الوطنية، واحترام إرادة الشعوب، ودعم الحقوق العادلة وفى مقدمتها حق الشعب الفلسطينى فى دولته المستقلة على حدود ٤ يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

نجحت مصر بسياستها الخارجية فى هزيمة كل العدائيات، وبناء تعاون استراتيجى عميق مع جميع القوى الدولية، بما انعكس على تنويع المكتسبات المصرية وتعزيز مكانتها التى تستحقها، وإقناع العالم برؤيتها للمنطقة وتحدياتها.

التوازن الاستراتيجى عزز قدرة مصر على بناء شراكات وصداقات تنوع الاستثمارات ومصادر التسليح وغيرها من متطلبات تعزيز القدرة الشاملة للدولة.

ثانيًا - السياسة الداخلية: تعزيز دعائم المشاركة السياسية الديمقراطية 

الآلية: استكمال وتعميق الحوار الوطنى وتنفيذ توصياته التى تحظى بتوافق على جميع الأصعدة: سياسية واقتصادية واجتماعية.

وقد ظهرت ثمار الإصلاحات السياسية التى بدأت بتمكين الشباب والمرأة والقادرين باختلاف والمصريين فى الخارج من خلال التمثيل بالمجالس النيابية، وغيرهم من الفئات وصولًا لحوار وطنى شامل أسهم فى تعزيز قوة الجبهة الداخلية وتوسعة المشاركة السياسية فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

وتعميق الحوار واستمراره، مواصلة لبناء رؤية إصلاحية تشارك فيها كل القوى لوضع خريطة الأولويات الوطنية.

ثالثًا - الرؤية الاقتصادية: تبنى استراتيجيات تعظيم قدرات وموارد الاقتصاد المصرى وتعزيز صلابته ومرونته فى مواجهة التحديات والأزمات عبر نمو قوى متوازن مستدام.

الآليات: 

التنمية الصناعية والزراعية، جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتعظيم التصنيع المحلى، وتعزيز دور القطاع الخاص الشريك الأساسى فى التنمية، والاهتمام بقطاعات السياحة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والنمو التدريجى للناتج المحلى.

ذلك التوجه يستهدف تنمية القدرات الصناعية والزراعية بما يوفر نسبا أكبر من احتياجات السوق المحلى فينخفض الاستيراد والضغط على الدولار، فى مقابل تنمية الصادرات وخلق فرص عمل.

رابعًا - القطاع الإدارى بالدولة: تبنى إصلاح مؤسسى شامل يهدف إلى الانضباط المالى والحوكمة 

الآليات: 

ترشيد الإنفاق العام، وتعزيز الإيرادات العامة، والتحرك باتجاه مسارات أكثر استدامة، وتحويل مصر لمركز إقليمى للنقل وتجارة الترانزيت والطاقة الجديدة والمتجددة والهيدروجين الأخضر بمشتقاته، تعظيم الدور الاقتصادى لقناة السويس. 

والمدقق فى ذلك يكتشف أن العقل الاستراتيجى المصرى، بدأ بقناة السويس الجديدة، لتعزيز قدراتها كمورد رئيسى وما تبعها من تنمية على محوريها، وما تم من إنشاء موانئ ومشروعات تحول مصر لمركز استراتيجى وقبلة للاستثمارات المباشرة، وما شهدته مصر من بنية تحتية فى السنوات السابقة ضرورة أساسية لبلوغ الأهداف المستقبلية.

خامسًا - الثروة البشرية 

وصف الرئيس شعب مصر بالثروة البشرية وهو ما يعكس إدراكا لقيمة البشر فى القدرة الشاملة للدولة ورؤية لاستفادة الدولة من ثروتها البشرية عبر بناء إنسان قادر على الإبداع والعطاء.

لتحقيق هذا الهدف، أشار الرئيس لملامح رؤية بناء الإنسان عبر الارتقاء بجودة التعليم والصحة العامة واستكمال التأمين الصحى الشامل.

وهنا الاهتمام بالعقل والعلم والإبداع عبر تطوير التعليم، وإتاحة الفرص للموهوبين والكفاءات وتمكين المرأة والشباب، وحماية الشعب من آلام المرض وتعزيز القدرة الإبداعية والإنتاجية البشرية.

سادسًا - توسيع شبكات الحماية الاجتماعية

الهدف: حياة كريمة للمواطنين الأكثر احتياجًا ورفع قدرة الأسرة المصرية على مواجهة التحديات والارتقاء بالبنية التحتية للريف المصرى عبر حياة كريمة وتكافل وكرامة وغيرها من المبادرات.

سابعًا - استمرار تنفيذ المخطط الاستراتيجى: سكن لكل المصريين 

بدأت فعليًا فى العشرية الإصلاحية من خلال مضاعفة الرقعة العمرانية من ٧ ٪ إلى ١٤٪ منفذ ومستهدف استكماله، فى القلب من ذلك عاصمة إدارية و29 مدينة ذكية، ساهمت فى تفريغ الكثافة السكانية وتوفير سكن كريم لكل مصرى من العشوائيات التى تم القضاء عليها إلى المدن الحدودية والامتدادات فى محافظات الصعيد إلى عاصمة إدارية جديدة ومدن وليدة ذكية بالتزامن مع رفع كفاءة العمران والمدن القديمة.

إن كل ذلك يسهم فى جودة الحياة للمواطن وخلق فرص عمل وحلول جذرية لمشكلات عانى منها الشعب لعقود.

ولم نصل إلى ذلك إلا بفضل تضحيات ودماء الشهداء وعرق المخلصين فى معركتى البقاء  والبناء ويبقى الرهان فى مواصلة المسيرة على وعى الشعب ووحدته، فى دولة المصارحة والمكاشفة جمهورية العلم والعمل.

حفظ الله مصر.