الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الشيخ عبدالمنعم الرياشى: أمى نقلت تحركات العدو على قماش شاش ووضعتها على صدرى

مدير تحرير روزااليوسف يحاور الفدائى عبدالمنعم الرياشى
مدير تحرير روزااليوسف يحاور الفدائى عبدالمنعم الرياشى

بدموع ممزوجة بالفرح يتذكر عبدالمنعم الرفاعى الرياشى، ذكرياته مع والدته، تلك البطلة المصرية البدوية، التى عاش على ما ترويه من بطولات، وما يحتفى بها المواطنون والمسئولون الذين يعلمون بطولاتها. يقول: بطولات والدتى تعود إلى ما قبل نكبة ١٩٤٨، عندما كانت تساند فى تقديم العون للمصابين العائدين من الحرب فى فلسطين، ففى صحراء سيناء كان الأجداد والآباء يسكنون العشش، ويعيشون على الرعى.



وعقب نكسة ١٩٦٧، واحتلال أرضنا، عزم أبناء سيناء الوطنيون على مواجهة المحتل، فمنهم من هجر ومنهم من ظل يقاوم مع المجموعات الفدائية، وكانت والدتى من الفدائيين وكان لى الفخر أن كنت رضيعها الذى أخفت على صدره أهم خرائط تمركزات قوات الاحتلال والتى  أوصلتها إلى المخابرات الحربية. يضيف: روت والدتى كيف كانت تساعد فى إسعاف جنودنا المصابين فى نكسة ١٩٦٧، وكيف عثرت على جندى مصرى مصاب بجرح نافذ فى البطن حتى أحشاءه الداخلية، التى كانت ظاهرة، ولعدم امتلاكها خيوطًا طبية قامت والدتى بتخييط الجرح بخيط وإبرة من تلك التى تحيك بها الملابس فى المنزل. تلك المشاهد التى رأتها جعلتها عازمة على الانضمام للفدائيين، وأسهمت فى إخفاء عدد من الأبطال حتى لا تعثر عليهم طائرات استطلاع المحتل. يضيف، أبطال سيناء كانوا رادارات بشرية، ترصد تحركات الاحتلال وتقدم المعلومات للمخابرات المصرية، والبعض نفذ عمليات فدائية، ووالدتى كان دورها نقل المعلومات والخرائط إلى القاهرة تحت ستار تجارة الأقمشة والملابس. كُلّفت والدتى بإيصال أهم خريطة فهداها تفكيرها ووفقها الله لإخفائها على صدرى وأنا ابن عامين وشهرين، وبعد التمكن من عبور القناة عبر لانش إسرائيلى بعد تفتيش ذاتى، وبعد تسليم الخريطة للضابط يحيى شبايك بالقاهرة ومكثت يومين بالقاهرة عادت بعدهما إلى الشيخ زويد وما هى إلا أيام حتى عبرت قواتنا خط بارليف، حيث وصلت والدتى بيتنا ٢ أكتوبر 1973.

وبعد تحرير كامل الأرض بدأ الاحتفاء بالبطولة والأبطال الفدائيين، منهم الحاج محمد الهشة والحاج سويلم دهمش وقد أخبرانى بأن الخريطة التى حملتها والدتى على صدرى كانت لمدفعية تمثل استعدادات العدو لاستهداف قواتنا ولذلك كان الطيران المصرى الأسبق فى تدميرها فى الطلعة الجوية الأولى ٦ أكتوبر ١٩٧٣.

ويؤكد الرفاعى، أن أهالى سيناء مخزون استراتيجى للدولة يقفون خلف الوطن وقواتنا المسلحة والشرطة المصرية، وكما سطّرت القبائل بطولات خلال حرب الاستنزاف وأكتوبر المجيد فإنهم سطّروا بطولات فى المعركة الشاملة ضد الإرهاب ويسطّرون بطولات فى التعمير والتنمية، فأنفاق تحيا مصر أنهت عزلة سيناء والتنمية التى تشهدها غير مسبوقة. وأضاف: إسرائيل كانت عدوًا ظاهرًا بينما الإرهاب عدو خفى، والمعركة مستمرة بالتنمية الاقتصادية والفكرية، وكثيًرًا ما أوصت والدتى أبناءها وشباب مصر بالحفاظ على الوطن والانتباه للأخطار التى تهدده، وقبل وفاتها بخمسة أيام طلبت منى أن أصور رسالة منها للرئيس السيسى والجيش المصرى وهى رسالة لشعب مصر، ولم يطلع أحد على ذلك الفيديو منذ تسجيله قبل أكثر من عامين -رحمها الله-، والآن أختص به جريدة «روزاليوسف» وبوابتها الإلكترونية.

لمطالعة الفيديو امسح رمز الباركود أعلى الصفحة لتنتقل إلى بوابة «روزاليوسف» الإلكترونية.