مذيعات تألقن فى عالم البرامج الرياضية
د. مريم الشريف
البرامج الرياضية كانت دائمًا حكرًا على المذيعين الرجال، إلا أن المرأة استطاعت كسر تلك القاعدة واكتسبت شهرة واسعة بين مشجعى الساحرة المستديرة، عبر تقديم فقرات متنوعة أثبتت جداراتها ومهاراتها فى تقديم تلك النوعية من البرامج. من بين تلك المذيعات، الإعلامية نرمين جمال، التى قالت: «إن مقدمات البرامج الرياضية أخذن وقتًا كبيرًا ليتقبلهن الجمهور، وتكون لهن قاعدة تتابعهن، حيث كان المشاهد يسخر منهن ويطالبهن بالعمل فى قنوات الطبخ، لرفضه وجودهن كمذيعات فى البرامج الرياضية». وأضافت «جمال»: «إن مذيعات الرياضة ما زلن فى بعض الأحيان يجدن صعوبة فى المجال الرياضى، لأن المتلقى يفضل الاستماع إلى نجمه المفضل مثل «أحمد شوبير وحازم إمام وغيرهما»، لافتة إلى أنها كمقدمة برنامج رياضى سعت أن تبنى ثقة كبيرة بينها والجمهور، تؤكد فيها أنها مذيعة تستطيع التحدث فى أمور الرياضة ومحاورة العديد من اللاعبين».
وتابعت: «اضطررت فى برامجى أن أتناول الحياة الاجتماعية لضيوفى من اللاعبين مثل الطعام أو الرياضات الأخرى المفضلة له، وذلك لجذب الجمهور ليتعرف على أمور جديدة عن لاعبه المفضل إلى جانب الحديث عن الرياضة».
وأشارت إلى أن الراديو أصعب بكثير من التليفزيون، لأنه يعتمد على الصوت فقط والمحتوى الجاذب، بعكس الشاشة التى تضيف كثيرًا للمحتوى من الديكور الخاص بالاستديو وشكل المذيعة وأناقتها، موضحة أن معها فريق إعداد مميزا يركز على المادة الإعلامية المقدمة، وهى الصحفية لبنى عبدالله المتخصصة فى الرياضة.
وأكدت أن برنامجها المذاع على راديو ON Sport FM، يهتم بإلقاء الضوء على البطلات فى مختلف الألعاب الرياضية «الكاراتيه وكرة سلة والتجديف وغيره»، ومدى تحقيقهن نجاحًا ومراكز متقدمة فى الرياضة، لافتة إلى أن البرنامج يحرص على تعريف المستمعين بهؤلاء المتفوقات رياضيًا، وكان من ضمنها استضافتها لكابتن أسماء الزهيرى، بطلة مصر فى التجديف.
وأوضحت أنها حرصت على تقديم برامجها الرياضية بشكل مختلف وفى قالب ترفيهى، لتقديم الكرة بشكل جاذب للجمهور، فمثلا قدمت فوازير عن الكرة العام الماضى، من خلال تقديمها حدوتة صغيرة تضمن معلومات فى شكل فزورة، وعلى المستمع أن يتعرف على اسم اللاعب الذى تتحدث عنه، منوهة إلى أن الإعلام الرياضى تقدم كثيرًا فى مصر وفى تطور مستمر فى ظل وجود قنوات متخصصة فى الرياضة، تتابع الأحداث بشكل محترف وتنقلها على الهواء.
وقالت الإعلامية دينا سليم: «إن المذيعات أثبتن نجاحهن بشكل كبير وتفوقهن على مقدمى البرامج المتخصصين فى الرياضة، ولكن لسن من لاعبى الكرة الذين أصبحوا إعلاميين»، مؤكدة النساء ماهرات كثيرًا ويردن إثبات نجاحهن فى مجالات مختلفة كانت بعيدة عنهن، فنجد فى الوقت الحالى فتيات توجهن للعمل كطيارات ونجحن رغم أن المجال فى البداية كان مقتصرًا فقط على الرجال».
