من أرض المانجو إلى سويسرا
عم جورج.. قصة أقدم ساعاتى فى الإسماعيلية
شهيرة ونيس
يمكن أن تطلق عليه لقب «دكتور»، فهو يعامل الساعة على أنها مريض يحتاج للتشخيص والعلاج.
لم لا وقد درس أصول المهنة فى سويسرا متجهًا إليها من مدينة الإسماعيلية «أرض المانجو» كما يُطلق عليها أهلها.
جورج عزيز، أقدم ساعاتى فى محافظة الإسماعيلية، تحدث إلى «روزاليوسف»، ليكشف لنا قصة تحول مسار حياته بعد دراسة الاقتصاد والعلوم السياسية ليرث مهنة والده.
هو رجل متمسك بأصوله وعاداته من حيث قراءة الصحف وبعيد كل البُعد عن التكنولوجيا، فهو لا يتصفح الإنترنت ولا يتعامل مع أجهزة الهاتف المحمول.
يقول عم جورج: «تخرجت فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، وكانت لدى أحلام تتعلق بمجال دراستى ولكن حبى لوالدى كان أكبر من طموحاتي، واستسلمت لرغبته حيث كان يعمل فى محافظة الإسماعيلية، وجئت من القاهرة إلى الإسماعيلية تلك المدينة الصغيرة التى لا أعرف عنها شيئًا».
سافر إلى سويسرا ليتعلم صناعة وصيانة الساعات فى عدد من الورش والمصانع، وتعرف على أدق ماكينات الساعات، حتى وصل إلى مرحلة الاحترافية ليعود بعد ذلك إلى الإسماعيلية ويتسلم مهنة والده وهى العمل فى الساعات.
يتابع عم جورج: «لم ولن تعصى علىّ أى ساعة، ولا أعرف للفشل طريقًا، فأنا أُجيد إصلاح كل أنواع الساعات بما فيها الذكية، وأتعامل مع الساعة كمعاملة الطبيب مع المريض الذى يحتاج للتشخيص والعلاج».
يجد «جورج» فى مهنته ما لا يقل أهمية عن مهنة طبيب المخ والأعصاب الذى يتعامل بأنامله الذهبية مع أدق الشرايين والأعصاب، وكذلك «الساعاتي»، فهى مهنة صعبة ودقيقة لا يمارسها إلا البارعون.