السبت 27 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الإعلام الدينى.. قوة ناعمة فى مواجهة التطرف

دعاء عامر
دعاء عامر

دور بالغ الأهمية يقوم به الإعلام الدينى الفترة الحالية فى ظل تجديد الخطاب الدينى والحرص على بث تعاليم الإسلام الوسطى، فى كل تفاصيل حياتنا الاجتماعية، بعدما عانى المجتمع من أزمة الخطاب التقليدى والتراثى غير المواكب للعصر ونمطية الطرح، إلا أن الإعلام الدينى أصبح توعويًا هادفًا يتضمن رسائل تنويرية، وبات يشكل جزءًا مهمًا من الشاشة والراديو.



«الإعلام الدينى» لم يعد مقتصرًا على القنوات المتخصصة الدينية فقط، وإنما أيضًا البرامج التى تبث عبر القنوات والإذاعات العامة، وأصبحت تقدم بشكل متنوع لا يقتصر فقط على الحديث عن العبادات، وإنما يدخل فى كل ما يخص الدين ويجيب عن أسئلة المشاهدين ويتوجه لفئات مجتمعية مختلفة.

من جانبها، قالت الإعلامية منى الحسينى: «إن الإعلام الدينى شهد تطورا كبيرا من خلال المحتوى البرامجى الذى لم يعد يقتصر على تفسير القرآن الكريم فقط، وإنما يتضمن الكثير من الأمور الاجتماعية والحياتية، من خلال الإجابة عن أسئلة المشاهدين».

وأوضحت «الحسينى»، أنه لابد من وجود برامج دينية تخاطب كل الفئات العمرية، مثل الشباب والمراهقين، خاصةً أنهما أخطر الفئات العمرية، وتمثلان شريحة كبيرة فى المجتمع.

وأشارت الإعلامية دعاء عامر إلى أنه أصبح من الضرورى زيادة جرعة البرامج الدينية، خاصةً فى ظل الانفتاح الثقافى والمعلوماتى الذى يشهده العالم نتيجة انتشار السوشيال ميديا واطلاع الشباب عليه، لافتة إلى أن هناك خطرا كبيرا يواجهنا بسبب عدم مراقبة المضمون المقدم فى هذه المواقع لأبنائنا على مدار اليوم.

وأضافت «عامر»: «لابد أن تقدم البرامج الدينية عبر القنوات بأشكال مختلفة ومتنوعة جاذبة للشباب، وتوعيتهم ضد أى أفكار متطرفة على السوشيال ميديا»، مؤكدة أنه أصبح هناك انتقاء للشيوخ الذين يظهرون على الشاشة، ويتعاملون مع الجمهور.

وأشادت «عامر» ببرنامج «نور الدين» للشيخ الدكتور على جمعة، موضحة أنه فكرة رائعة وناجحة جدًا، لأن الدين يشكل كل تفاصيل حياتنا من حيث الأخلاق، والتربية، والتعليم، والزواج، والميراث، وليس مجرد عبادات فقط.

وقال الإذاعى رضا عبدالسلام، رئيس شبكة القرآن الكريم: «إن برامج المحطة تمثل النظرة الوسطية للدين مستعينة بالعديد من علماء الأزهر الشريف، لتقديم تعاليم الإسلام الوسطى»، مضيفًا: «أن هناك برامج كثيرة مثل ما يقدمه الشيخ الدكتور على جمعة، من تصحيح مفاهيم الدين برؤية واقعية ونظرة إسلامية وسطية منفتحة، فحينما يتحدث عالم أزهرى أو من وزارة الأوقاف فهؤلاء يعبرون عن نظرة الإسلام الصحيح».

وأوضح أن هناك عددا من مقدمى البرامج يعملون على دغدغة مشاعر الناس، ويدخلون فى معارك، وهذا ليس له علاقة بالإعلام الدينى الذى من المفترض أن يكون بعيدًا عن المهاترات، لأنه إعلام هادف وتوعوى.

وأكد أن بعض الشيوخ الذين يفتعلون مشاكل على السوشيال ميديا يعتبرون الدين تجارة.

ولفتت الإعلامية الدكتورة هاجر سعد الدين، إلى أن البرامج الدينية سواء فى الراديو أو التليفزيون تواكب الحاضر والقضايا المعاصرة، لأنها متنوعة واجتماعية ودينية ولا تقتصر على تفسير القرآن الكريم والأحاديث النبوية فقط، وإنما تمس كل القضايا المطروحة على الساحة وتقدمها من منظور إسلامى.

وأضافت «سعد الدين»: «أنه من الرائع ما يحدث من استيعاب الأسئلة التى يطرحها الشباب عبر البرامج الدينية، واستقبالها بصدر رحب مع الإجابة عليها بالطريقة المضبوطة التى تحصنهم ضد أى تيارات متطرفة يشاهدونها عبر السوشيال ميديا».

وقالت الدكتورة نجوى كامل، أستاذ الصحافة فى كلية الإعلام جامعة القاهرة: «إنه من المؤسف أن يتحول دعاة الدين إلى تريند عبر تقديم الفتاوى الغريبة»، مؤكدة أنه لا يجوز لأى عالم متخصص فى الدين أن يخاطب الجمهور عبر التليفزيون أو الراديو إلا إذا كان مؤهلًا للتعامل مع وسائل الإعلام ولديه مهارات التواصل، فضلًا عن أن هناك قضايا جدلية وخلافية لا يصح تداولها على الشاشة، لأن مكانها الطبيعى أروقة جامعة الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف.

وشددت الدكتورة ليلى عبدالمجيد، أستاذ الصحافة فى كلية الإعلام جامعة القاهرة، على أن وجود الإعلام الدينى أمر ضرورى، ولكن ليس بكم البرامج المقدمة وإنما بمحتواها.

وعبرت عن مدى رفضها لوجود بعض الفنانين ممن اعتزلوا الفن كمقدمى برامج دينية، قائلة: «هذا لا يجوز إطلاقًا، إذ إنهم لا يعلمون كل شىء فى الدين وعلومه، ولا يمكن الاعتماد على فنان أو فنانة حضرت دروس دين، ثم تأتى لتعلم المشاهدين أمور دينهم، وهذا خطأ القنوات منذ البداية فلا يجب قبول غير المتخصصين لتقديم برامج دينية».