الخميس 18 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الحقائق التاريخية لأرض فلسطين (٥)

الحقائق التاريخية لأرض فلسطين (٥)

 فى بداية الألفية الأولى بعد الميلاد شهدت مدينة القدس ميلاد السيد المسيح عليه السلام. وفى عام٧٠م حاول اليهود استغلال الحرية الدينية التى منحت لهم فى القدس آنذاك فى التمرد والعصيان، إلا أن القائد الرومانى تيتوس شن هجوماً عليهم واحتل القدس، وهدم الهيكل للمرة الثانية وأباد من اليهود الكثيرين وشتت  أغلب اليهود إلى البلاد المجاورة وهو ما يعرف فى التاريخ اليهودى (بالشتات الكبير).- 



وفى الأعوام ١٣٢-١٣٥ م قام اليهود بتمرد أطلق عليه اسم ثورة ( باركوخبا) أثناء حكم الحاكم الرومانى هاديريان كان نتيجتها أن قضى هاديريان نهائيا على آخر وجود لليهود فى فلسطين، وفى عام ١٣٥م قام هاديريان بتغير اسم مدينة أورشليم الى مدينة (إيلياء كابيتولينا). فى عام ٣٢٤م شهدت مدينة القدس مرحلة جديدة فى تاريخها عندما اعترف الملك قسطنطين الأكبر بالديانة المسيحية دينا رسميا للدولة، وفى عهده شيدت والدته الملكة هيلانه كنيسة القيامة فى القدس وكنيسة المهد فى بيت لحم وكنيسة البشارة فى الناصرة.

واستمر منع اليهود من دخول مدينة القدس حتى عام ٦٣٦م عندما شهدت مدينة القدس دخول المسلمين إليها بعد هزيمة الروم فى معركة اليرموك حيث اشترط البطريرك صفرونيوس أن يتسلم الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه بنفسه مدينة القدس التى كانت تسمى آنذاك “إيلياء”، فحضر الخليفة عمر إلى فلسطين وكتب للمسيحيين عهداً أمنهم فيه على كنائسهم وصلبانهم، (العهدة العمرية) والذى أعطى الأمان لأهلها وتعهد لهم بأن تصان أرواحهم وأموالهم وكنائسهم واشترط فيه ألا يسكن أحد من اليهود تلك المدينة المقدسة بناء على طلبهم. 

ومنح عمر سكان المدينة الحرية الدينية ورفض أن يصلى فى كنيسة القيامة لئلا تتخذ صلاته سابقة لمن يأتى بعده، وذهب إلى موقع المسجد الأقصى فأزال بيده ما كان على الصخرة من تراب، وبنى مسجداً فى الزاوية الجنوبية من ساحة الحرم، وأعاد لها اسم بيت المقدس، وتميز الحكم العربى الإسلامى بالتسامح الديني، واحتفظ المسيحيون بكنائسهم وبحرية أداء شعائرهم الدينية.

فى عام ٦٩١م شهدت مدينه القدس بناء قبة الصخرة المشرفة التى بناها عبد الملك بن مروان فى الموضع الذى عرج منه النبى محمد - صلى الله عليه وسلم -، والمسجد الأقصى الذى أتم بناءه الوليد بن عبد الملك وهو البناء الذى ما زال قائماً حتى اليوم. وفى عهد الخلافه العباسية واصل الخلفاء العباسيون الاهتمام بالقدس، فقام بزيارتها كل من الخليفة المنصور عام ٧٧٥م والخليفة المأمون عام ٨٣٣م عند عودته من زيارته لمصر، وقد جرت فى عهدهم تغييرات وتجديدات للمسجد الأقصى وقبة الصخرة بعد الخراب الذى نتج عن الزلازل المتكررة.

فى الوقت الذى شهدت مدينة القدس تحريم دخول اليهود إليها، أقيمت على أرض القوقاز والتى تقع بين البحر الأسود وبحر قزوين دولة يهودية هى الدولة الخزرية اليهودية والتى أقيمت عام ٧٤٠م عندما اعتنق الملك (إتيلا) أو (الخاقان الأكبر) ملك الخزر الديانة اليهودية ومعه أربعة ملايين خزرى وأطلق لقب القبيلة الثالثه عشر على شعبه، وهذا الملك ليس ساميآ أى أنه لا ينتمى إلى بنى إسرائيل التوراة ولكنه من نسل يافث ابن سيدنا نوح عليه السلام حسب ما جاء فى الرد على الرسائل التى أرسلت إليه من الوزير اليهودى (حسداى بن شبروت )، والذى كان يعمل فى بلاط الملك (عبد الرحمن الناصر) فى الأندلس.

وللحديث بقية