وتابعت سليم: «أعتقد أن سر نجاح المذيعات هو المذاكرة والمتابعة الجيدة لكل ما يخص الرياضة، فضلًا عن متابعة الكباتن الكبار وتحليلاتهم للمباريات ومختلف البرامج ليكن مدركات وملمات بالأمر»، مشيرة إلى أن انتقاد المذيعات الرياضيات ما زال مستمرًا، بسبب السوشيال ميديا والجماهير الساخرة، مضيفة: «ما زلت أواجه انتقادات أثناء فقرة توقعات المباريات التى أقدمها فى «يا إحنا يا هما» مع كابتن خالد الغندور على ON Sport FM، فحينما أتوقع مباراة ما أجد العديد من التعليقات الساخرة ومنها «أنتِ مكانك المطبخ»، وهذا التعليق يضحكنى كثيرًا، قائلة: «عارفة إن عمرى ما هرضى كل أذواق الجمهور».
وأكدت أن كل مذيعة لها أداؤها وأسلوبها المميز والخاص بها، وهناك منافسة قوية بين المذيعات والمذيعين فى البرامج الرياضية حاليًا، فأحيانًا نجد مذيعة أكثر ذكاءً ومهارة فى حلقة عن مذيع رجل، وأحيانًا العكس، خاصةً أن أغلب المذيعين الرجال يحبون الكرة كثيرًا لذلك ناجحون فى تقديم البرامج الرياضية.
وأوضحت الإعلامية ياسمين القفاص، أن المذيعات نجحن فى تقديم البرامج الرياضية لأنهن يتسمن بمهارة كبيرة، لكن لم يتفوقن على الرجال، لأنهم أعلم بالفنيات الخاصة بالكرة بشكل أكبر، مؤكدة أنهن يتنافسن بشكل قوى فى البرامج التى تهتم بمختلف الألعاب الرياضية الأخرى وليست الكرة فقط، مضيفة: «أن المذيعات حصلن على حقهن فى الإعلام الرياضى جدًا وأصبح لهن جمهورهن الخاص».
ونفت «القفاص»، تعرضهن لأى انتقاد بسبب تقديمهن برامج رياضية، لافتة إلى أن الجمهور أصبح ينجذب أكثر للبرنامج الرياضى الذى تقدمه مذيعة لأن المشاهد لديه فضول للتعرف على المعلومات التى سيقدمنها وطريقتهن وإذا كانت تفهم جيدًا فى الكرة أم لا؟ مشيرة إلى أن الإعلام الرياضى المصرى متفوق جدًا ومتميز، وأصبح ينافس قنوات دولية وعالمية، والدليل أن الكثير من المذيعين فى القنوات المصرية تم ترشيحهم للعمل فى قناة دولية مثل Bein Sport.
وأكدت الإعلامية سها إبراهيم، أن قناة «النيل للرياضة» صاحبة الفضل فى تواجد المذيعات فى عالم البرامج الرياضية، حيث انطلقت التجربة الأولى منها، ووقتها كانت المنافسة والصعوبات كبيرة، لكن بالخبرة والدراسة استطعن إثبات تواجدهن ومهارتهن، مضيفة أنها واجهت انتقادات من الجمهور، باعتبار أن وجود المذيعات فى البرامج الرياضية والاستاد غير معتاد، ودائمًا يرددون أن المذيعات لا يفهمن فى الأمور الكروية، لافتة إلى أنها تحب الكرة والرياضة كثيرًا فهى بالأساس هوايتها، حيث كانت تلعب كرة سلة من قبل، بالإضافة إلى أنها من خلال عملها سافرت كثيرًا مع المنتخب الوطنى، وقامت بتغطية العديد من البطولات.
وتابعت «إبراهيم»: «هناك منافسة قوية بين المذيعين والمذيعات فى البرامج الرياضية، وأحيانًا نجد مذيعين ليس لديهم أى دراية بالمعلومات الرياضية، ولا يستحقون مكانهم وأحيانًا مذيعات كذلك، لكن الحكم يكون من خلال المشاهد فهو ذكى جدًا»، موضحة أن أناقة المذيعة أمر ضرورى ويسهم فى نجاحها فى البرامج الرياضية، علاوة على أن إمكانيات الإعلام الرياضى أصبحت كبيرة ومتطورة للغاية، بالإضافة إلى ضرورة أن يكون المذيع أو المذيعة الموجودون على الشاشة مؤهلين للعمل الإعلامى، إذ إنها تنزعج كثيرًا من وجود بعض الأشخاص على كرسى المذيع وغير مؤهل لذلك.